الخرطوم – محمد إبراهيم
أكدت حكومة ولاية وسط دارفور، غرب السودان، عودة الهدوء إلى مدينة نيرتتي، الواقعة في قمة جبل. وأعلنت أن لجنة أمن الولاية تمكنت من احتواء الأحداث التي وقعت في حاضرة محلية، غرب الجبل، وراح ضحيتها طفلان وجندي تابع للقوات المسلحة، وجرح 13 مدنيًا، في وقت أكدت فيه تقارير وشهود عيان في المنطقة أن عدد القتلي بلغ تسعة أشخاص، بالإضافة إلى 60 جريحًا، بعضهم يعاني إصابات خطيرة.
وأوضح أعيان في منطقة نيرتتي أن الهجوم انتقامي، شنته قوات حكومية، مساء الأحد، بعد العثور على جندي نظامي مقتولاً في أحد أحياء البلدة. وقال مستشار الوالي الإعلامي، محمد الزاكي، الإثنين، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، إن الأوضاع عادت إلى طبيعتها في المنطقة، مؤكدًا أن لجنة أمن الولاية، بقيادة نائب الوالي، محمد موسى أحمد، وزير المال في وسط دارفور، زارت المنطقة، للوقوف على الأوضاع على الأرض.
وأوضح أن نائب الوالي وعد المواطنين بتشكيل لجنة للتحقيق حول الحادثة، ومحاسبة كل من يثبت تورطه فيها. وتعهد بدفع ديات القتلى، وعلاج الجرحى، وتعويض المتضررين، والتزم بحماية المواطنين.
وأشار إلى أنه طالب المتضررين بمزيد من الصبر والتعاون مع لجنة التحقيق، واختيار مندوبين لتمثيلهم في لجنة لتقييم الأضرار، بما يمكن من تحقيق العدالة. وأوضح مستشار الوالي أن تفاصيل الأحداث تعود إلى العثور، مساء السبت، على جندي تابع للقوات المسلحة، مقتولاً بالرصاص، وتم التمثيل بجثته، في حي الجبل (أحد أحياء نيرتتي).
وقال مسؤول الشؤون الإنسانية في هيئة النازحين واللاجئين، عبدالله صالح الشفيع، إن القوات الحكومية في المنطقة شنت هجومًا واسعًا على أهالي بلدة نيرتتي، مستخدمة الأسلحة الثقيلة والخفيفة بشكل عشوائي، انتقامًا، إثر العثور على جثة نظامي يتبع للقوات الحكومية.
وقال إنه، قبل التحقيق في مقتل الجندي للتعرف على الجناة، قامت جهة مجهولة في ذات المنطقة بالاعتداء علي طبيب، يتبع للتأمين الصحي، أصيب بجراح خطيرة، ما دفع القوات المشتركة من الجيش والشرطة وقوات الأمن إلى مداهمة الحي. وأكد أن القوات تفاجأت بإطلاق نار شديد من داخل الحي تجاهها، وهو ما أثار شكوكًا حول وجود جهات معادية تسللت وسط المواطنين.
وأشار إلى تصريحات قائد الفرقة "21 مشاة"، اللواء عبود منصور، الذي أكد أن قواته التزمت بعدم الرد، تجنبًا للفوضى، إلا أن الرصاص المجهول الذي انطلق من الحي أدى إلى مقتل طفلين، ما هيج المواطنين، ودفعهم إلى مهاجمة القوات بالعصي والأسلحة البيضاء، وهو ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح.
فيما تضاربت الروايات بشأن أسباب اندلاع الاحداث في المنطقة، وأكد "الشفيع" مقتل تسعة من المدنيين العزل، إلى جانب إصابة ما لا يقل عن 60 آخرين، بعضهم جراحه بالغة. وأضاف أن القوات الحكومية استهدفت سلب ونهب ممتلكات النازحين، بعد كسر المحال التجارية في سوقي نيرتتي جنوب وشمال، مشيرًا إلى أن النظامي القتيل وجدت جثته ملقاة في الشارع، من دون معرفة الجاني، أو الدوافع التي أدت الى قتله.
ووفق مسؤول هيئة النازحين واللاجئين فإن عشرات الجرحى تم نقلهم إلى مستشفى بعثة "يوناميد" في المنطقة، بعد أن عجز مستشفى نيرتتي التعليمي عن إسعافهم، واستقبل جثامين الضحايا لإثبات حالة الوفاة، ومعرفة أسبابها.
أرسل تعليقك