بغداد – نجلاء الطائي
أعربت الأمم المتحدة، الخميس، عن قلقها بشأن ورود تقارير حول التهجير القسري لمدنيين، معظمهم من الأكراد، وتدمير ونهب منازلهم في كركوك، في الوقت الذي دعا فيه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم الخميس، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى زيارة الرياض للمشاركة بالاجتماع التنسيقي الأول بين البلدين، الذي سيعقد مطلع الأسبوع المقبل.
وأكدت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق في بيان، أن "الأمم المتحدة تحث حكومة العراق على اتخاذ الإجراءات المطلوبة لوقف أي انتهاكات وضمان حماية جميع المدنيين ومحاكمة المسؤولين عن أعمال العنف والإهانة والتهجير القسري للمدنيين". وكانت حكومة إقليم كردستان قد أعلنت في وقت سابق اليوم الخميس، أن نحو 100 ألف كردي فروا من مدينة كركوك، خشية وقوع اضطرابات، بعد فرض القوات الاتحادية سيطرتها على هذه المدينة، التي يقطنها خليط من من الأكراد والتركمان والعرب وقوميات أخرى، والتي ظلت محل توتر مستمر بين بغداد وأربيل.
هذا وعزا التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة بزعامة برهم صالح الأوضاع الراهنة في المناطق الكردستانية إلى الفشل السياسي والسلطوي للنخبة الحاكمة في الإقليم. ودعا التحالف في بيان إلى ضرورة تشكيل حكومة انتقالية في كردستان تكون أولوياتها الحوار مع بغداد وحل المشاكل الاقتصادية والتهيئة لانتخابات نزيهة، مطالبا النخبة الحاكمة في الإقليم بتحمل مسؤوليتها والاعتراف بالفشل، وأن لا تقوم بإثارة الصراعات الداخلية في كردستان.
وطالب تحالف برهم صالح الحكومة الاتحادية بوضع حد للانتهاكات التي تعرض لها مواطنو كركوك وخانقين وطوز خورماتو، مشددا على ضرورة سحب القوات العسكرية من هذه المناطق فورا . وأشار البيان إلى أن مواطني ديالى وكركوك كانوا في ظل نمط حكم فاسد وناهب واليوم اصبحوا مشردين ومضطهدين بسبب الاوضاع الحالية، مجددا دعوته لإنهاء الدمار الذي لحق بالمواطنين.
وأفاد مصدر محلي، اليوم الخميس، بارتفاع عدد الجرحى نتيجة الاشتباكات التي وقعت اليوم اثناء محاولة متظاهرين اقتحام مركزاً للشرطة الاتحادية في قضاء خانقين. وقال المصدر إن "عدد الجرحى من المتظاهرين ارتفع إلى 23 جريحاً مع مقتل آخر جراء الاشتباكات التي وقعت اليوم بين المتظاهرين وقوات الشرطة الاتحاد في القضاء". وكان المصدر باصابة اربعة متظاهرين ومقتل اخر نتيجة اطلاق نار تعرضوا له من قبل قوات الشرطة الاتحادية في قضاء خانقين.
بالمقابل دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم الخميس، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى زيارة الرياض للمشاركة بالاجتماع التنسيقي الأول بين البلدين، الذي سيعقد مطلع الأسبوع المقبل. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الملك السعودي مع العبادي، وفق بيان صادر عن الحكومة العراقية وصل الأناضول نسخة منه.
وأكد الملك سلمان، خلال الاتصال، على رغبة بلاده بتمتين العلاقات مع العراق. بدوره، قال العبادي إن "العراق يسعى إلى تعزيز أواصر التعاون مع السعودية في مختلف المجالات". وأشار إلى أن معركة بغداد مع الإرهاب والقضاء على "داعش" باتت في نهايتها بعد أن اقتربت القوات العراقية كثيرا من حسم المعركة. وشهدت العلاقات بين العراق والسعودية تحسنا ملحوظا في الأشهر الأخيرة بعد عقود طويلة من التوتر في أعقاب اجتياح النظام العراقي السابق للكويت مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وأجرى العبادي في آب/أغسطس الماضي زيارة رسمية إلى السعودية، هي الأولى منذ تسلمه منصبه نهاية عام 2014، وبحث خلالها مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز التنسيق بين البلدين في جميع المجالات. كما اجتمع الملك سلمان والعبادي في آذار/مارس الماضي، على هامش القمة العربية، التي عقدت في الأردن، وكذلك أجرى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير زيارة نادرة إلى العراق في شباط /فبراير الماضي.
أرسل تعليقك