الجزائر – ربيعة خريس
أعلنت قيادة الجيش الجزائري حالة الاستنفار الأمني على حدودها الشرقية مع ليبيا، عقب الغارات الجوية المصرية على مدينة درنة والساحل الشرقي لليبيا، التي أثارت استياء الجزائر كثيرًا لأنها تثقل كاهلها بالمتاعب الأمنية، كمحاولات تسلل المتطرفين عبر ممرات سرية، لأن الحدود التي يصل طولها إلى ما 1000 كيلومتر تُعرف بكثرة انتشار التضاريس ووالوديان الخطيرة، وتنشط فيها الجماعات المتطرفة.
وكلّفت قيادة المؤسسة العسكرية قوات الدفاع الجوي بمراقبة التطورات على الحدود الشرقية، خاصة بعد أن أعلنت مصر مواصلة غاراتها الجوية على مواقع للمتطرفين في درنة والساحل الشرقي لليبيا. وذكرت مواقع إعلامية أن طائرات حربية قصفت، فجر الأحد، مدينة هون، جنوب ليبيا، بعد غارات مصرية على مدينة درنة، شرق ليبيا، بحجة ضرب معسكرات تدرب فيها منفذو الهجوم على أقباط في محافظة المينا المصرية. وإثر هذه التطورات، تم تعزيز الحدود الشرقية مع ليبيا بأكثر من 70 برج مراقبة معزز بكاميرات حرارية متطورة، لمراقبة أي تحركات مشبوهة للمتطرفين، وتكثيف الدوريات الأمنية والمراقبة والحراسة ومضاعفة نقاط التفتيش على الحدود، واستعانت المؤسسة العسكرية بقاعدة طيران تابعة لسلاح الدرك الوطني، وقوات الدفاع الجوي عن الإقليم، لمراقبة المناطق الليبية القريبة من الحدود الجزائرية، كمدينة غات الليبية الحدودية، التي تمتد بين مدينة إليزي وجانت، وتتميز بصعوبة التضاريس والمناخ والوديان والمسالك الصحراوية الصعبة التي تسهّل عملية التهريب.
وتمتد هذه المنطقة إلى العوينات وتهالا البيتين، التي كانت تعتبر غرفة خاصة بالعمليات المتطرفة، ومكان التخطيط والانطلاق لعملية قاعدة تيقنتورين النفطية الجزائرية، ومنطقة أوباري التي لا تقل خطورة عن سابقتها، حيث تعتبر مجمعًا للتنظيمات المتطرفة، ومنطقة غدامس، التي تشكل خطرًا كبيرا على الجزائر لأنها لا تبعد سوى 16 كيلومترًا فقط عن أول نقطة جزائرية، وأقرب نقطة إليها هي منطقة ماركسان، على مسافة سبعة كيلومترات، ومحافظة وادي سوف وبسكرة، بمسافة تقارب 300 كيلومتر.
ويذكر أن وزارة الدفاع الجزائرية أبلغت، في وقت سابق، سكان المناطق الحدودية (البدو والرحل)، القاطنين في أقصى جنوب الجزائر، أن أي دخول لمناطق برج باجي مختار وتيمياوين وعين قزام وتينزاواتين وآرييك وتفاسست يحتاج إلى إذن مسبق من حرس الحدود، والقائد المحلي للجيش الجزائري. وأشرف نائب وزير الدفاع الوطني، ورئيس أركان الجيش الشعبي ، الفريق أحمد قايد صالح، على تنفيذ تدريب تكتيكي بمستوى بالرمايات الحقيقية وبالذخيرة الحية، على مستوى القطاع العملياتي شمال شرقي إن أمناس، في ولاية إيليزي، على الحدود مع ليبيا، وهو التمرين الذي شاركت في تنفيذه وحدات اللواء 41 مدرع، مدعمة بوحدات برية وجوية.
وحملت المناورات العسكرية والتمارين التكتيكية التي أشرف عليها صالح في طياتها رسائل مباشرة، مفادها استعداد الجيش الجزائري للتعامل مع أي مخاطر متطرفة أو تهديدات أمنية محتملة على الحدود مع جارتها الشرقية، ليبيا، التي تشهد انفلاتًا أمنيًا بسبب الأزمة القائمة في المنطقة. وأكد خبراء ومتابعون للوضع الأمني في ليبيا أن الملف الليبي يتجه نحو مزيد من التأزم، في ظل المعطيات المتوفرة في الميدان، وآخرها القصف المصري لمدينة درنة.
وقال الخبير الأمني الجزائري، ورئيس اللجنة الأفريقية للسلم والمصالحة، أحمد ميزاب، في تصريحات صحافية، إن القصف الجوي المصري على مدينة درنة الليبية، المتاخمة للحدود الشرقية، والذي جاء كرد فعل بعد الهجوم االمتطرف الذي استهدف حافلة تقل أقباطًا في مدينة المنيا، يوحي بأن الملف الليبي يتجه نحو مزيد من التصعيد، شأنه شأن الوضع في منطقة الساحل.
أرسل تعليقك