تمكنت القوات المشتركة العراقية ،بعد ظهر اليوم الخميس، من تحرير قضاء الشرقاط شمالي محافظة صلاح الدين، بالكامل من تنظيم" داعش" المتطرف بعد يومين فقط من انطلاق عملية التحرير. وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في بيان له وردت لـ"العرب اليوم "نسخة منه، إننا "نزف اليكم اليوم بشرى تحرير قضاء الشرقاط بالكامل من دنس التطرف، فها هو انتصار عراقي جديد يتحقق في الشرقاط باشراف القائد العام للقوات المسلحة وبتخطيط وتنسيق قيادة العمليات المشتركة انطلقت عمليات تحرير الشرقاط بقيادة الفريق الركن جمعة عناد قائد عمليات صلاح الدين".
وبين ان العملية اشتركت فيها "قطعات الجيش العراقي من الفرقة ٩ والفرقة ١٦ والفرقة ١٥ ولواء ٥١ من الحشد الشعبي وبإسناد نوعي من القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي وخلال ٧٢ ساعة خاضت القوات المسلحة فيها معركة نوعية خاطفة تكللت بتحرير قضاء الشرقاط بالكامل ورفع العلم العراقي على المقرات الحكومية فيه وسط تهليل واستبشار الأهالي وتأييدهم بعد هزيمة تنظيم داعش المتطرف وتكبيدها خسائر فادحة".
وتابع رسول ان "القوات المسلحة تحقق الانتصارات الساحقة على تنظيم داعش المتطرف وهم يتسابقون في ميادين المعارك بأرادة عالية وعزم لا يلين ومعنويات منقطعة النظير لتحرير كامل المدن والمناطق من دنس التطرف والمتطرفين، وهم يتطلعون الى المعركة الحاسمة في الموصل التي سيلقنون تنظيم داعش دروسا في البطولة والانتصارات وسيسحقونهم فيها ويلقونهم فيها بمزبلة التاريخ".
وشنت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة 29 غارة على مواقع ومسلحي تنظيم "داعش" في العراق وسورية. وقالت القيادة المركزية لعمليات قوات التحالف في بيان اليوم الخميس، إن "طائراتها شنت 13 غارة على مواقع مسلحي "داعش" في العراق قرب البغدادي والموصل والقيارة والرمادي والسلطان عبدالله وتلعفر".
وأضاف: كما شنت طائرات التحالف "خلال الـ24 ساعة الماضية 16 غارة في سورية بالقرب من البوكمال والشدادي والرقة ودير الزور ومارع ومنبج".
وفي غضون ذلك ، كشف مقطع فيديو عن مشاركة جنود أميركيين في الحرب على تنظيم داعش شمال العراق. وكانت الحكومة العراقية قد نفت مراراً وجود اي قوة اميركية قتالية ضمن مهمة التحالف الدولي، موضحة ان دورها ينحصر فقط بتقديم المشورة العسكرية ومهام التدريب للقوات العراقية.
ونشرت السفارة الاميركية لدى بغداد مقطع الفيديو، وقالت في بيان لها ، أن "جنود اميركيين أطلقوا مدفعية هاوتزر M777 في شمال العراق دعماً للعمليات العسكرية التي ينفذها الجيش العراقي ضد داعش في الفترة من 14 الى 16 آب / اغسطس 2016".
وأشارت السفارة الى ان هذه المشاركة "هي جزء من الجهود التي تقوم بها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لتمكين قوات الامن العراقية في الحرب على تنظيم داعش المتطرف، بالإضافة إلى تزويدها بالمعلومات الاستخباراتية ومساعدتها في تطوير الاستراتيجيات الأمنية". ولم تحدد السفارة موقع هذه المشاركة بالضبط او في ما اذا كان من قاعدة عسكرية، ولم تظهر اي قوة عراقية الى جانب الجنود الاميركيين.
وتحشد القوات العراقية في محور مخمور والقيارة جنوبي الموصل استعدادا للهجوم على المدينة، مع اعلان الحكومة عزمها انهاء تواجد "داعش" فيها نهاية 2016.
وحذر المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" برايت ماكغورك ، من تكرار أي انتهاكات قد تنجم أثناء تحرير الموصل، على غرار الانتهاكات التي وقعت خلال استعادة مدينة الفلوجة العراقية. وقال إنه "لا تهاون" مع أي عمليات تعذيب طائفي أو انتهاكات أخرى قد تنجم عن الهجوم المقرر لاستعادة مدينة الموصل العراقية المعقل الرئيس للتنظيم المتشدد.
وأضاف ماكغورك خلال لقاء على هامش اجتماعات الأمم المتحدة السنوية لزعماء العالم، أن "التحالف يتخذ بالفعل خطوات لضمان عدم تكرار الانتهاكات التي وقعت في أعقاب استعادة مدينة الفلوجة العراقية في يونيو/حزيران عندما احتجزت فصائل شيعية عشرات المدنيين السنة وعذبتهم".
وذكر ماكجورك أن فحص الأشخاص الفارين من المدينة أمر مهم لضمان تلقي السكان العاديين للمساعدات وعدم تعرضهم لانتهاكات، قائلا: "يجب التأكد من أن عملية الفحص في الموصل تجرى باحترافية مع وجود بعض المراقبين من طرف ثالث في مراكز الفحص هذا ما نأمل في حدوثه".
وتعد الموصل أكبر تجمع مدني تحت سيطرة تنظيم داعش المتطرف. وكان يقطنها نحو مليوني شخص معظمهم من السنة، ويقول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن استعادة المدينة ستكون بمثابة هزيمة التنظيم فعليا في العراق.
وذكر ماكجورك أن واشنطن تعمل لضمان أن تكون قوات الأمن المشاركة في تحرير الموصل ممن دربهم التحالف وأن يتفق على دور القوات المختلفة قبيل العملية التي قد تبدأ في أكتوبر/تشرين الأول، قائلا: قائلا "نريد أن نخطط للسيناريو الأسوأ. نستطيع أن نأمل في الأفضل لكن الخطة هي (للسيناريو) الأسوأ. لا نعرف ما الذي سيفعله داعش في الموصل".
أرسل تعليقك