أكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في الجيش العراقي العميد يحيى رسول، أن قوات الجيش وميليشيات "الحشد الشعبي"، تمكنت من تطويق مدينة وقضاء تلعفر غرب الموصل، من جميع الجهات، تمهيدًا لاقتحامها وتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش"، فيما جدد رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، الخميس، تمسكه بإجراء الاستفتاء الممهد لاستقلال الإقليم، مصنّفاً محافظة كركوك كـ"جزء" من المناطق المستقطعة من كردستان.
وضربت سلسلة انفجارات مركز وأطراف قضاء تلعفر وسط تحليق للطائرات الحربية دون معرفة حجم الخسائر، التي لحقت بصفوف التنظيم، في حين تم تشكيل لواء من جميع أطياف كركوك حمل اسم "لواء كركوك الثاني"، لتحرير قضاء الحويجة من قبضة التنظيم المتطرف.
وأوضح رسول أن التطويق جرى بعدما تم قطع الإمدادات من الأراضي السورية صوب العراق، وأضاف أنه بتحرير ناحية المحلبية والعياضية بقضاء تلعفر سيكون بالإمكان القول إن محافظة نينوى قد تحررت بشكل كامل. وتشير التقديرات إلى أن المعركة قد تستمر بضعة أسابيع بالنظر إلى حجم الجبهة؛ إذ يصل طولها إلى 60 كيلومتراً، فيما يصل عرضها إلى 40 كيلومتراً، أي أقل من جبهة الموصل بقليل فقط. وما يعزز التوقعات بحصول معركة ضارية، وجود ألف مسلح انتحاري من تنظيم "داعش" في الجبهة، فضلاً عن أن معركة الموصل قد استغرقت ثمانية شهور في وقت سابق، قبل القضاء على المتطرفين في المدينة.
وقال مصدر محلي في محافظة نينوى، إن "سبعة انفجارات مدوية ضربت مركز وأطراف قضاء تلعفر وسط تحليق مكثف للطيران الجوي". وأضاف أنه "لم تعرف مناطق القصف إلا أنه لوحظ ارتفاع ألسنة الدخان من المقر الرئيسي لما يعرف بـ"الشرطة الإسلامية" في "داعش" دون معرفة حجم الخسائر البشرية في صفوف مسلحي التنظيم".
وذكر بيان لإعلام "الحشد الشعبي"، أن "قوة في الحشد الشعبي دمرت سيارة ملغمة في شارع النمل جنوب الشرقاط شمال صلاح الدين". وأضاف أن "القوة الصاروخية التابعة للواء استهدفت تجمعاً لـ"داعش"، وأحرقت عجلة في مفرق الزوية شمال صلاح الدين".
وتم تشكيل لواء كركوك الثاني في "الحشد الشعبي". وقال المتحدث باسم اللواء النقيب قحطان الجميلي، إن "الموافقات تمت بتشكيل أول لواء تحت مسمى لواء كركوك الثاني من الحشد الشعبي"، مبيناً أن "هذا اللواء سيكون تحت إشراف المفتي مهدي الصميدعي الذي وفر الموافقات الرسمية لتشكيله". وأضاف أن "هذا اللواء سيكون القوة الضاربة في عمليات تحرير قضاء الحويجة (55 كم جنوب غربي كركوك)" ، مشيراً إلى أنه "تم تسجيل 1500 مقاتل في اللواء، وهم يتلقون تدريبات على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة".
وتابع أن "اللواء يعمل على وضع الخطط الكفيلة لإتمام تسليحه ليساهم أبناء الحويجة بتحرير مدينتهم من أعتى تنظيم متطرف"، موضحاً أن "اللواء يضم ضباطاً من العرب والأكراد والتركمان، ويمثل طيف محافظة كركوك"، مؤكداً أن "هناك فوجاً يتكون من 250 منتسباً كردياً ضمن اللواء". وقالت شرطة ديالى في بيان، إن "قوة أمنية مشتركة نفذت عملية أمنية لتفتيش مناطق الصفرة باتجاه تلال حمرين". وأضافت أن "العملية أسفرت عن تدمير مضافتين لعناصر داعش.
ووصلت تعزيزات عسكرية أميركية، إلى قاعدة حربية قرب قضاء تلعفر، على بعد 60 كيلو مترا غرب مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى (شمال). وكان مصدر عسكري مسؤول، كشف، الخميس، عن إنشاء قاعدة عسكرية أميركية قرب قضاء تلعفر، لدعم عمليات الجيش العراقي المرتقبة لاستعادة قضاء تلعفر، الذي يسيطر عليه تنظيم "داعش".
وأفاد النقيب مصطفى صفوك الجحيشي، من القوات الجوية العراقية، أن "10 طائرات حربية أمريكية، 3 من نوع غالكسي C5 والبقية من نوع بوينغ سي إتش ـ 47، محملة بمعدات قتالية وصناديق أسلحة وعشرات المستشارين العسكريين، هبطت صباح امس الخميس، في قاعدة كهريز في محور الكسك غرب الموصل، وهي تبعد عن مركز قضاء تلعفر 35 كيلو مترًا".
وأضاف أن "15 دبابة من نوع أسد بابل، و7 دبابات من نوع تي ـ 72، و9 دبابات من نوع تشفتن، وصلت خلال اليومين الماضيين إلى القاعدة ذاتها ضمن التحضيرات لتحرير قضاء تلعفر من تنظيم داعش". ونفى الجحيشي، صحة ما يتردد عن تنفيذ إنزالات للقوات الجوية العراقية أو التحالف الدولي لمحاربة "تنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، داخل الأراضي التي ما تزال خاضعة لسيطرة التنظيم في نينوى.
وشدد على أن "العمل العسكري مستمر لاستكمال الاستعدادات القتالية، التي تضمن تحقيق النجاح في هذه المعركة، والإسراع بحسمها لصالح القوات العراقية". وتوقّع رئيس جهاز "مكافحة الإرهاب" العراقي (قوة خاصة تتبع وزارة الدفاع العراقية)، ألا تكون معركة استعادة قضاء "تلعفر"، شمالي البلاد، من تنظيم "داعش"، صعبة.
وقال الفريق أول ركن طالب شغاتي، إن "معركة تحرير قضاء تلعفر ستكون سهلة على قوات جهاز مكافحة الإرهاب". وأضاف "قواتنا قادت مواجهات في جميع المواقع استناداً إلى خبرات عناصرها في التعامل مع الشبكات الإرهابية وتمكنت من تحقيق النصر".
واستدرك شغاتي "نحن نمتلك كافة التفاصيل عن وضع داعش داخل قضاء تلعفر، وكذلك الطبيعة الجغرافية وكيفية التعامل مع المتطرفين، إلى جانب التعامل مع المدنيين والحفاظ على أرواحهم".
ويشن التحالف الدولي غارات جوية داخل قضاء تلعفر وحوله، لتمهيد الطريق أمام القوات العراقية، التي أعلنت، الأحد الماضي، اكتمال استعداداتها لمعركة تلعفر. ويقع القضاء شمال غربي العراق، ويحده من الشمال محافظة دهوك ومن الشرق قضاء سنجار ومن الغرب قضاء الموصل ومن الجنوب قضاء الحضر. ويقدر عدد سكان تلعفر بنحو 205 آلاف نسمة، حسب تقديرات عام 2014، ويسكن مدينة تلعفر أغلبية من التركمان ينتمون إلى المذهب السُني. وسيطر تنظيم "داعش"على القضاء في 10 يونيو/ حزيران 2014، ما دفع آلاف من سكان البلدة إلى النزوح باتجاه المحافظات القريبة. وكانت القوات العراقية، بدعم من التحالف الدولي، أكملت، في 10 يوليو/ تموز الماضي، استعادة مدينة الموصل من داعش بعد حملة عسكرية استمرت حوالي 9 أشهر.
وفي المؤازاة، أعلنت قيادة شرطة محافظة ديالى شرقي العراق، تدمير مواقعين لتنظيم "داعش" خلال عملية أمنية مشتركة استهدفت مناطق جبلية شمال شرقي المحافظة. وقالت القيادة في بيان، إن قوة مشتركة "نفذت عملية لتفتيش مناطق الصفرة باتجاه تلال حمرين (في المحافظة)". وأوضحت أن "العملية أسفرت عن تدمير مضافتين لعناصر داعش ".
وأصيب عنصران من "الحشد الشعبي" بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم شمال شرق ديالى. وقال النقيب حبيب الشمري إن "دورية للحشد الشعبي تعرضت لهجوم بعبوة ناسفة بأطراف منطقة قرة تبة في محافظة ديالى"، مؤكدا أن "اثنين من عناصر الدورية اصيبا بجروح مختلفة جراء الانفجار". وكان تنظيم داعش قد سيطر في صيف عام 2014 على مناطق واسعة في محافظة ديالى شرقي البلاد، ونفذت قوات من الجيش العراقي مدعومة بالتحالف الدولي عمليات عسكرية واسعة تمكنت من خلالها من تحرير جميع المناطق.
وقال مصدر أمني عراقي إن مسلحين مجهولين قتلوا عنصرا في حماية منشآت الطاقة (قوة تتبع الداخلية) شمال غربي محافظة كركوك شمالي العراق. وأوضح الملازم أول في شرطة كركوك خالد النعمان أن "مسحلين مجهولين هاجموا عنصرا في حماية منشآت النفط في قضاء الدبس شمال غربي كركوك وأردوه قتيلا ولاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة". وأضاف أن "الضحية كان عائدا إلى منزله بعد انتهاء عمله لدى تعرضه للهجوم المسلح".
ولايزال تنظيم داعش يسيطر على جيب كبير جنوب غربي محافظة كركوك ويضم قضاء الحويجة وناحيتي الرياض والزاب، في حين تحكم قوات البيشمركه قبضتها على بقية أجزاء المحافظة منذ فرار قوات الجيش العراقي أمام اجتياح مسلحي "داعش" لشمالي وغربي البلاد صيف عام 2014. وأعلن المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي أحمد الاسدي، الموقف الرسمي لمشاركة قواته في معارك تحرير قضاء تلعفر بمحافظة نينوى.
وقال الأسدي، إن "الحشد الشعبي بناءا على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، سيشارك بفاعلية في معركة تحرير تلعفر جنبا الى جنب مع القوات المسلحة والامنية، ولا صحة لما نشر خلاف ذلك". وخرجت معظم مناطق مدينة تلعفر غربي محافظة نينوى عن سيطرة الدولة العراقية بعد معارك مع مسلحين تابعين لتنظيم داعش في حزيران/يونيو 2014 . وأضاف الاسدي "نؤكد مرة اخرى أن الموقف الرسمي للحشد الشعبي يصدر من رئيس الهيئة أو نائبه أو الناطق الرسمي حصرا".
وجدد رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، أمس الخميس، تمسكه بإجراء الاستفتاء الممهد لاستقلال الإقليم، "درءاً" لتطور المشكلات والصراعات المحتملة مع بغداد، مصنّفاً محافظة كركوك كـ"جزء" من المناطق المستقطعة من كردستان. وقال، في مقابلة صحافية، نقلتها عدد من وسائل الإعلام، "لقد أفشلت كل الحكومات العراقية المتعاقبة؛ منذ تأسيس الدولة في عشرينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا؛ مبدأ الشراكة الحقيقية بين القوميتين الرئيسيتين فيها (العربية والكردية)، وتعاملوا معنا كخصم بل وكعدو، واستخدموا كل أنواع الحروب بما فيها حرب الإبادة الجماعية (…) إضافة إلى تدمير 4500 قرية كردية من مجموع خمسة آلاف قرية".
وأضاف "بعد عام 2003 تأملنا خيراً؛ وذهبنا إلى بغداد لنؤسس معا دولة المواطنة والشراكة الحقيقية، ونعوض المتضررين من الأهالي، وشاركنا في وضع دستور دائم للبلاد، لكن خلال أربعة عشر عاماً؛ منذ ذلك التاريخ؛ لم يثبت القائمون على الأمر في بغداد أنهم أفضل من سابقيهم في التعامل مع قضيتنا، كما حصل في قطع حصة إقليم كردستان من الموازنة العامة للبلاد، ووقف صرف رواتب الموظفين منذ عام 2014 وحتى يومنا، في محاولة لممارسة نوع آخر من الإبادة الجماعية للسكان وإشاعة الفوضى وإيقاف التنمية والازدهار في الإقليم".
وحسب البارزاني فإن الإقليم أبلغ بغداد بأن "هذه السياسة دفعت الشارع في إقليم كردستان بالضغط على الإدارة هنا لتغيير العلاقة مع بغداد، والعمل من اجل الاستقلال درءا لتطور المشكلات والصراعات المحتملة، والانتقال من شراكة فاشلة إلى جيرة ناجحة". وتابع "الاستفتاء يعتمد أساساً على مصدر التشريعات وهو الشعب، ولا يحتاج إلى استئذان من أي طرف، فهو ممارسة ديمقراطية طبيعية جداً".
وبشأن ما يعرف بـ"المناطق المتنازع عليها". قال بارزاني إن "هذه المناطق المستقطعة من كردستان، وهي كركوك وسنجار وزمار ومخمور وخانقين والشيخان ومناطق أخرى؛ ورغم إيماننا بأنها مستقطعة، وافقنا على خريطة طريق لحل اشكالياتها، لكنهم (بعض الجهات النافذة في بغداد) عرقلوا تطبيق تلك الخريطة. إنهم تقاعسوا في تنفيذ المادة 140، إذ كان من المفروض أن ننتهي من تنفيذها بنهاية عام 2007 لكن بغداد أهملتها".
وجاء تصريح البارزاني بشأن عائدية كركوك إلى الإقليم، مطابقاً لموقف المحافظ نجم الدين كريم، الذي وصف كركوك بأنها "جزء من إقليم كردستان تاريخياً وواقعياً" سواء أكانت ضمن دولة كردية مستقبلية أم لم تكن.
وقال كريم ، إن "الخصوصية الأكبر لكركوك. أنها مدينة ومحافظة متعددة القوميات والأديان والطوائف". وأضاف أن "الموضوع الطائفي والعنصري يسيطر على الموقف الآن في بغداد تجاه كركوك"، معتبرا أن "الوضع الآن يختلف عما كان عليه وقت صدام حسين. في ذلك الوقت كانت كركوك المحافظة الوحيدة التي كانت تنتج النفط، بحيث لم يكن للعراق الاستغناء عنها، للحفاظ على اقتصاده، ولكن اختلف الوضع الآن".
كذلك، أكد حزب الاتحاد الإسلامي الكردستاني حق الشعب الكردي في تقرير مصيره، وفقاً لجميع الأعراف الدولية. وقال النائب عن الحزب في مجلس النواب العراقي جمال أحمد إن "الكرد كقومية يتمتعون بخصوصية كاملة، وألحقوا بالدولة العراقية رغماً عنهم وليس برغبتهم كنا جزءاً من الدولة العراقية في كافة مراحل عمرها، ابتداءً من تأسيس الجمهورية العراقية.
وأضاف: "للأسف، الكرد لم يجدوا من الدولة العراقية أي مؤشرات إيجابية، فلم يتفاعلوا معنا ولم يتعاملوا على كوننا شريكا؛ بل كتابع"، لافتاً "لم نجد من الحكومات المتعاقبة تعاملاً مع أبناء الشعب الكردي كمواطنين، بل وجدنا الانقلابات ومحاولات الاغتيال والانفال والكيمياوي، في الزمن الماضي، والآن قطع الأرزاق". وحسب أحمد، فإن "الاستفتاء سيعدّ الخطوة الأولى نحو تقرير المصير، في حال لم يتم تغيير طريقة تفكير من يديرون الدولة العراقية".
وأكد أن الشعب الكردستاني "غير منقسم" بشأن مسألة الاستفتاء، لكنه لفت إلى وجود "توجهات حزبية مختلفة بشأنه (الاستفتاء)، غير إنها ستتغير كلما اقتربنا من موعد إجراء الاستفتاء". وأعلن في محافظة السليمانية بإقليم كردستان، عن تشكيل حراك مدني "رافض" لإجراء الاستفتاء المزمع في (25 أيلول/ سبتمبر) المقبل، حمل اسم "لا في الوقت الجاري".
وفي تطور لاحق، قرر المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، أمس الخميس، إقالة النائب عن الاتحاد الوطني في برلمان كردستان، فرهاد سنكاوي، بعد مشاركته ضمن حركة "لا"، ومخالفته لـ"إستراتيجية" الحزب المؤيدة لإجراء الاستفتاء وحق تقرير المصير. وفقاً لبيان صحافي للمكتب السياسية للإتحاد الوطني الكردستاني.
أرسل تعليقك