توَّعد القاضي الشرعي لـ"جيش الفتح" عبد الله المحيسني، القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها بعد دخول قواته في معركة حماة . وقال المحيسني في شريط مصور بث اليوم الأربعاء على إحدى حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي: إن " كتائب غرفة عمليات جيش الفتح قسمت قواتها فجزء يزحف باتجاه حماة والآخر يزحف باتجاه حلب". ووجه رسالة إلى قوات النظام مخاطباً إياها: "ها أنتم يا جنود بشار بعد سنتين ونصف من محاولتكم حصار حلب حاصرتموها وتمكن الأبطال من فك الحصار في خمسة أيام أو ستة، ثم جئتم بقواتكم من حماة وحلب والساحل فأخذتم كلية المدفعية فقط، ولكن مقابل ذلك خسرتم مناطق شاسعة في حماة، ولم تستردوا إلا قليلاً مما فك الله به الحصار وبإذن الله سترون ما يسوؤكم".
وأضاف المحيسني في رسالته لعناصر النظام: "ها أنتم يا جنود بشار تهزمون بقوة الله في حماة، فها هم الأبطال في غزوات مروان حديد، وهي لله وفي سبيل الله نمضي يدكون حصونكم. واليوم نزف البشرى بدخول جيش الفتح إلى حماة وريفها، وبإذن الله سترون ما يسوؤكم بعد أن انضمت جحافل المجاهدين إلى بعضهم".
ووجه المحيسني رسالة إلى أهالي حلب قائلاً: "أما أنتم يا أهلنا في حلب فإن إخوانكم بإذن الله سيقسمون قواهم وسيضربون عقرهم في حماة وحلب والساحل، وسينصر الله عباده فبشراكم أهلنا فحماة كانت في الأيام الماضية مقبرة لجنود بشار وستكون في الأيام المقبلة ناراً على أعداء الله". حسب قوله. يذكر أن فصائل من "جيش الفتح" دخلت المعارك في ريف حماة الشمالي أمس، وأحزرت تقدماً كبيراً من خلال سيطرتها على عدة قرى في ريفها الشمالي.
وبدأ تنظيم "داعش" بحفر خندق حول بلدة مركدة الواقعة في الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة شمال شرقي سورية، واغتيال قائد الفرقة 18 في محافظة درعا بواسطة عبوة ناسفة، والقوات الحكومية تسيطر على بلدة حوش نصري في الغوطة الشرقية والقريبة من الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور والتي تعتبر أخر معاقل التنظيم في الحسكة.
وقالت مصادر اعلامية معارضة إن " التنظيم بدأ منذ الأسبوع الماضي بحفر خندق حول بلدة مركدة في المنطقة الواقعة بين البلدة ومدينة الشدادي والتي تعتبر خط تماس بين التنظيم من جهة، وقوات سورية الديمقراطية من جهة أخرى".
وأضافت المصادر أن "هذه الخطوة تأتي من قبل التنظيم تحسباً لأي هجوم قد تشنه قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لانتزاع البلدة من التنظيم، وذلك بعد أن أعلنت قوات سوريا الديمقراطية قبل فترة عن نيتها طرد التنظيم من مركدة . وقد أجبر التنظيم أشخاصًا معتقلين لديه في سجن مركدة على القيام بحفر الخندق إضافة إلى أعمال السخرة، إذ يعتقل التنظيم عشرات المدنيين من سكان الحسكة وغيرها من المناطق".
ويسيطر تنظيم "داعش" على بلدة مركدة نحو 100 كم جنوبي الحسكة وتعتبر خط الفصل بين مناطقه ومناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة الواقعة بين محافظتي الحسكة وديرالزور شمال شرقي وشرقي سوريا.
وفي جنوب سورية قتل القيادي في فرقة 18 آذار التابعة لكتيبة "جند الفاروق" من الجيش السوري الحر، حسام أبازيد اليوم الأربعاء جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته عند الصوامع في منطقة غرز في ريف درعا الشرقي جنوب سورية. ونقل ناشطون من محافظة درعا أن العبوة الناسفة انفجرت لدى مرور سيارة أبازيد ما يعني فرضية أن العبوة فجرت عن طريق جهاز لاسكي، وقد أصيب القيادي إصابة بالغة أدت إلى مقتله على الفور، وإلى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير ولكن أصابع الاتهام تشير إلى الفصائل التابعة لتنظيم "داعش" وربما بشكل مباشر "جيش خالد بن الوليد" المبايع للتنظيم.
ويعتبر القيادي حسام أبازيد من أهم قيادات المعارضة في مدينة درعا وشغل عدة مناصب قيادية أهمها قائد عمليات الفرقة 18، كما شارك القيادي في عدة معارك ضد قوات النظام على عدة جبهات في مدينة درعا وريفها. وتشهد مدينة درعا جنوب سورية موجة من الاغتيالات التي استهدفت عدة قيادات في المعارضة وأدت إلى مقتل عدد كبير منهم منذ مطلع العام الجاري، وكان أخرها اغتيال يعقوب العمار الوزير في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وفي ريف العاصمة دمشق تجددت الاشتباكات صباح اليوم الأربعاء بين القوات النظامية والميليشيات المساندة لها من جهة وفصائل المعارضة من جهة أخرى عند أطراف بلدتي حوش نصري والفارة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، قتل وجرح خلالها عدد من عناصر الطرفين، وانتهت بسيطرة قوات النظام على بلدة حوش نصري.
وقال الناطق الرسمي باسم أركان "جيش الإسلام"، حمزة بيرقدار في تصريح صحافي ان "الأسابيع القليلة الماضية اشتدت وتيرة المعارك على الجبهات والمحاور التي شهدت معركة (ذات الرقاع 4) والتي تلقت من خلالها قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها ضربة قاصمة أقضت مضاجعهم وراح ضحيتها في الحصيلة النهائية أكثر من 275 قتيلاً فضلاً عن الجرحى وخسائر في العتاد والتحصينات والمواقع التي كانت تتمركز فيها".
وأضاف بيرقدار أن "هذه القوات انتهجت سياسة الأرض المحروقة في حرق كل محور تود اقتحامه أو التقدم نحوه بالمدفعية الثقيلة وصواريخ أرض – أرض والصواريخ محلية الصنع (فيل)، إضافة إلى الطيران الحربي الذي ينفذ غاراته على الجبهات المشتعلة فضلاً عن البلدات المحاذية لها وبمعدل 15 غارة يومياً على الأقل تمهيداً لاقتحام محور أو جبهة معينة".
وتابع الناطق باسم أركان "جيش الإسلام" من ريف دمشق أنه "إذا ما تكلمنا عن جبهة رحبة الإشارة 533 في بلدة الريحان فإن هذا الموقع الاستراتيجي الذي يتوسط ثلاث مواقع هامة (تل كردي – الريحان – حوش نصري) والتي كانت تسعى قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها للسيطرة عليها منذ شهرين في محاولة اقتحامها وبسط سيطرتها عليها بمعدل اقتحامين يومياً مستخدمة المدرعات والآليات والتي يسبقها تمهيد مدفعي كما أسلفت وتنفيذ غارات من الطيران الحربي فقط سجل عدد الغارات التي نفذت في هذه المدة أكثر من 350 غارة جوية و5000 قذيفة مدفعية حيث أصبحت المنطقة محرقة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى".
وتابع بيراقدر حديثه بالقول: "حققت هذه الميليشيات وقوات النظام مرادها وسيطرت على رحبة الإشارة 533 في ليلة أمس الثلاثاء بعد أن ارتقى العشرات من القادة والمجاهدين في هذه الجبهة شهداء على أرض الغوطة، كما خسرنا إحدى مدرعاتنا التي دمرتها ميليشيات الأسد أثناء اقتحامها نقاط العدو بعد أن دمرت معظم تحصيناتهم ومواقعهم".
وكانت قوات النظام والميليشيات المساندة لها سيطرت أمس الثلاثاء على رحبة الإشارة في منطقة الريحان في الغوطة الشرقية بعد معارك عنيفة وقصف جوي كثيف.
أرسل تعليقك