رام الله ـ ناصر الأسعد
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الجمعة، أنه مستعد للعودة للمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، في حال قبول الأخير بـ"حل الدولتين" على حدود عام 1967. وأضاف في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيدف، في مقر محافظة أريحا، شرقي الضفة الغربية، أنه "منذ زمن ونحن مستعدون للحوار المباشر مع الحكومة الإسرائيلية، ودليل ذلك عندما دعتنا روسيا، للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبينا الدعوة فورا".
وسأل عباس: "لكن على ماذا نتفاوض؟ يجب أن يفهم نتنياهو، أنه ما لم يؤمن بحل الدولتين؛ لا يوجد سلام، نريد منه كلمتين: أنا مع حل الدولتين على حدود عام 1967، حينها سيصبح كل شيء جاهز".
وعن فوز دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية الأميركية، قال عباس: إن "هذا شأن داخلي، ما يهمنا ماذا سيقول ترامب، بعد وصوله الى البيت الأبيض، نحن نطالبه القبول والعمل لتطبيق حل الدولتين، لشعبين يعيشان جنبا إلى جنب بأمن وحسن جوار".
وقال: "على إسرائيل تطبيق الاتفاقيات الموقعة، ولا يمكن أن يكون اعترافنا بها مجانيا". وجدد عباس، تأييده للجهد الفرنسي الساعي لعقد مؤتمر دولي للسلام في باريس، قبل نهاية العام الجاري، وتأييده لأي جهد إقليمي ودولي لمكافحة الإرهاب في المنطقة.
أما ميدفيدف فقال، إن مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لجمع عباس ونتنياهو، في العاصمة الروسية موسكو، "ما تزال مطروحة، وجرت مناقشتها مع الطرفين". وأضاف: "لم نسحب المبادرة، وبإمكان الطرفين استغلالها في أي وقت، نحن نعتقد أن حل الدولتين هو الطريق للسلام الراسخ في هذه الاراضي".
وأضاف: "إننا، كوسطاء، سنواصل جهودنا، ونأمل في مساهمة المشاركين الآخرين في هذه العملية، بمن فيهم الإدارة الأميركية الجديدة". وشدد: أن "مثل هذا الدور النشط والبناء للولايات المتحدة في التسوية الشرق أوسطية ضروري. لكنه لم يعد مرئيا في الآونة الأخيرة".
لفت رئيس الوزراء الروسي إلى أن أي مهمة وساطة لا يمكن أن تحل محل الإرادة السياسية للمشاركين في المفاوضات. وبيَّن أن توقف المفاوضات قد يترتب عليها عواقب وخيمة جدا، وقد تؤدي الى "توتر ومشاكل". وتابع: "الدور الأميركي في المفاوضات كان غائبا في الفترة الأخيرة، نحن سنواصل العمل في هذا الاتجاه، ونتطلع مساهمة كل الأطراف وخاصة الولايات المتحدة الأميركية".
وكان عباس أطلع ميدفيدف، على آخر التطورات بالنسبة للقضية الفلسطينية، مؤكدا "استعداده الدائم لتحقيق السلام".واستعرض عباس وميدفيدف، العلاقات الثنائية بين البلديين، والعمل على تعزيزها.
ووقع الجانبان خمس اتفاقيات تعاون مشتركة في مجالات: الصناعة، والثقافة، والتجارة، والمدن التجارية، وتطوير الصحة المهنية والتشغيل والتدريب المهني.
يذكر أن ميدفيدف، وصل الى مدينة أريحا، آتيًا من مدينة القدس المحتلة، وعلى جدول أعماله افتتاح شارع باسمه، وزيارة متحف "روسيا" في أريحا، وقصر هشام بين عبد الملك الأثري في المدينة، قبل مغادرتها في وقت لاحق اليوم.
أرسل تعليقك