بغداد – نجلاء الطائي
طالب رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، حكومة إقليم كردستان والمتظاهرين بالتهدئة والتوصل إلى حلول لأزمات الإقليم عبر الحوار، في وقت ناقشت الرئاسات الثلاث في اجتماع مع رؤساء الكتل السياسية الاستعدادات اللازمة لإجراء الانتخابات المقبلة.
وأكّد بيان لمكتب الجبوري، أنّ "ما يجري في كردستان يجب أن لا يخرج عن إطار التظاهر السلمي الذي كفله الدستور، وأن يبقى ضمن إطار المطالب المشروعة بتحسين الخدمات وتوفير العيش الكريم"، واعتبر أنّ "التظاهرات حق من حقوق الشعب وممارسة سليمة يمكن من خلالها المطالبة بالحقوق". وأكد وقوفه "مع حقوق الشعب ومطالبه سواء في كردستان أو في أي بقعة من أرض العراق على أن لا تتعدى أساليب التظاهر إلى العنف والتخريب وتعريض حياة الآخرين للخطر".
وتابع البيان أن رئيس البرلمان "منذ البداية كان يدعو إلى الحوار الجاد والحقيقي في حل جميع المشاكل والأزمات العالقة بوصفه الحل الأمثل لإنهاء الخلافات والاتفاق حول آليات جديدة تسهم في تطوير الواقع الخدمي للمواطن وتحسين أوضاعه المعيشية". ودعا الجبوري جميع الأطراف إلى "ضرورة التهدئة والمباشرة بإجراءات حقيقية للحوار والاهتمام بشكل سريع بكل ما من شأنه توفير الحياة الكريمة للمواطن العراقي".
وناقشت الرئاسات الثلاث في اجتماع مع رؤساء الكتل السياسية الاستعدادات اللازمة لإجراء الانتخابات المقبلة، وجاء الاجتماع، بعد يوم من إعلان الحكومة المصادقة على دمج الانتخابات المحلية والبرلمانية في أيار 2018، وقال بيان لمكتب رئيس الجمهورية، إنه "في قصر السلام ببغداد عقد اجتماع برئاسة فؤاد معصوم وبحضور رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ومدحت المحمود رئيس المحكمة الاتحادية العليا، ونواب رئيس الجمهورية نوري المالكي وإياد علاوي وأسامة النجيفي ونائب رئيس مجلس النواب آرام الشيخ محمد وعدد من قادة وممثلي الأحزاب والكتل البرلمانية وهم عمار الحكيم وصالح المطلك وهادي العامري وضياء الأسدي".
وتركز الاجتماع، بحسب البيان، على "تدارس مختلف الجوانب اللازمة لتهيئة أفضل الأجواء لمستلزمات الانتخابات التشريعية المقبلة". وحث أطراف الاجتماع "الجهات الحكومية والبرلمانية والمفوضية المستقلة للانتخابات لإتمام جميع مستلزمات العملية الانتخابية وتهيئة الظروف اللازمة لإنجاحها بما يؤكد الالتزام بالدستور والقوانين ذات الصلة"، ودعا رئيس الجمهورية حكومتي بغداد وأربيل إلى البدء بحوار فوري للتفاوض بشأن القضايا الخلافية بين الجانبين. وطالب كلاً من المركز والإقليم بتأمين رواتب موظفي الإقليم المتأخرة والاستجابة لمطالب متظاهري الإقليم.
وتشهد مدينة السليمانية وعدد من المدن الأخرى، تظاهرات وصفت بـ"الغاضبة"، احتجاجاً على سوء الواقع المعيشي وتأخر صرف الرواتب منذ أشهر، وقال رئيس الجمهورية، بحسب بيان لمكتبه "إننا إذ نؤكد بقوة أن التظاهرات والاحتجاجات السلمية ممارسة مدنية وحق مشروع كفله الدستور، وإذ نعزّي عوائل شهداء هذه الأحداث المؤسفة ونبتهل إلى الله بالشفاء للجرحى، نطالب القوات الأمنية في الإقليم بحماية أمن المتظاهرين وضمان حقهم بالتعبير التام عن مطالبهم وحقوقهم ومشاعرهم ومنع حرف التظاهرات عن مسارها السليم والعمل على حماية الأموال والأملاك العامة والخاصة".
ودعا معصوم المتظاهرين إلى "تغليب الهدوء والالتزام بالقانون وضبط النفس وعدم إلحاق الضرر بالمباني الحكومية ومقرات الأحزاب السياسية"، داعياً في الوقت ذاته السلطات الأمنية الى "التحقيق العاجل بمسببي الحادث ومحاسبة المقصرين"، وطالب رئيس الجمهورية حكومتي إقليم كردستان والاتحادية، بـ"العمل الجاد والفوري للاستجابة لمطالب المتظاهرين المشروعة، واتخاذ خطوات جدية وعملية لحسم مشكلة الدفع المنتظم لمرتباتهم ومستحقاتهم المتأخرة ومعالجة الصعوبات الحياتية التي يعاني منها المواطنون في مختلف مدن إقليم كردستان".
وأكد معصوم ضرورة البدء بـ"حوار فوري وشامل بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان لحل جميع الخلافات بين الجانبين على أساس الدستور وقرارات المحكمة الاتحادية"، واعتبر رئيس الجمهورية أن "إعلان الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان عن استعدادهما لبدء الحوار لحل المشاكل العالقة بينهما يمثل خطوة طيبة يلزم ان تقترن بخطوات عملية وفعالة لضمان تلبية حقوق سكان الإقليم المشروعة، وهذا ما يتطلب مواصلة الاتصالات من أجل تعزيز التفاهم الوطني وإيجاد الحلول على أساس الدستور وقرارات المحكمة الاتحادية".
وشدد معصوم على "ضرورة عودة حياة المواطنين في إقليم كردستان إلى حالتها الطبيعية ورفع حظر الرحلات الجوية الدولية من وإلى مطاري أربيل والسليمانية وإنهاء كل أشكال التوتر وننتظر إقدام الحكومة العراقية على تنفيذ إعلانها الالتزام بدفع رواتب موظفي إقليم كردستان وتخفيف القيود على المصارف الخاصة في الإقليم ..مؤكدين لزوم عدم المساس بمصالح المواطنين وحياتهم اليومية ومستقبلهم".
وكشف مستشار رئيس الجمهورية، عن رسالة مشتركة وجهها الأخير إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، يطالبهم بالتحرك نحو بدء الحوارات بشأن أزمة الاستفتاء الراهنة، وقال فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الجمهورية، في تصريح تناقلته وسائل إعلام محلية، إن "الرئيس العراقي بعث مؤخراً رسالةً لكل من رئيس حكومة إقليم كردستان، ورئيس الوزراء العراقي، والأمين العام للأمم المتحدة، ويتلخص محتوى الرسالة بالمطالبة بمفاوضات عاجلة بين أربيل وبغداد، وأنّ أيّ طرف لم يرد على الرسالة حتى الآن، ونحن بانتظار ردودهم من أجل البدء بالمفاوضات. ويبدو أن رئاسة الجمهورية سترعى هذه المفاوضات، تحت مراقبة الأمم المتحدة".
أرسل تعليقك