تونس - حياة الغانمي
يتمُّ بصفة يومية تقريبًا، القاء القبض على شبان بتهمة الارهاب في تونس، ليصل عدد المتهمين في قضايا ارهابية الى آلاف الموقوفين ومئات الاشخاص الذين تتم متابعتهم عن بعد لوجود شبهات او شكوك حول انتمائهم الى مجموعات ارهابية او مد يد المساعدة لعناصر ارهابية. وتطالعنا يوميًا انباء عن القاء القبض على عناصر ارهابية.وهو ما جعل التساؤلات تصب في خانة عوامل الاستقطاب..
ولئن وجهت اصابع الاتهام اساسا وبصفة مباشرة الى عدد من المساجد وخاصة تلك غير المرخصة او الخارجة عن سيطرة الدولة، فان الحقيقة تعكس ان المساجد ليست وحدها التي تتم فيها عملية الاستقطاب بل هناك السجون والجمعيات والمواقع الالكترونية ايضا...
وقد ارتاينا من خلال هذا المقال تسليط الضوء على عمليات غسل ادمغة الشباب التي انتقلت من مرحلة المباشر اي تلك التي تتم في اطار جميعات ملتحفة بغطاء ديني او خيري او داخل المساجد او في السجون لتصل الى مرحلة للامباشر او الافتراضي، اذ أن هناك الاف الشباب الذين يتم استقطابهم عبر مواقع الكترونية وعن طريق شبكات التواصل الاجتماعي ...
فكيف يستقطبون ؟ وماهي تلك المواقع ؟ واية حلول لمنع عمليات الاستقطاب الالكتروني؟
شباب يستقطبون عن طريق "الفايسبوك و"تويتر"
في الحقيقة صدمنا عندما اكتشفنا ان الاستقطاب الاكبر يتم الكترونيا دون لقاءات مباشرة.حيث اتضح ان 90 في المائة من الشباب الموجود حاليا في مناطق النزاع بغاية القتال في صفوف الجماعات المتشددة، وتم استقطابه عن طريق المواقع الالكترونية على غرار "الفايسبوك" و"تويتر" وغيرهما. حيث يوجد 12 ألف موقع جهادي اصولي من بينهم 4800 موقع مخصص لاستقطاب الشباب للالتحاق بما يسمى في مفهومهم الجهاد.اما بقية المواقع فهي مخصصة لتصنيع القنابل وتفخيخ السيارات وكل ما له علاقة بطرق واليات الجهاد.
وهناك مواقع أخرى لنشر الدعوة والأفكار الجهادية.وحسب العديد من الدراسات التي اجريت حول هذا الموضوع فان المشرفين على تلك المواقع يتعرفون على شخصية الشاب "الهدف" ووضعيته الاجتماعية والمادية، ثم يقومون باستقطابه عن طريق تمرير افكارهم الدعوية وترويج نظرتهم للإسلام.
وقد اكد لنا رئيس جمعية "آفاق" للأمن الداخلي سيف الدين الهيشري، ان هناك الف شاب تونسي من جملة 4 آلاف او أكثر الموجودين في سورية والعراق، تم تجنيدهم عبر المواقع الإكترونية، و قال ان عملية الاستقطاب التي تتم عبر شبكات الانترنات و التي تم رصدها في تونس تتم عن طريق الذكور و الإناث، مشيرا الى التفطن في استقطاب "بنات " في تونس .كما تم التفطن الى وجود عدد من التونسيات الشابات يسرن ويشرفن على مواقع استقطاب الكترونية. وأوضح محدثنا بان الجماعات الارهابية لها ثقافة متطورة في مجال الانترنات (شبكات التواصل ) وذلك في غياب منظومة قانونية تونسية واضحة لحماية الشباب التونسي من هذا الخطر.
تشديد الرقابة على المبحرين
ويمكن القول ان الإرهاب الإلكتروني أصبح أحد الأدوات الرئيسية في النشاطات الإرهابية ويستغل لتجنيد المقاتلين العرب والأجانب، حيث أصبح التجنيد يتم أكثر عبر الأنترنات عوضا عن الجمعيات، باعتبار ان عديد الدول بدأت تشدد الرقابة على نشاط الجمعيات المشبوهة والمورطة في تجنيد الإرهابيين للقتال في سورية والعراق وحتى في ليبيا...وهو ما يفسر اللجوء الى الأنترنات. ويشمل الإرهاب الإلكتروني تقنيات متطورة من حيث "بيداغوجية" الانتدابات أو من حيث التأثير النفسي والإعلامي الذي يسلّطه على الأفراد الذين يقبلون التواصل معهم. ويمكن القول ان مواجهة الإرهاب الإلكتروني في تونس يمكن ان تتم عبر اتخاذ جملة من الإجراءات، ومنها تشديد الرقابة على المبحرين على المواقع التي يستعملها الإرهابيون، وتجريم العمليات الإرهابية التي تتم عبر المواقع الإلكترونية ،بالإضافة إلى حملة تحسيسية لتوعية الرأي العام الوطني بخطورة التواصل مع المواقع المشبوهة.
أرسل تعليقك