نشر تنظيم "داعش" نحو 250 عنصرًا من المسلحين المراهقين الذين يُطلق عليهم "أشبال الخلافة" عقب ارتفاع وتيرة استهدافهم في مدينة الموصل، فيما كشفت اتصالات بين قيادات التنظيم على أنه مستعد للتضحية بكل انتحاريه شريطة عدم الاستغناء عن الموصل.وأفاد مصدر أمني محلي من سكان نينوى يعيش وقائع المعارك في تصريح لـ"العرب اليوم " بأنه "عقب ارتفاع وتيرة استهداف عناصر تنظيم داعش من قبل القوات المشتركة في الموصل حاليًا، إضافة إلى كثافة القصف الجوي ودقته، على مواقع التنظيم في مركز المدينة ومناطق جنوب الموصل، أقدم التنظيم على نشر نحو 250 عنصرًا من المقاتلين المراهقين الذين يسميهم (أشبال الخلافة)".
وأضاف "تم نشر هؤلاء المقاتلين في الأزقة والطرقات وبين المواطنين من أجل عدم معرفته، كاشفًا عن تواجدهم بالتحديد في النبي شيت، حي الوحدة، حي سومر، ومنطقة باب الطوب والدواسة في محيط مبنى محافظة نينوى، علمًا أن هؤلاء المسلحين لا يحملون أسلحة ".
وأشار المصدر إلى أن " هذا الانتشار رافق عمليات غريبة ينفذها المتطرفون منها استبدال زي التنظيم بملابس المواطنين العزل، وفي حالة امتناع أحد منهم تكون نتيجة القتل على الفور، مبينًا أن "حالة من الترقب تسود الشارع الموصلي عقب هذه الاجراءات المشددة والتي تشير إلى وجود تطورات وخطط يريد التنظيم تنفيذها".
ونوّه المصدر إلى أنه "لم يعد بإمكان التنظيم إخفاء العمليات العسكرية التي تستهدف عناصره في مدينة الموصل، بل أن هنالك من يترصد تحركاته ويستغل الفرص لتصفيتهم، إذ أن مجموعة مسلحة مجهولة من أهالي المدينة تمكنت من رصد قيادي داعش رفيع المستوى أثناء خروجه من منزله، وأمطروه بوابل من الرصاص وأردوه قتيلًا قبل أن يفروا لجهة مجهولة".
ومضى بالقول "كما قامت مجموعة مسلحة، يرجح أنها تابعة لكتائب تحرير الموصل برصد وتصفية أحد قياديي التنظيم في منطقة حي الجامعة بعد استهداف عجلته بأسلحة رشاشة خفيفة، كما تمكنت مجموعة أخرى تابعة للكتائب بمتابعة وتصفية مخبرًا لاستخبارات التنظيم".
ولفت المصدر إلى تنفيذ "داعش" مجموعة من الإعدامات بحق أهالي الموصل لاعتبارات عديدة بضمنها التظاهر بأنه يسيطر على الوضع وأيضًا للاستمرار بمنهجه في بث الرعب والخوف في قلوب من لا يؤيده من أهالي محافظة نينوى والمناطق الباقية تحت سيطرته لحد الآن ".
ويجزم المصدر "أن التنظيم مستعد لدفع كل ما بحوزته من انتحاريين ضد القوات الأمنية المشتركة من أجل وقف تقدمها إلى مركز نينوى التي تمثل شريان الحياة للتنظيم". وقال هشام الهاشمي مستشار الحكومة العراقية والخبير في شؤون التنظيم "هؤلاء الصبية أشبال الخلافة يتنصتون ويجمعون معلومات من أولاد آخرين عن آبائهم وإخوتهم وتحركاتهم. في كل شارع هناك واحد أو اثنين من هؤلاء الذين يتجسسون على الكبار."
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية الجمعة عن تسلمها دفعة جديدة من طائرات "إف 16" الأميركية ضمن عقد لشراء 36 طائرة. وقالت الوزارة في بيان ورد "العرب اليوم"، إنها تعلن "وصول 4 طائرات اف 16 الى العراق".
ومن المرجح أن يتم الزج بالطائرات الجديدة في الحرب التي يخوضها العراق منذ أكثر من عامين ضد تنظيم داعش.
وكان العراق قد استلم بالفعل 10 طائرات "إف 16" عبر 3 دفعات منذ شهر يوليو 2015 آخرها 4 طائرات وصلت في أغسطس/آب الماضي من أصل 36 طائرة من نفس النوع اشتراها من الولايات المتحدة.
وتعتبر طائرات F16 التي تنتجها مجموعة شركات جنرال دايناميكس وتصدر الى نحو عشرين بلدا، هي المقاتلة الاكثر تطورا والاكثر استخداما في العالم. وتأتي صفقة التسليح ضمن الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني 2008 والتي تنص على تدريب وتجهيز القوات العراقية.
وتمكنت القوات العراقية، الجمعة، من السيطرة على قرى عدة منها قرية عمر كان التابعة لناحية النمرود ضمن المحور الجنوبي للموصل، إلا أن القوات العراقية تواجه مقاومة شرسة من قبل تنظيم داعش، خاصة في شرق الموصل حيث فجر التنظيم أمس سيارات مفخخة وسط منازل المدنيين ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في حي التحرير، أما في غرب الموصل، فلا يزال الحشد الشعبي يواصل عمليات تطهير مطار تلعفر لتأمينه بشكل كامل من عناصر تنظيم "داعش".
وعلى الصعيد الإنساني، أفاد الهلال الأحمر العراقي أن عدد النازحين من مدينة الموصل ارتفع إلى أكثر من 79 ألف شخص منذ انطلاق عمليات استعادتها من "داعش".
وأعلن قيادي في الحشد الشعبي الجمعة، عن عثور فصائل الحشد على مادة نترات الامونيوم شديدة الانفجار في مطار تلعفر خلال عمليات التطهير، مشيرا الى ان المادة التي عثر عليها هي ذاتها التي استخدمت في تفجير منطقة الكرادة وسط بغداد تموز/يوليو الماضي.
وكان مقاتلو الحشد الشعبي قد استعادوا مطار تلعفر الأربعاء الماضي، بعد معارك ضد مسلحي داعش استمرت عدة ساعات، ومن المقرر ان يشكل نقطة انطلاق للحشد للزحف نحو البلدة في الأيام المقبلة.
وقال جواد الطليباوي المتحدث العسكري باسم حركة عصائب أهل الحق ، إنه "تم العثور على مادة نترات الامونيوم شديدة الانفجار بكميات كبيرة في مطار تلعفر خلال عمليات التطهير"، لافتا الى ان "المادة هي ذاتها التي استخدمت في التفجير بمنطقة الكرادة تموز الماضي".
وأضاف الطليباوي، أن "مادة نترات الأمونيوم شديدة الخطورة، وعملية نقلها من منطقة إلى أخرى، وطريقة خزنها بحاجة إلى جهد كبير وخبرة، لاتتوفر لدى تنظيم داعش "، مشيرًا إلى أن “دول(لم يسمها) تقف وراء تجهيز تلك المادة المتطرفة داعش".
ونفذ في 3 من تموز/يوليو الماضي انتحاري يقود سيارة محملة بمواد شديدة الانفجار هجومًا على محال تجارية في منطقة الكرادة، وأوقع الهجوم أكثر من 300 قتيل و200 جريح بحسب وزارة الصحة، وتبنى تنظيم "داعش" لاحقا الهجوم.
أرسل تعليقك