الفن السيلتي يعبر عن نفسه في المتحف البريطاني
آخر تحديث GMT05:33:35
 العرب اليوم -

مجموعة قطع أثرية تعود إلى عام 450 قبل الميلاد

"الفن السيلتي" يعبر عن نفسه في المتحف البريطاني

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الفن السيلتي" يعبر عن نفسه في المتحف البريطاني

درع باترسي البرونزي الزجاجي الذي وجد في نهر التايمز في لندن
لندن ـ كاتيا حداد

يُقدِّم معرض المتحف البريطاني مجموعة من القطع الأثرية التي تمثل فن السيلتي لتوسيع مفهوم ما يعنيه هذا الفن، الذي امتد على مدار ألفي عام عبر أسكتلندا وأيرلندا وويلز وكورنوال وبريتاني وجزيرة آيل أوف مان، ويوضح مدير المعرض نيل ماكجريجور أن فن السيلتي هو بناء ثقافي تغيّر معناه مرات عدة، ولكن لا يوجد شيء أكاديمي أو يمكن التنبؤ به بشأن هذ القطع الأثرية المذهلة، والتي تبدو قطعًا غامضة من المتحف البريطاني، بالشراكة مع المتحف الوطني في أسكتلندا ومجموعات أخرى في جميع أنحاء العالم.

الفن السيلتي يعبر عن نفسه في المتحف البريطاني

وظهر المصطلح نفسه للمرة الأولى في عام 500 قبل الميلاد، حيث أطلق اليونانيون القدماء مصطلح “Keltoi” لوصف مجموعة متباينة من الشعوب تعيش في الأراضى البربرية في شمالي ووسط أوروبا، ولم يعرف الاسم الذي يطلقه هؤلاء الناس على أنفسهم، ولم يكن لديهم لغة واحدة أو أسلوب فني لكنهم لم يكونوا من البرابرة، ومع حلول الألفية الأولى قبل الميلاد كانت لغة السلتيين في جميع أنحاء أوروبا، من إسبانيا الحديثة إلى تركيا، ولم يبدُ أي مظهر وحشي للمحارب الذي تم تجسيده في بورتريه في بداية المعرض، والذي يصور محاربًا حسن الهندام مرتديًا المجوهرات ومهذب اللحية، ويمثل البورترية صورة طبق الأصل من الشخصية المصنوعة بالحجر الرملي بالحجم الطبيعي في هيسين في ألمانيا، والتي تعود إلى عام 450 قبل الميلاد.

وتطوّر مع حلول هذا الوقت مع العصر الحديدي لاحقًا في معظم أنحاء أوروبا نمطٌ معقد من الفن، يعكس رؤى مختلفة من العالم والتي بدأت تفقد معناها بالنسبة إلينا، سواء من حيث شكل الحيوانات المنمنمة التي تزين أسطحًا من البرونز أو شكل الدرع الزجاجي الذي أُلقي به في نهر التايمز في باترسي في عام 350 قبل الميلاد، فضلا عن الأساور الذهبية المزخرفة المأخوذة من مقبرة سيدة القرن الثالث قبل الميلاد في ألمانيا الحديثة، بالإضافة إلى أباريق النبيذ الزجاجية والبرونزية، وتأتي مقابضها على شكل وحوش ضارية في عام 400 قبل الميلاد، وبالنسبة للسلتيين لم يكن الديكور فقط من أجل الزينة، لكنه كان يمثل قوة لم يسهل فهمها وما زالت لها تأثير عميق.

وتعد أباريق باس يوتز من المؤشرات الدالة على وضع السلتيين في أوروبا والذين لم يكونوا على الهامش لكنهم كانوا في مركز التجارة، فضلا عن التأثر بالفن الإيطالي واستخدام الشعب المرجانية من نابولي والزجاج من جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، واستطاع الفن السيلتي أن يصنع أشكالا غريبة من أشكال أكثر طبيعية عن الثقافات الجنوبية، كما قدم هذا الفن أعمالا مستوحاة من المجتمعات الأخرى.

الفن السيلتي يعبر عن نفسه في المتحف البريطاني

ويتمثل الفن السيلتي في مرجل الفضة Gundestrup الذي عثر عليه في الدنمارك في 1890 وعرض للمرة الأولى في بريطانيا، وتمت زخرفة الوعاء من خلال وجوه لعدة آلهة وحيوانات بعضها معروف وبعضها خيالي، ويجدر بك زيارة المتحف البريطاني لرؤية هذا الوعاء وحده، وتوافقت الأراء على أن هذا الوعاء يعود إلى عام 150 – 50 قبل الميلاد، بينما يعتقد البعض أن هذ القطعة الأثرية ربما جاءت من Thrace على حدود بلغاريا الحديثة واليونان وتركيا، وتعد هذه القطعة نجم العرض مهما اختلفت أصولها واستخدامها.

الفن السيلتي يعبر عن نفسه في المتحف البريطاني

وناك بعض القطع الرائعة الناتجة عن الغزو الرومانى لبريطانيا عام 42 بعد الميلاد ولمدة 4 قرون لاحقة، حيث تشكلت أساليب ومواد جديدة وضعت أساسًا لشكل الفن السيلتي لوقت لاحق، واتضح ذلك في تطور القلادات المثيرة للإعجاب والتي تبناها الرومان واستمرت لقرنين أو أكثر بعد نهاية الحكم الروماني.

الفن السيلتي يعبر عن نفسه في المتحف البريطاني

وظهرت آثار الفن السلتي في الصلبان الحجرية المنحوتة بدقة مع وصول المسيحية في أيرلندا وأوائل العصور الوسطى في بريطانيا، وتم استلهام ذلك من الأنغلو ساكسون وأيرلندا والفايكنغ في وقت لاحق.

ويخصص الجزء الأخير من المعرض لإحياء الفن السيلتي الرومانسي في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ومن المثير للاهتمام الطريقة التي بدأ بها الفن السيلتي في بساطته عبر الأشكال الفنية الأنيقة من مدرسة تشارلز ريني ماكينتوش في غلاسكو والتي كان لها أثر كبير على الحداثة الأوروبية في القرن العشرين ما يمثل إرثا ضخما للفن والتصميم السيلتي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن السيلتي يعبر عن نفسه في المتحف البريطاني الفن السيلتي يعبر عن نفسه في المتحف البريطاني



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 العرب اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 06:48 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 العرب اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 15:16 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب أثناء محاكمة نتنياهو

GMT 12:39 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

هل يتحمل كهربا وحده ضياع حلم الأهلى؟!

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 08:34 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

جديد في كل مكان ولا جديد بشأن غزة

GMT 04:35 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إنزال إسرائيلي قرب دمشق استمر 20 دقيقة

GMT 16:56 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

السيتي يعلن وفاة مشجع في ديربي مانشستر

GMT 20:06 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

انتشال 34 جثة من مقبرة جماعية في ريف درعا في سوريا

GMT 10:58 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ضربة جوية أمريكية تستهدف منشأة تابعة للحوثيين باليمن

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab