روما - العرب اليوم
أعلن الجيش الليبي، اليوم الجمعة، تحرير كامل مدينة صبراته الساحلية من الميليشيات الإرهابية الموالية لتنظيمي داعش والقاعدة بعد أسابيع من القتال. وإثر تحرير المدينة، أصدرت غرفة محاربة "داعش" في صبراته التابعة للجيش بيانا دعت فيه "جميع المواطنين بمدينة صبراته وضواحيها بعدم الدخول إلى المدينة والمساس بأي جسم مشبوه أو الاعتداء على أملاك أو أرواح عائلات المتهمين".
وتابع البيان:" وكل من له مظلمة اللجوء إلى الجهات القانونية للمطالبة بالحقوق وذلك للمساهمة في تثبيت الأمن والأمان في ظل الجيش الليبي والأجهزة والأمنية والقوة المساندة".
من جهة ثانية، أكد رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا عبد الرحمن السويحلي، اليوم الجمعة، أن بلاده بحاجة إلى حكومة قوية وجهاز أمني عالي الكفاءة لإجراء الاستفتاء الدستوري. ونقل التلفزيون الحكومي عن السويحلي قوله في ختام مباحثات أجراها في روما مع وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو أن "ليبيا بحاجة إلى حكومة قوية وجهاز أمني عالي الكفاءة، كشرط أساسي ليتم إجراء الاستفتاء على الدستور المستقبلي الذي يفترض أن يسبق الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بناءً على مبادرة الأمم المتحدة".
ووصل السويحلي في وقت سابق اليوم الى روما في زيارة لم يتم الاعلان عن مدتها. وِشدد على "الحاجة إلى حكومة وحدة وطنية قوية تحظى بدعم سائر أبناء الشعب الليبي، كون تلك الحكومة تستطيع أن تقلل من معاناة الحياة اليومية وتكون قادرة على ضمان الأمن". واعتبر أن "الانتخابات في ليبيا هي الهدف النهائي للاتفاق السياسي والتعديلات التي ستطرأ عليه ".
وأضاف "أن المحادثات بين الأطراف الليبية في تونس برعاية موفد الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة تمثل خطوة إلى الأمام في المفاوضات الجارية لإجراء تعديلات على الاتفاق السياسي، الذي تم التوصل إليه في الصخيرات عام 2015". وجدد رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا على أنه "من أقوى المدافعين عن العملية السياسية".
من جانبه أشار الوزير ألفانو إلى أن الحوار الليبي برعاية الأمم المتحدة في تونس هو "السبيل الوحيد الممكن لإيجاد حل مشترك قادر على تعديل اتفاق الصخيرات السياسي والوصول إلى انتخابات حرة". وتابع القول "ما كررته للرئيس السويحلي هو أن الليبيين سيقررون وحدهم مصير ليبيا". وأعرب عن أمله في أن "تفضي عملية التفاوض الشاقة هذه المرة إلى انتخابات حرة".
وشدد ألفانو على أهمية أن "يركز الحوار السياسي على البحث عن حلول مشتركة لتعديل اتفاق الصخيرات، ولهذا السبب ناقشت مع الرئيس السويحلي سبل تحقيق ذلك". وأشاد رئيس الدبلوماسية الإيطالية بما حققته حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج منذ مارس/آذار 2016، حيث "شهدت ليبيا انخفاضاً في الوجود الإرهابي، وفعالية أكبر في العمل على الحدود الجنوبية للبلاد، وكذلك على الحدود الشمالية، من خلال ضبط السفن التي تحمل مهاجرين في طريقهم إلى إيطاليا".
ومن المقرر أن يعقد السويحلي اجتماعاً في وقت لاحق من اليوم مع رئيسة البرلمان الإيطالي لاورا بولدريني، تتناول التعاون المشترك بين الجانبين. وكان آخر لقاء جمع بين السويحلي وألفانو في الثامن والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي، خلال زيارة لرئيس الدبلوماسية الإيطالية إلى العاصمة الليبية طرابلس.
ويأتي اللقاء بعد نحو أسبوع من الزيارة التي قام بها إلى روما، قائد القوات المدعومة من مجلس نواب طبرق (شرق) خليفة حفتر، وبعد أربعة أيام من زيارة أخرى لنائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أحمد معيتيق، أجرى خلالها محادثات مع الوزير ألفانو.
وفي تونس، أكد الرئيس التونسى الباجي قايد السبسي على أن تحقيق الاستقرار في ليبيا عامل حيوي لضمان أمن واستقرار تونس ومنطقة شمال إفريقيا والبحر المتوسط، مشدداً خلال استقباله في قصر قرطاج الوزير الأول الفرنسي إدوارد فيليب على أن بلاده لن تدخر جهدا من أجل مساعدة الليبيين لمواصلة الحوار بهدف التوصل إلى تسوية سياسية شاملة ودائمة.
من جهته أكد فيليب على تطابق وجهات نظر البلدين حيال القضايا الاقليمية وفي مقدمتها الملف الليبي وحرصهما على مواصلة التشاور للتوصل إلى حل سياسي دائم وتحقيق الاستقرار المنشود في ليبيا.
أرسل تعليقك