فشل مجلس النواب اللبناني مجددًا اليوم الأربعاء، في انتخاب رئيس جديد للجمهورية كما كان متوقعًا. وأرجأ رئيس المجلس نبيه بري الجلسة رقم 45 لانتخاب رئيس الجمهورية، التي كانت مقررة اليوم إلى جلسة أخرى حُدد موعدها في 31 تشرين الأول /أكتوبر المقبل، وذلك لعدم اكتمال النصاب في جلسة اليوم، ليستمر مسلسل التأجيل والتعطيل الذي يشهده لبنان في ملف الرئاسة منذ عامين وخمسة أشهر. وقد بلغ عدد المشاركين في الجلسة 51 نائبًا من أصل 128.
وتزامن ذلك مع لقاء عقد في البيت المركزي لحزب "الكتائب اللبنانية" بين رئيس الحزب النائب سامي الجميل، ورئيس وزراء لبنان الأسبق، رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري، وجرى بحث في موضوع الفراغ الرئاسي وزيارة الحريري للنائب سليمان فرنجية قبل يومين. ومن ثم انتقل المجتمعون الى بلدة بكفيا في جبل لبنان حيث تناولوا الغداء على مائدة الجميل.
وحسب ما أفادت مصادر الكتائب فان الحريري لم يسوق لمرشح أو لاخر خلال اللقاء، بل شدد على ضرورة الخروج من الدوامة في الاستحقاق الرئاسي. من جهته جدد الجميل أمام الحريري رفض ترشيح أي شخصية من قوى 8 آذار، أي عون وفرنجية.
واستقبل الحريري مساء اليوم، في دارته "بيت الوسط" رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، في حضور وزير الصحة وائل أبو فاعور العائد من الرياض ومستشار الرئيس الحريري الدكتور غطاس خوري، وجرى عرض التطورات السياسية الراهنة، واستكمل البحث إلى مأدبة عشاء.
وعلق المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية، على التقارير التي تناقلت أنباء عن نية رئيس وزراء لبنان الأسبق، رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري، التخلي عنه والاتجاه لترشيح عون، في تغريدة على موقع "توتير" قال فيها: "إذا اتفق سعد الحريري مع عون وسمّاه لرئاسة الجمهورية سيحصد نفس النتيجة حينما سمّى الرئيس أمين الجميل عون رئيسًا للحكومة سنة 1988".
ونفت مصادر قيادية في تيار "المستقبل" اللبناني دقة التقارير الصحفية، التي نشرت في وسائل الإعلام، خلال الأيام الماضية، بشأن تخلي زعيم التيار ورئيس الوزراء السابق سعد الحريري، عن ترشيح النائب سليمان فرنجية وقبوله بترشيح منافسه العماد ميشال عون.
وأكد عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي، اليوم الأربعاء، أن الحريري لم يعط أي وعد لرئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون بترشيحه، وفي الوقت الحاضر يقوم بالمشاورات، لأن كتلة المستقبل لا تقرر وحدها من سيكون رئيس الجمهورية.
وأشار الى أن اجتماعات كتلة المستقبل مفتوحة وأن الهدف من تحرك الحريري تسهيل انتخاب الرئيس والحفاظ على البلد”، وسيستمر في مشاوراته السياسية مع الجميع لتحقيق خرق في الملف الرئاسي.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن عضو كتلة "المستقبل" وزير التنمية الادارية نبيل دوفريج قوله: "لو اكتمل نصاب جلسة اليوم لكنا انتخبنا النائب سليمان فرنجية، أما غدًا فيوم آخر".
أما وزير العدل "المستقيل" اللواء أشرف ريفي، فقد طالب باختيار رئيس جديد لا يكون عون ولا فرنجية، وغرد في "تويتر" قائلًا: "إننا ندعو الى العودة عن ترشيح فرنجية وعون والتوقف عن التسابق بإضافة المزايا التفاضلية لأحدهما على حساب الآخر، ولوقف التنازلات المجانية بلا نتيجة".
وكان التيار الوطني الحر، الذي يتزعمه وزير الخارجية جبران باسيل صهر عون، قد حدد 28 سبتمبر/ أيلول، موعدًا لبدء التحركات الشعبية من جانب أنصاره، في حال فشل انتخاب الرئيس، وهي الاحتجاجات التي ستتدرج في حدتها وصولًا ليوم 13 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. الا أن التيار تراجع عن هذه الخطوة ولم ينزل أنصاره الى الشارع من دون إعطاء أية ايضاحات حول الموضوع.
أرسل تعليقك