كشف مصدر سياسي عراقي مُطلع اليوم الأحد، أن عملية تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش" ستنطلق صباح الإثنين، من أربعة محاور، وبمساندة طيران الجيش العراقي والتحالف الدولي. وقال المصدر إن عمليات تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش" ستنطلق، بمشاركة قوات الجيش والبيشمركة ومكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والعشائري، والشرطة الاتحادية، من أربعة محاور. وأضاف أن قوات الشرطة الاتحادية ستشارك من المحور الشرقي الشمالي للمدينة، فيما ستشارك قوات البيشمركة من المحور الشرقي، مشيرًا إلى أن قوات الجيش ومكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والعشائري ستتقدم من المحور الجنوبي، إضافة إلى إسناد جوي من طيران الجيش العراقي، والتحالف الدولي.
وأنجزت القوات الامنية العراقية، بمختلف قطاعاتها وتشكيلاتها، كل الاستعدادات لتحرير مدينة الموصل، من سيطرة "داعش"، بعد وصول قطعات كبيرة لمحاور المدينة الأربعة. وأعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي جاهزيته لتحرير مدينة الموصل، متوعدًا بالقضاء على "تنظيم "داعش"، بينما أعلنت هيئة الحشد الشعبي استكمال استعدادات قواتها للمشاركة في معركة تحرير مدينة الموصل" مشيرة إلى وجود خطط فورية وبديلة للمعركة.
وقال الناطق باسم قوات مكافحة الإرهاب، صباح النعمان، في تصريح صحافي، إن معركة الموصل لها خصوصية، باعتبار انها المكان المغتصب الأخير لـ"داعش"، ومعقلها في العراق، وهذه المعركة مهمة جدًا، ليس للعراقيين فقط، وإنما للعالم أيضًا. وأضاف، أن "داعش" سيشهد هزيمة وانكسارًا في المدينة، وأن كل القوات الأمنية عازمة على أن تكون المعركة فاصلة وسريعة، رغم التوقعات بأنها ستكون شرسة، ولكن تم الاستعداد لها بالكيفية التي تضمن النجاح، بأقل الخسائر في صفوف القوات الأمنية، والمدنيين، لهزم "داعش"، وتحرير الموصل.
وأشار النعمان إلى أن جهاز مكافحة الارهاب في هذه المعركة سيشارك بكل قواته التي اكتملت استعدادتها، وتنتظر إعلان بدء المعركة، للتقدم نحو الخطة الخاصة. وأكد بالقول: "لا مفر لداعش من المدينة، وكل من يواجه القوات الأمنية سيكون مصيره القتل، ونصيحتنا للمتطرفين بإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم، وخاصة المغرر بهم من سكان الموصل، وهناك فرصة مازالت موجودة لهم، بالاستسلام وإلقاء السلاح، ليكونوا عنصرًا فاعلاً وإيجابيًا في القضاء على الدخلاء، من خارج العراق.
وذكر مصدر أمني أن قوات الشرطة العراقية صدت هجومًا لـ"داعش" قرب مفرق الحضر، جنوب الموصل. وأضاف أن القوات العراقية فجرت أربع مركبات للمهاجمين، وقتلت ستة من مسلحي التنظيم، خلال صد الهجوم. وقال مصدر أن طائرات التحالف الدولي شنت غارة على زوارق كانت راسية أسفل جسر الحرية، داخل الموصل، مما أدى إلى تدميرها، وإلحاق اضرار بالجسر. ويأتي الهجوم في إطار الغارات الكثيفة التي يشنها التحالف على أهداف "داعش" داخل الموصل، قبيل هجوم بري مرتقب من القوات العراقية، لانتزاعها من قبضة المتشددين. وأوضح المصدر أن طائرات التحالف قصفت زوارق نهرية تحت جسر الحرية، على نهر دجلة، وسط الموصل.
وأضاف المصدر أن القصف أسفر عن تدمير الزوارق، وإلحاق أضرار جسيمة بالجسر، الذي يربط جانبي الموصل، وهو ما أدى إلى خروجه عن الخدمة. ولم يذكر المصدر ما إذا كانت الزوارق تخص تنظيم "داعش" أم لا، أو الأغراض التي تستخدم لها تلك الزوارق.
وقالت قيادة عمليات بغداد، في بيان لها، إن انتحاريًا يرتدي حزامًا ناسفًا فجر نفسه، قبل ظهر الأحد، مستهدفًا موكبًا حسينيًا في منطقة الجادرية، وسط بغداد، مما أسفر عن مقتل شخصين، وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة. ويعد هذا الحادث هو الثاني، الذي تشهده بغداد، حيث قام انتحاري بتفجير نفسه، السبت، في مجلس عزاء، في حي سوق شلال، في منطقة الشعب، شمال شرق بغداد، ما أسفر عن مقتل 34 شخصًا، وإصابة 35 آخرين، وتبنت عناصر" داعش" التفجير. وقال الناطق باسم الحشد الشعبي، النائب أحمد الأسدي، في بيان له: "إن معركة تحرير الموصل ستقوم على أساس خطط رئيسية فورية، وأخرى بديلة، وضمن مراحل متعددة، تتحرك بموجبها القوات التابعة لقيادة العمليات المشتركة، والحشد الشعبي، للقضاء على المتطرفين، في محافظة نينوى".
وأشار إلى أن القطعات الأمنية أخذت مواقعها، تمهيدًا للتحرك في اتجاه الأهداف المرسومة لها، حال انطلاق ساعة الصفر. وأضاف "الأسدي"، أنه تمت تهيئة كل مستلزمات نجاح المعركة، التي ستنطلق باشتراك الحشد الشعبي والعشائري المحلي، فضلاً عن قوات جهاز مكافحة الإرهاب، وتشكيلات وزارة الدفاع والشرطة الاتحادية، وأفواج شرطة نينوى، والشرطة المحلية، وكل القوى الداعمة والمساندة.
وأوضح أن مهمة تحرير المناطق المحيطة بمركز مدينة الموصل، وسهل نينوى، ستقع على عاتق قوات جهاز مكافحة الإرهاب، وشرطة نينوى، بالإضافة إلى أفواج الطوارئ والحشد العشائري والمحلي، والذي تبلغ أعداد قواته نحو 15 ألفًا، فيما لفت إلى أن المحاور التي سيتم الدخول من خلالها إلى مركز الموصل ستحدد في وقتها.
وأكد "الأسدي" أن جميع فصائل الحشد وتشكيلاته ستشارك في معركة تحرير الموصل، عبر إسناد القطعات الأمنية، عدا التشكيلات المكلفة بمسك قواطع أساسية، ضمن محاور أخرى، حيث ستبقى تلك القوات في محاورها ومواقعها المتواجدة فيها، وذلك ضمن المحاور المتفق عليها.
ووجه مسعود بارزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان رسالة الى الأوساط الشعبية والأطراف السياسية في الإقليم، قال فيها: "إن الحرب على الإرهاب قد اقتربت من مرحلة الحسم، وستشترك قوات البيشمركة، وبالتنسيق القوات العراقية، والتحالف الدولي، في معركة تحرير الموصل".
وأضاف أن قوات البيشمركة ستشارك موحدة في تلك المعرك،ة بلا تفرقة حزبية ومناطقية، مشيرًا إلى الانتهاء من إناطة المهام والواجبات العسكرية بعناصر البيشمركة، التي ستشترك في المعركة. ودعا "بارزاني" جميع الأطراف السياسية، والمسؤولين في حكومة الإقليم، ووسائل الاعلام، إلى عدم إقحام قوات البيشمركة، المشاركة في تحرير الموصل، في مزايدات حزبية، لأن البيشمركة لكل كردستان، وانتصارها هو نجاح لكل كردي.
وشدد رئيس الإقليم على أنه، خلال المدة التي تجري فيها عملية تحرير الموصل، إذا ابتعد أي شخص أو مسؤول عسكري في قوات البيشمركة، تابع لأي جهة، عن الروح الوطنية، وتصرف بحزبية، يتوجب على وزارة البيشمركة أن تتخذ إجراءاتها تجاهه، وأن يبعد عن جبهات القتال، داعيًا إلى إخضاع أي وسيلة إعلامية في كردستان إلى المساءلة القانونية، في حال إقحامها اخبار المعارك التي تخوضها قوات البيشمركة في معركة الموصل في المزايدات الحزبية.
أرسل تعليقك