أفادت مصادر أمنية عراقية اليوم الخميس، ان طيران الجيش العراقي قصف مواقع لتنظيم "داعش" في قرى تقع شمال شرقي مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى 57/كم شمال شرقي بغداد، فيما رحب السفير العراقي لدى السعودية رشدي العاني، بوجود نوايا لافتتاح قنصلية سعودية في محافظة البصرة، مشيرا الى قرب افتتاح منفذ الجميمة السعودي مع العراق.
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن الطيران العسكري التابع للجيش العراقي قصف فجر اليوم بصورة مكثفة عددا من مقرات التنظيم في قرى تابعة لناحية قرة تبة شمال شرقي بعقوبة أسفرت عن مقتل أربعة مسلحين بينهم قيادي بارز وتدمير تلك المواقع بشكل كامل .
وكان التنظيم قد شن أمس الاربعاء هجمات متفرقة في مناطق جنوبي كركوك وبيجي وشمال شرقي محافظة ديالى جوبهت برد كبير من القوات العراقية.
وتواصل القوات العراقية تعزيز صفوفها يوم الخميس في محيط قضاء تلعفر غرب الموصل تمهيدا لهجوم مرتقب لانتزاعه من قبضة تنظيم "داعش" وسط فرار السكان المدنيين من القضاء.
وأشار المصادر في تصريحات صحفية ، إلى "استمرار وصول التعزيزات العسكرية من الشرطة الاتحادية والرد السريع إلى قاطع تلعفر غرب الموصل للمشاركة بعملية اقتحام القضاء".
وأضافت أن "اللواء 73 في الجيش العراقي التحق بالفرقة 15 المتواجدة في قضاء تلعفر غرب الموصل وتحرك للتحشد قرب ناحية المحلبية".
وتعتبر تلعفر والمناطق المجاورة لها آخر مناطق جيوب "داعش" الباقية في محافظة نينوى بعد اعلان تحرير الموصل في تموز الماضي. وتبعد المدينة 150 كم الى الشرق من الحدود السورية، وتقع على امتداد طريق رئيسي هام كان في احد الايام من طرق الامداد الرئيسية للتنظيم.
ووصل يوم الاثنين المئات من المدنيين المنهكين على متن شاحنات عسكرية عراقية الى نقطة تجمع للاغاثة الانسانية قرب الخطوط الامامية لجبهة القتال. ووصف الجميع الرحلة بالمروعة، مؤكدين أنها استمرت أكثر من يوم كامل وبدون طعام او ماء.
وقال جاسم عزيز طابو، وهو رجل مسن وصل مع عائلته المكونة من 12 فردا، انه غادر تلعفر قبل شهر وذهب الى قرية في ضواحي المدينة هربا من الجوع والضربات الجوية والعنف الناجم عن المسلحين..
وأضاف طابو، "الذين حاولوا الهروب تم الامساك بهم وأطلق الرصاص على رؤوسهم. لقد قتلوا ابني، كان قد حاول الهروب ولكنهم امسكوا به وقتلوه." وقال ان الشح الحاد بالمواد الغذائية جعل اسعار المواد الغذائية في تلعفر ترتفع بشكل صاروخي، مشيرا الى ان سعر كيلو غرام واحد من السكر وصل الى 50 دولارا.
واضاف قائلا "لايوجد اي شيء نأكله. كنا نأكل قطع خبز مع ماء فقط ."
بدورها، تقول عالية عماد، وهي أم لثلاثة اطفال دفعت 300 دولار لمهرب ساعدهم بالخروج من المدينة بسلامة، "لم يبق في المدينة ماء نظيف للشرب".
وتضيف "اكثر الناس كانوا يشربون مياها غير نظيفة. والغالبية اعتمدوا على ذلك مع ما يتوفر من قطع خبز للبقاء على قيد الحياة".
وقالت عماد ان مجموعة اخرى كانت تحاول مغادرة المدينة تعرضت لإطلاق نار من قبل المسلحين، وقتلت امرأة واضطروا لدفنها بجانب الطريق.
وذكرت ليز غراند، منسقة الامم المتحدة لحقوق الانسان في العراق، ان الوضع في تلعفر عنيف جدا، مؤكدة ان "آلاف الناس يغادرون بحثا عن ملاذ آمن وعن المساعدة".
وأضافت ان "العوائل الهاربة تقطع رحلة متعبة تدوم من عشرة الى 20 ساعة للوصول الى نقاط تجمّع القوات الأمنية"، مشيرة الى "انهم منهكون والكثير منهم يعاني الجفاف عند وصوله".
بدوره، يقول اللواء عبد الحسين الخزعلي، نائب قائد الفرقة 15، ان قواته "ستقترب اكثر من تلعفر بعبور قرية بعد قرية قبل ان تكون مستعدة لشن الهجوم النهائي"، مؤكدا ان جزءا من هدف القوات الأمنية هو ضمان امكانيتهم حماية المدنيين الهاربين من المدينة.
وتقول الامم المتحدة ان ما يقارب 49.000 شخص قد هرب من تلعفر منذ نيسان الماضي معقداً بذلك ازمة انسانية تلكأت معالجتها رغم فتور عملية عسكرية كبرى في الموصل.
واشارت الى ان ما يقارب مليون شخص نزحوا من بيوتهم بسبب حملة الموصل.
من جهته أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت ، اليوم الخميس ، بأن القوات الأمنية تمكنت من ضبط مستودع للمواد الكيماوية يعود لتنظيم داعش وسط مدينة الموصل.
وقال الفريق جودت في بيان له ، ان قوات الشرطة الاتحادية نشرت السيطرات ونقاط التفتيش في ايمن الموصل للبحث عن العناصر الارهابية وسط الاهالي العائدين الى مناطقهم المحررة.
وأضاف البيان ، ان القوات عثرت على مستودع للمواد الكيمياوية وc4 والامونية خلال تطهير شارع مكاوي في المدينة القديمة.
وفي غضون ذلك، اكد السفير العراقي لدى السعودية رشدي العاني، وجود نوايا لافتتاح قنصلية سعودية في محافظة البصرة،مشيرا الى قرب افتتاح منفذ الجميمة السعودي مع العراق.
وقال العاني في مقابلة مع صحيفة "اليوم" السعودية، إن "العلاقات السعودية العراقية تمر بأوج تطورها ونموها منذ إعادتها من جديد"،مشيرا إلى أن "الإرهاب سرطان وان البلدين لديهما تنسيق في مجال مكافحته".
وأضاف أن "السعودية سلمته طلبا عاجلا جدا لفتح قنصلية عامة بالنجف، وهناك نوايا لافتتاح قنصلية سعودية في البصرة، ونحن نرحب بهذا الأمر ونعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح".
وأشار إلى أنه "سيتم قريبا افتتاح منفذ الجميمة السعودي بمحافظة رفحاء، والمنفذ العراقي حيث يحتاجان إلى تأهيل وبنى تحتية، والعمل جارٍ على قدم وساق لكي يتم تشغيل المنفذين بين العراق والمملكة بريا حيث يحتاجان إلى طرق كذلك".
ولفت الى، أن "منفذ الجميمة يخدم مناطق جنوب العراق المحافظات التسع، ومنفذ جديدة عرعر يخدم العراق بالكامل، وأن افتتاح المنافذ البرية بين العراق والمملكة سيسهم في زيادة التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين.
أرسل تعليقك