دمشق - العرب اليوم
أعلن متحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة "داعش" بعد ظهر اليوم الأربعاء، أن غارة شنتها مقاتلاته استهدفت القافلة التي تقل مسلحي التنظيم الذين غادروا منطقة جرود القاع ورأس بعلبك في لبنان بموجب اتفاق عقده "داعش" مع قيادة "حزب الله" اللبناني. وقال المتحدث في مقابلة مع "فرانس برس"، إن الغارة عرقلت تقدم قافلة مسلحي "داعش" التي كانت تتجه إلى محافظة دير الزور الخاضعة في معظمها لسيطرة التنظيم المتطرف.
وكان المبعوث الاميركي للتحالف الدولي ضد "داعش" في العراق وسورية بريت ماكغورك٬ قال اليوم الاربعاء٬ انه كان المفروض قتل عناصر التنظيم في معارك القتال بدل نقلهم الى الحدود العراقية. وقال ماكغورك في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع "تويتر"٬ انه "يجب قتل عناصر داعش في ساحات المعركة وليس نقلهم عبر الحافلات الى الحدود العراقية بدون موافقة الحكومة". وبين أن "التحالف الدولي سيعمل جاهدا من أجل منع دخول هؤلاء إلى العراق او الفرار مما يسمونه خلافتهم الزائفة".
ونصَّ الاتفاق على انسحاب نحو 600 مقاتل من "داعش" وعائلاتهم من منطقة القاع اللبنانية على الحدود السورية، مقابل تحديد داعش موقع رفات 8 جنود لبنانيين اختطفهم عام 2014، وإطلاق سراح أسير من ميليشيات حزب الله وجثة مقاتل إيراني.
وقد لاقي هذا الاتفاق رفضًا واسعًا في العراق. فقد حذر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، اليوم الأربعاء، من العودة إلى المربع الأول والتنكر لـ"دماء الشهداء"، مؤكداً رفضه لأي اتفاق من شأنه أن يعيد تنظيم "داعش" إلى العراق أو يقربه من حدوده. وقال في بيان أن العراق لن يدفع ضريبة اتفاقات أو توافقات تمس أمنه واستقراره. ودعا الحكومة الاتحادية لاتخاذ كافة التدابير اللازمة من أجل مواجهة تداعيات هذه الصفقة.
بدورها وصفت رئاسة إقليم كردستان، اليوم الأربعاء، اتفاقية نقل عناصر "داعش لبنان" مع "حزب الله" برعاية الحكومة السورية صوب الحدود العراقية بالمثيرة للشك. وذكر بيان لرئاسة الاقليم "تداولت وكالات الأنباء خبر نقل قوة إرهابية كبيرة من لبنان إلى الحدود العراقية، بموجب اتفاقية مثيرة للشك. وقال إن "جلب هذه القوة من لبنان إلى شرقي سورية والحدود العراقية، محل شك ونحن نراقب الوضع ونحقق فيه بجدية بالغة، ونرى أنه تكرار للسيناريو الذي نفذ عام 2014 وأصبح سبباً في حدوث مأساة بالعراق والمنطقة". وأضاف: " نعلن أن قوات بيشمركة كردستان ستتعاون وتنسق بشكل كامل مع الجيش العراقي لمواجهة أي احتمالية أو مستجد".
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، رفض الصفقة التي أبرمت بين "حزب الله" وتنظيم "داعش" برعاية النظام السوري، والتي قضت بنقل عناصر التنظيم من الحدود اللبنانية السورية إلى الحدود العراقية السورية.
ووصول المزيد من عناصر داعش إلى الحدود العراقية من الذين تم نقلهم من الجرود اللبنانية بالاتفاق مع حزب الله، سيسمح لتنظيم داعش بإعادة ترتيب صفوفه في المحافظة الاستراتيجية وربما تخوله من شن هجمات انتقامية ضد العراق انطلاقا من سوريا، خاصة أن المسافة من مركز دير الزور إلى الأراضي العراقية هي حوالي مئة كيلومتر فقط.
ونددت الولايات المتحدة بالاتفاق على لسان بريت ماكغورك كبير المبعوثين الأميركيين في التحالف الدولي الذي تقوده ضد داعش.
وقال ماكغورك، الأربعاء، على موقع تويتر إن "الإرهابيين ينبغي قتلهم في ساحة المعركة وليس نقلهم بحافلات عبر سوريا إلى الحدود العراقية دون موافقة العراق."
وأضاف ماكغورك أن التحالف المناهض لداعش سيساعد على ضمان "عدم تمكن هؤلاء الإرهابيين أبدا" من دخول العراق.
كما أثار الاتفاق غضبا في لبنان، باعتباره أنقذ داعش من خسارة محتمة. وكذلك تعرض لانتقادات حادة من العراق على المستوى الرسمي والشعبي.
أرسل تعليقك