فتحت اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي، ملف قصور الرئاسة في عهد الرئيس الأسبق صدام حسين، والبالغ عددها نحو ألف قصر، تنتشر من أقصى الشمال العراقي الى جنوبه، مرورا بالعاصمة بغداد ، وأكبر تجمع للقصور في مسقط رأسه في مدينة تكريت ، في وقت كشف تقرير لصحيفة "الحياة" ، ان هناك خططاً عراقية لعرض قصور رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين للإستثمار.
ونقلت الصحيفة عن عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية جواد البولاني قوله انه "بعد اقرار الموازنة الفيدرالية للعام الجاري (الموازنة التكميلية) لاحظنا غياب عنصر الاستثمار فيها، إضافة إلى ضعف في الإيرادات، وقد اقر المصرف المركزي دعمها بعشرين بليون دولار من الاحتياط".
وتابع البولاني ، أن "رئاسة الوزراء استحدثت موقعاً الكترونياً لتلقي شكاوى المستثمرين بعد ان لمست ضعفاً في هذا القطاع وإهمالاً لدى المؤسسات التي ما زالت تتعامل مع المستثمرين بتعالٍ". واضاف ، ان "هناك مساع لتفعيل قرارات سابقة باستثمار بعض القصور اضافة المواقع الرئاسية".
ولفت الى وجود "افكار بدأت منذ العام 2008 ولم تكتمل حتى الآن، بسبب وجود جهات معارضة ولدينا فرصة لاستثمار هذه المواقع ولكن يجب أن تذهب إلى مستثمرين حقيقيين والى شركات عالمية مهمة من طريق جولات تراخيص" .
وعن استغلال جهات نافذة بعض هذه المواقع قالت النائب نورة البجاري ، إن 'اللجنة ستخاطب الحكومة لإخلائها، ومن ثم تعرض للاستثمار، شرط أن لا تستدعى شركة محددة'، لافتة الى ان 'العدد الكبير لهذه المواقع يجعلها فرصة فريدة من نوعها فمن النادر جداً في اي بلد في العالم ان يضاف إلى القطاع السياحي الف قصر.
لربما يتساءل البعض عن مدى صلاحيتها لتكون فنادق درجة ذهبية، اقول نعم معظمها صالح لذلك، فقد شيدت على مساحات شاسعة وفي مواقع رائعة في محاذاة نهري دجلة والفرات، ناهيك عن تصاميمها الهندسية الفريدة'.
وقدرت اللجنة مواقع الاستثمار في عموم العراق بألف موقع، موزعة بين قصور ومنتجعات سياحية ومجمعات رئاسية فخمة، وهي منتشرة من شمال البلاد وصولاً الى ضفاف شط العرب في الجنوب.
وتفيد الإحصاءات بأن في تكريت وحدها 136 قصراً صممها معماريون محليون واجانب، وبعضها يعتبر تحف فنية من حيث التصاميم والفخامة والمساحة الشاسعة التي شيدت عليها، ناهيك عن وسائل أمن نادراً ما تطبق في بقية البلدان مثل الجدران المضادة لأنواع الاسلحة الثقيلة، والرخام النادر.
وتشتهر القصور الرئاسية في تكريت ببنائها الضخم المتقن، وقبابها العالية، وأروقتها الرخامية المؤدية الى بواباتها المختلفة، فضلا عن البحيرات والاقنية المائية الاصطناعية، المزودة بمياه نهر دجلة، المنتشرة ما بين المساحات الخضراء الشاسعة.
وأصبح التساؤل داخل الدوائر السياسية والمالية، هل تنقذ قصور الرئاسة العراق من أزمته المالية الخانقة؟ وبعد أن أثير جدل واسع عقب الغزو الأمريكي حول قصور وصفت بأنها من تراث " ألف ليلة وليلة" ولعبت الأسطورة دورا كبير ا في تصوير قصور صدام حسين.
وأعلنت محافظة صلاح الدين، العام الماضي، عن فتح باب الاستثمار للقصور الرئاسية، وقال رئيس هيئة استثمار صلاح الدين، جوهر الفحل، إن الدعوة لاستثمار القصور الرئاسية في تكريت وتحويلها إلى أماكن سياحية لا تزال مفتوحة أمام كل الشركات العالمية.
ويرى المختصون أن تحويل تلك القصور إلى أماكن سياحية سيسهم بشكل كبير في زيادة أعداد السائحين إلى العراق، خاصة اذا استثمرت من قبل شركات أجنية تحترف الترويج لمثل هذه المشاريع ، باعتبار أن كثيرا من الناس في كل دول العالم يتطلعون لمعرفة أسرار الشخص الذي حكم العراق لسنوات عدة.
وكانت بيانات الجيش الأميركي، الذي استخدمت معظم القصور الرئاسية كقواعد عسكرية، إبان اجتياح البلاد قبل تسليمها للحكومة العراقية، أشارت إلى أن مجموع مباني مجمع القصور الرئاسية في تكريت يبلغ 136 مبنى مشيدا ضمن مساحة تقدر بآلاف الدونمات تحتوى البحيرات الاصطناعية والنافورات وحدائق صممت بجمالية تفوق الخيال.
ويعد القصر الجمهوري في بغداد، من أقدم وأكبر قصور الرئيس العراقي، ويبدو وكأنه قلعة حصينة على ضفاف دجلة وسط العاصمة العراقية.
وتحيط به أسوار عالية كبيرة وبوابات ضخمة سوداء وحراسة امنية مشددة تجعل من الصعب على العراقيين رؤية ما في داخله.
ويقع القصر الذي تبلغ مساحته عشرات الكيلومترات المربعة على طول نهر دجلة في وسط العاصمة العراقية بغداد في جانب الكرخ ويحده جسر الجمهورية من جهة اليمين والجسر المعلق من جهة اليسار، ويضم القصر العديد من البنايات الكبيرة كما تحيط به حديقة كبيرة واسعة خضراء لكن البناية الرئيسية للقصر تعلوها قبة خضراء من الموزاييك الذي يستخدم في معظم المساجد العراقية التقليلدية.
ومن جانبه يقول الباحث العراقي، زياد الزبيدي، إن القصور الرئاسية المعروفة، وخاصة في بغداد والبصرة وتكريت والموصل، تتكوّن من أعداد غير محدودة من القصور، يتوسّطها واحد مركزي.
أمّا البقية، فتُوَزَّع وظائفها، ومن أشهر القصور الرئاسية في بغداد، مبنى القصر الجمهوري "قصر السلام" الذي وضع تصاميمه البريطاني جيمس بريان كوبر، واكتمل بناؤه في ستينات القرن الماضي، ويقع على ضفة دجلة في جانب الكرخ .. و"قصر السجود"، الذي يُعد من أكثر القصور الرئاسية جمالية وبذخاً، يقع في مكان "قصر الزهور" الملكي، ويليه في داخل مركز بغداد "قصر الأعظمية"، يقابله تقريباً من جهة الكرخ "قصر أحمد بن بلا"، الذي كان مخصّصاً لإقامة الرئيس الجزائري الأسبق عندما يزور العراق، وهناك قصور أخرى تنتشر في أنحاء متفرقة من البلاد..
أرسل تعليقك