واصلت مليشيات "صالح والحوثي"، اليوم الاربعاء، قصفها العشوائي على القرى والاحياء السكنية في ريف ومدينة تعز، جنوبي البلاد، بالتوازي مع احتدام عنيف للمعارك الميدانية على عدة جبهات. وقالت مصادر محلية إن المليشيات قصفت بالكاتيوشا والمدفعية الأحياء السكنية في منطقة حبيل سلمان، غرب المدينة، مما اسفر عن مقتل الطفلة فرح عبدالقوي قائد.
وأصيب عدد من المدنيين بينهم نساء في قصف مماثل استهدفت عدة أحياء سكنية في الضباب. وفقاً لما قالته المصادر. وتعرَّضت احياء الديم، والمكلكل، وثعبات، وحسنات، ومحيط مكتب الاوقاف، شرق المدينة، الى قصفاً مماثل استمر لأكثر من خمس ساعات من قبل المليشيات المتمركزة في الحوبان، وسوفتيل.
وتمكنت قوات الجيش اليمني مسنودة بالمقاومة الشعبية من صدِّ عدة هجمات للمليشيات على مختلف الجبهات والمحاور غرب وشرق المدينة. وذكرت مصادر ميدانية أن الجيش والمقاومة صدَّا هجومًا للمليشيات على معسكر الدفاع الجوي، شمال غرب المدينة. كما صدَّت قوات الجيش والمقاومة هجوم مماثل على موقع المكلكل العسكري، في الجبهة الشرقية، إثر معارك عنيفة اندلعت بين الجانبين عقب الهجوم. وأفاد مصدر أمني بأن المواجهات في المدينة تزامنت مع غارات عنيفة لمقاتلات التحالف العربي استهدفت مواقع وتجمعات للمليشيات بمنطقتي الروض، والبحابح، في الربيعي.
واليوم أيضًا، اشتدت وتيرة المعارك العنيفة بين الجانبين في منطقة العبدلة، في مديرية مقبنة، في ريف تعز، إثر هجوم عنيف مرفق بقصف مدفعي وصاروخي كثيف للمليشيات تمكنت قوات الجيش والمقاومة من صده. وحسب مصدر أمني فإن المواجهات اسفرت عن مقتل 4 وإصابة 9 أخرين من المليشيات، فيما توفي احد جرحى افراد الجيش واصيب 8 أخرون.
وقال المتحدث العسكري باسم المجلس العسكري في محافظة تعز، إن القيادي الميداني في جماعة المليشيات المدعو "أبو علي الحاكم" أُصيب في غارة جوية لمقاتلات التحالف في إب، اليومين الماضيين. وقصفت مقاتلات التحالف العربي، اليوم الاربعاء، مواقع وتجمعات متفرقة لمليشيات صالح والحوثي في جبهات حجة الحدودية، شمال غرب البلاد.
وذكر ان غارات عنيفة استهدفت مواقع وتجمعات واليات عسكرية للمليشيات بمزارع النسيم، في ميدي الحدودية. واسفرت الغارات عن مقتل اكثر من 38 مسلحاً من المليشيات واصابة 25 أخرين، اضافة الى تدمير دبابة وعدد من الاليات والمعدات والاطقم العسكرية.
وقصفت مدفعية قوات الجيش والتحالف مواقع متفرقة للمليشيات على مداخل مدينة حرض الحدودية، ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفها. واعلنت قوات الجيش الوطني بالمنطقة العسكرية الخامسة في جبهتي ميدي، وحرض، احصائية بخسائر المليشيات خلال الـ36ساعة الماضية جراء المعارك وغارات التحالف.
وذكرت الاحصائية، مقتل 40 واصابة 27 أخرين في ميدي، ليرتفع بذلك عدد القتلى الى 78مسلحاً و52 جريحًا بعد الغارات الذي استهدفت مزارع النسيم. ووفق الاحصائية فان المعارك والغارات في ميدي، وحرض، ادت الى تدمير مخزن تمويني وثلاثة مخازن للكاتيوشا والذخائر والاسلحة المتوسطة ودبابة وعربة بي أم بي ومدفع عيار57.
وفي إب أقدم قيادي حوثي اليوم الأربعاء، على قتل شقيقه في مديرية " الدليل " شمال المدينة. وقالت مصادر محلية في المديرية " أن القيادي الحوثي سنان محي الدين قتل شقيقه أحمد محي الدين في قرابة بعد أن أفرغ قرابة عشر رصاصات على رأسه . وأشارت المصادر " إلى أن خلافاً اندلع بين الشقيقين في مقر الجماعة بالمنطقة . وأضافت المصادر " أن المقر الذي يتخذه الحوثيون هو منزل لأحد أبناء مديرية "وصاب" في محافظة ذمار التي سيطر عليه الحوثيون بالقوة نهاية العام قبل الماضي .
وسقط قتلى وجرحى في صفوف مليشيات الحوثي وقوات المخلوع الانقلابية في انفجار لغم زرعه الحوثيين في مكيراس وكمين استهدف طقم عسكري بمديرية الصومعة بمحافظة البيضاء وسط اليمن.
وقالت مصادر محلية إن ما لا يقل عن 2 من مسلحي المليشيات الانقلابية قتلوا وأصيب آخرين جراء انفجار لغم أرضي كانت المليشيات قد زرعته في وقت سابق بمنطقة بركان مديرية مكيراس. وأوضحت المصادر أن "المليشيات الانقلابية استبدلت مقاتليها المتواجدين في مديرية مكيراس بمقاتلين آخرين جدد دون أن يطلعوهم على أماكن تواجد الألغام التي تم زرعها في تلك المناطق.
وأعلنت مصادر ميدانية أن رجال المقاومة نصبوا كمينا مسلح استهدفوا فيه آلية للميليشيات تقل مسلحين من جماعة الحوثي وقوات المخلوع في مديرية الصومعة. وذكرت المصادر أن الكمين الذي نصبه رجال المقاومة في منطقة العقلة بجبهة الحازمية في مديرية الصومعة أصابت الطقم بشكل مباشر وتصاعدت ألسنة اللهب التي اشتعلت فيها ما أسفر عن قتلى وجرحى.
وأشار تقرير لـمحققين دوليين نشرته منظمة أبحاث تسلّح النزاعات، إلى وجود خط بحري سري لتهريب الأسلحة من إيران إلى ميليشيات الحوثي في اليمن، وذلك من خلال إرسالها إلى الصومال أولاً. واستـند تقرير المنظمة إلى عمليات تفتيش بحرية تمت بين فبراير/شباط ومارسآذار الماضييْن، ضبطت خلالها أسلحة إيرانية الصنع مهربة على متن قوارب متجهة إلى الصومال، من أجل احتمال شحنها مجدداً إلى اليمن.
كما أوضح التحقيق أن بعض أرقام هذه الأسلحة تـطابقت مع تلك التي صودرت من ميليشيات الحوثي. فيما يرى محللون من المنظمة أنه رغم الطابع المحدود لهذه المصادرات لكنها تشير إلى وجود شبكة لإرسال الأسلحة من إيران إلى الحوثيين في اليمن عن طريق الصومال.
وفي صنعاء، احتفلت حكومة "الحوثي وصالح" المسماة حكومة "إنقاذ وطني" بذكرى جلاء آخر جندي بريطاني من عدن في 30 من نوفمبر/تشرين الثاني، في أول تحرك ميداني لها منذ تشكيلها مساء الإثنين الماضي. متحدية المجتمع الدولي الرافض لها.
وشهدت حكومة صنعاء برئاسة عبد العزيز بن حبتور الحفل الفني الذي أقيم في المركز الثقافي في صنعاء صباح اليوم الأربعاء . وتأتي هذه الخطوة تحديا للمجتمع الدولي الرافض لها والذي طالب جماعة الحوثي وصالح بالتراجع عنها لانها عائق كبير أمام السلام في اليمن.
وادانت دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية وبريطانيا والأمم المتحدة تشكيل الحوثي وصالح حكومة في صنعاء. مشيرة إلى أن الحكومة الشرعية برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر هي الممثل الوحيد لليمن.
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ ان قرار الحوثيين وحزب صالح بتشكيل حكومة يشكل عراقيل جديدة لمسار السلام ولا يخدم مصلحة اليمنيين. واضاف بان اليمن يمر بمرحلة دقيقة وأعمال الحوثيين وحزب المؤتمر (جناح صالح) تزيدا الأمور تعقيدا.
وأشار ولد الشيخ في بيان صحفي إلى أن قرار الحوثيين وحزب صالح يتعارض مع الالتزامات التي قدموها إلى الأمم المتحدة ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مسقط.
واضاف بان أي قرار سياسي جديد يجب أن يتخذ ضمن محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة وليس بشكل أحادي من أي طرف . وحث ولد الشيخ الحوثيين وحزب صالح على "إعادة النظر بتوجهاتهم واتخاذ خطوات تبرهن على التزامهم بمسار السلام".
أرسل تعليقك