أعلنت قيادة عمليات الجزيرة والبادية، الأربعاء، إرسال تعزيزات عسكرية إلى ناحية الدولاب لحفظ الأمن فيها، في وقت أثارت تصريحات رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، والتي أكد فيها حق الأكراد في إقامة دولتهم، ارتياحًا كرديًا، معبرين عن رضاهم عن توجهاته في إدارة الدولة.
وقال قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء الركن قاسم المحمدي، إن "القوات الأمنية تسيطر على الوضع الأمني بالكامل في المناطق المحررة غرب المحافظة وتم تحريك فوج المغاوير في الفرقة السابعة، لتعزيز القطعات المتواجدة في الدولاب". وأضاف المحمدي أن "هناك هروب جماعي لعدد من قيادات تنظيم داعش من القائم وعنه وراوه إلى سورية"، وأشار إلى أن "القوات الأمنية بكافة صنوفها على أتم الاستعداد لحماية أمن المواطنين، وفرض القانون في المناطق المحررة".
وأضاف العبادي في المؤتمر الأسبوعي، أنّ "المباحثات مع الوفد الكردي الذي زار بغداد أخيرًا، تركزت بشأن رفع علم كردستان في كركوك"، مبينًا أنّه "ليس لهم الحق في ذلك لأنّها مؤسسات رسمية تابعة للحكومة العراقية". وتابع "منحناهم الفرصة برفع علم كردستان على مقار الأحزاب الكردية فقط"، مؤكدًا "حق الكرد في إنشاء دولتهم".
واستدرك بالقول "لا توجد أية مصلحة سواء لإقليم كردستان ولا حتى لأي طرف عراقي آخر في إجراء الاستفتاء حالياً على ضم كركوك لكردستان"، محذّرًا من مشاكل كثيرة جرّاء الاستعجال في ذلك، ما قد يتسبب بتراجع في كافة الاستحقاقات والتطلعات السابقة". وأكد أنّ "أغلب السياسيين الكرد مع هذا الرأي لكنهم انجرّوا إلى المهاترات".
وقوبلت تصريحات العبادي بارتياح كردي وترحيب لموقفه، وقال النائب عن التحالف الكردستاني عرفات كرم، إنّ "ما تحدث به العبادي يعبّر عن رضاه بإجراء الاستفتاء، لكن ربما توقيت الاستفتاء غير مناسب، بسبب الحرب على داعش".
وأضاف أنّ "تقرير مصير كردستان لا يواجه برفض من قبل السياسيين كلهم، لكنّ الجميع يتحدّث عن التوقيت المناسب"، مبينًا أنّ "الاستفتاء هو عبارة عن معرفة رأي الشعب الكردي، إذا ما كان يريد البقاء مع العراق أم الانضمام إلى كردستان، وقد قمنا بذلك في عام 2005 بصورة غير رسمية، لكنّ هذه المرّة سيكون رسمياً".
وأكد أنّ "العبادي معروف بمواقفه المرنة بإدارة الدولة، وهو أيضا يعرف ومطلع على الأنظمة الديمقراطية، التي لا يمكن أن تقف عائقاً بوجه رغبة الشعوب بالاستفلال، كما حدث في كثير من الدول"، وأشار إلى أنّ "موضوع علم كردستان هو مرفوع منذ 2003، لكن كان ينبغي أن يرفع بشكل رسمي، خصوصاً أن الدستور كفل ذلك".
وبيّن أنّه "بما أنّ كردستان جزء من العراق فإنّ علم كردستان أيضاً جزء منه، ولذلك ينبغي أن لا يهول موضوع العلم ويأخذ أكثر من حجمه، فهو رمز لأمة عريقة متجذّرة بالتاريخ". وفي غضون ذلك خبار يطلع نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، لترميم علاقته مع الإدارة الأميركية الجديدة، وإيجاد خطوط للتقارب المشتركة بينهما، مطالبًا بزيادة الدعم الأميركي للعراق.
والتقى المالكي، الأربعاء، بسفير واشنطن في بغداد، دوغلاس سيليمان، وبحث معه العلاقات المشتركة، مطالبًا بزيادة الدعم الأميركي للعراق.
وبحسب بيان صدر عن مكتب المالكي، فإن "الطرفين بحثا في بغداد القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذلك التطورات على الساحتين الإقليمية وسير عمليات تحرير الموصل"، وأضاف البيان أنّ "المالكي أوضح لسيليمان أنّ خطر "داعش" سيزول قريباً، في ظل التقدّم الكبير الذي تحرزه القوات الأمنية والحشد الشعبي في الموصل وقواطع العمليات الأخرى".
وحذّر المالكي، من "مخططات تستهدف الوضع السياسي في البلاد، على خلفية التحديات التي تشهدها المنطقة"، مؤكداً أنّ "العراقيين يرفضون التدخلات الخارجية في شؤون بلادهم".
ولفت إلى أنّ "العراقيين يرفضون التدخلات الخارجية في شؤون بلادهم"، مؤكدًا أنّ "وحدة البلاد وشعبه هما صمّام الأمان في وجه أي استهداف، وهما الكفيلان في صدّ أي مخططات خارجية". ودعا الولايات المتحدة إلى "مواصلة دعمها للعراق في مجال مكافحة الإرهاب". وأوضح البيان أنّ "السفير الأميركي أكد وقوف بلاده إلى جانب الشعب العراقي، في معركته ضدّ الإرهاب".
وكشف مسؤول سياسي مطّلع، أنّ "اللقاء الثنائي جاء بطلب من المالكي، وأنّه خطوة منه لترميم علاقته بواشنطن، لتحقيق مكاسب سياسية في الانتخابات المقبلة". وقال المسؤول، إنّ "المالكي يحاول ترميم علاقته مع واشنطن والاقتراب منها، بعدما أنكفأ عن هذا المحور وألقى بنفسه بأحضان إيران مبتعدًا عن واشنطن"، مبينًا أن "التضارب بالمواقف اليوم بين إدارة ترامب وإيران، أجبرت المالكي على إعادة النظر بحساباته، خصوصًا أنّه يرى دعمًا أميركيًا قويًا للعبادي، ما دفعه للسعي لترميم هذه العلاقة".
وأعلن أنّ "المالكي بحث مع السفير الانتخابات المقبلة، وقيادة الدولة العراقية في مرحلة ما بعد داعش، وقدّم طروحات لهذه المرحلة الخطيرة في تاريخ العراق"، مؤكدًا أنّ "المالكي سيقدّم الطاعة التامّة إلى الإدارة الأميركية لكسب دعمها في الانتخابات".
وساءت علاقة المالكي بواشنطن، منذ أن قدّمت الدعم للعبادي، وحصل على رئاسة الحكومة منذ العام 2014، ما عزل المالكي عن الإدارة الأميركية واندفع بقوة باتجاه إيران معولاً عليها لإعادته إلى سدّة الحكم. وكان العبادي حظى بثقة ودعم كبير من الإدارة الأميركية الجديدة، كما غيّر من توجه العراق إزاء المحور العربي، مبتعدًا كل البعد عن محور إيران، ويرى مراقبون أنّ العبادي بدا أكثر حظوظًا من غيره للفوز بولاية جديدة في الانتخابات المقبلة.
أرسل تعليقك