بغداد-نجلاء الطائي
فرضت القوات الأمنية العراقية، المكلفة بحماية العاصمة، بغداد، الأحد، حظرًا على الدراجات والمركبات، ونفذت حملة مداهمات كبيرة في أبو غريب، شمال غربي العاصمة، فيما قُتل خمسة من متطرفي تنظيم "داعش"، في غارتين للقوات الجوية العراقية على قضاء راوة، غرب محافظة الأنبار، في وقت اقتحمت فيه القوات العراقية المشتركة، وبشكل واسع، الأحياء السكنية الأخيرة والمتبقية لعناصر "داعش" في الجانب الأيمن من مدينة الموصل.
وقال بيان لخلية الإعلام الحربي: "على بركة الله، شرعت قوات مكافحة التطرف، فجر الأحد، في اقتحام حي العريبي وحي الرفاعي، وتمكنت من تدمير تحصينات العدو، والتقدم مستمر، كما شرعت قوات الرد السريع مع اللواء 34، في الفرقة المدرعة التاسعة، في اقتحام حي الاقتصاديين، والجزء الجنوبي من حي 17 تموز، واستطاعت القوات تدمير وعبور خطوط دفاعات العدو، وموصلة التقدم".
وأكد أن قوات الفرقة المدرعة التاسعة اقتحمت الجزء الشمالي لحي 17 تموز، ودمرت خطوط دفاعه. وتوقعت وزارة الدفاع الانتهاء من تحرير الجانب الأيمن، وإعلان مدينة الموصل محررة بالكامل قبل شهر رمضان المبارك، الذي يصادف نهاية شهر أيار / مايو الجاري.
وفي سياق متصل، أفاد مصدر أمني بأن قوات جهاز مكافحة التطرف تمكنت من إسقاط طائرة دون طيار لتنظيم "داعش"، مزودة بصواريخ متطورة في منطقة الإصلاح الزراعي، المحررة حديثًا، شمال غربي مدينة الموصل. ويستخدم تنظيم "داعش" الطائرات المُسيرة المزودة بقنابل وصواريخ، على نحو متصاعد، وهو ما يوقع في الغالب قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وذكر مصدر أمني أن تنظيم "داعش" أخلى قرية من سكانها، في ناحية القيروان، مع اشتداد القتال بين مسلحي التنظيم وقوات الحشد الشعبي. وقال إن "داعش" أجبر سكان قرية الموالح، غرب القيروان، على إخلاء القرية والذهاب في اتجاه قضاء البعاج، غرب الموصل، على الحدود العراقية السورية، مع احتدام المعارك مع الحشد الشعبي.
وأوضح بيان لخلية الإعلام الحربي أنه، استنادًا إلى معلومات جهاز المخابرات الوطني، وجهت القوة الجوية ضربتين جويتين أسفرتا عن تدمير معملين لتفخيخ السيارات، تابع لعناصر "داعش" المتطرفة، وقتل خمسة متطرفين في قضاء راوة، غرب الأنبار.
وأفاد مصدر أمني في بغداد بأن القوات الامنية فرضت حظرًا على المركبات والدراجات، ونفذت حملة مداهمة وتفتيش كبيرة، بحثًا عن مطلوبين في أبو غريب. ونفذت القوات الأمنية، الشهر الماضي، عملية تفتيش للمنازل والأراضي الزراعية في الطارمية، شمال بغداد، بحثًا عن السلاح الذي قد يستخدم في زعزعة أمن العاصمة.
ودعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الأحد، الدول الأوروبية إلى الانفتاح على الإسلام المعتدل، محذرًا من أن معاداة الإسلام من شأنها زيادة قوى التطرف. وقال، في تصريح صحافي: "بعد أن سيطرت قوى الشر وبعض المتطرفين على دول أوروبية كثيرة، لأهداف خاصة وسياسات يظنون أنها لصالحهم، بانت بوادر انحسار هذا المد المتطرف، حينما فازت القوى المعتدلة في فرنسا، وهي من الدول المهمة في أوروبا".
وأوضح أن أهم ما سينتج من ذلك هو إبعاد كل المتطرفين، ليس فقط من المنتمين إلى الدولة نفسها، بل كل الجاليات التي جعلت من الأراضي الاوروبية منفى ومقرًا لها ولخطاباتها وسياساتها، حتى إن الكثير من دول أوروبا وقعت ضحية المفخخات والأعمال المتطرفة، إضافة إلى أمر مهم آخر، وهو انفتاح الاعتدال الفرنسي، بل الأوروبي، على الإسلام المنفتح والمعتدل، وبالتالي عدم التضييق على المسلمين وحرية دينهم، ومنها الحجاب، وغيرها من الشعائر التي لا تمت إلى العنف في شيء.
وأضاف الصدر بالقول: "نحن، كمسلمين، نميل إلى الاعتدال وننبذ التطرف، ونشد على يدل الدولة الفرنسية للأخذ بيد شعبها نحو الأمان والسلام، وعدم التعاون مع قوى الظلام والاحتلال، التي تعادي الاسلام دون التفريق بين المتطرف والمعتدل، ونحن أيضًا مستعدون للحوار الإنساني الديني الحضاري معهم، لا لشيء سوى أن يكون ذلك بابًا لإنهاء الهيمنة المتطرفة على دولنا ودولهم، ليعيش العالم بعيدًا عن الاحتلال والتطرف والحروب والمجاعات، التي تعصف بدول العالم الثالث، والتي ظهرت بوادرها في الدول الأوروبية أيضًا".
وحذر الصدر بالقول: "أما في حالة استمرار الانعزال عن الإسلام ومعاداته، فإن ذلك لن ينتج لفرنسا وغيرها إلا تناميًا لقوى التطرف، بأساليب قذرة لا تمت إلى الاسلام الأصيل، وسيكون ذلك بداية لتوسع التطرف في كل الدول الأوروبية". وختم حديثه قائلاً: "هذه دعوة مني لهم بالانفتاح على قوى الإسلام المعتدل، قبل فوات الأوان".
أرسل تعليقك