مدينة أور السومرية تستعد لإدراجها على لائحة التراث العالمي
آخر تحديث GMT04:38:04
 العرب اليوم -

وفود دولية كبيرة زارت مؤخرًا الصرح التاريخي العظيم

مدينة "أور" السومرية تستعد لإدراجها على لائحة التراث العالمي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مدينة "أور" السومرية تستعد لإدراجها على لائحة التراث العالمي

زار أكثر من 250 شخصاً من الديانة المسيحية "أور" الأثرية
بغداد - نجلاء الطائي

تستعد مدينة "أور" السومرية في محافظة ذي قار، لإدراجها على لائحة التراث العالمي ضمن محميات منظمة اليونسكو، حيث زارت الصرح التاريخي العظيم خلال الأيام الماضية، وفود دولية كبيرة.

وزار أكثر من 250 شخصاً من الديانة المسيحية "أور" الأثرية الواقعة في تل المقير داخل محافظة ذي قار، السبت 29 نيسان، لإجراء طقوس الحج المسيحي.

وعبّر العديد من الزائرين عن فرحتهم لتمكّنهم من الوصول إلى هذا الموقع الذي له قدسية خاصة لدى المسيحيين، وقالوا إنهم يحرصون على القدوم إليه سنويّاً للدعاء والتبرك.

وأعرب بعضهم عن عتبهم الكبير بسبب إهمال هذا الصرح التاريخي وعدم توفر الخدمات والمرافق السياحية الأساسية المطلوبة التي يمكن أن تجعل المكان مقصدًا لآلاف الزائرين.

وطالب الوفد المسيحي، بابا الفاتيكان فرانسيس بزيارة مدينة "أور" التي أسس بها الملك أور نمو، سلالة أور الثالثة في بلاد الرافدين وأول شريعة قانونية في التاريخ سبقت شريعة الملك البابلي حمورابي بثلاثة قرون.

ووصل الوفد المسيحي عبر محافظة البصرة وأجرى قداسا دينيا كبيرا مع دعوات للسلام والأمان لجميع العراقيين.

وستشهد تركيا عملية التصويت على إدراج أقدم إمبراطوريات التاريخ العائد تاريخها إلى 4500 عام قبل الميلاد، بزقورتها الشامخة ومعابدها المزخرفة بالكتابة المسمارية، على لائحة التراث العالمي في تموز/يوليو المقبل.

وعبر العديد من الزائرين في لقاءات متلفزة عن فرحهم لتمكنهم من الوصول إلى هذا الموقع الذي له قدسية خاصة لدى المسيحيين، وقالوا إنهم يحرصون على القدوم إليه سنويا للدعاء والتبرك.

وعتب بعضهم لإهمال هذا الصرح التاريخي العظيم وعدم توفر الخدمات والمرافق السياحية الأساسية المطلوبة التي يمكن أن تجعل المكان مقصدا لآلاف الزائرين.

وطالب الوفد المسيحي بابا الفاتيكان فرانسيس، بزيارة "أور" التي أسس بها الملك أور نمو، سلالة أور الثالثة في بلاد الرافدين، وأول شريعة قانونية في التاريخ سبقت شريعة الملك البابلي حمورابي بثلاثة قرون، وأقدم إمبراطورية عرفها التاريخ عام 2012 قبل الميلاد سيطرت على بلاد الرافدين بالكامل وبلاد الشام والخليج العربي حتى مصر وبلاد عيلام (إيران).

من جهته، قال ممثل دائرة الآثار في محافظة ذي قار عامر عبد الرزاق إن الوفد المسيحي وصل عبر محافظة البصرة وأجرى قداسا دينيا كبيرا مع دعوات للسلام والأمان لجميع العراقيين.

وأضاف أن تنظيم هذه الزيارة والقداس للوفد المسيحي يأتي بالتزامن مع قرب التصويت على ضم أثار محافظة ذي قار ومناطق الأهوار إلى لائحة التراث العالمي.

*منشئ اور

اور كانت مسكونة منذ فترة العبيد حيث كانت القرى عبارة عن مستوطنات زراعية, ولكنها أصبحت مستوطنة كبيرة مع حاجة هذه المدن إلى مستوى أعلى من حيث السيطرة على الري في اوقات الجفاف.

وفي الفترة 2600 ق.م وخلال حكم السلالة الثالثة في الفترة المبكرة ازدهرت اور من جديد. وأصبحت المدينة المقدسة للالهة نانا. وهي الآن بالسايح وفي الأخير أصبح ملوك أور هم الحكام المسيطرين على سومر
قام أهل سومر بتحصين المدينة أور الكلدانية وجعلوها عاصمة للإقليم، وبنوا فيها مباني دائمة من الطوب المحروق، كما شيدو المعابد لآلهتهم والتي تعبر عن رفاهية المدينة، وكان للمدينة ميناءان للتجارة وقسم للسكان إلى قسمين: قسم يسكن المدينة والثاني عبيد أو خدم يفلحون الأرض ويعيشون في القرى الريفية المحيطة بها، وتقدمت مهنتي التجارة والصناعة وأصبحت أور المدينة العاصمة مدينة قيادية في المملكة السومرية. انظر الشكل المجاور. يقال أنها كانت موطن إبراهيم.

وكانت مساحتها 240 فدان ويسكنها حوالي 24 الف نسمة، ومن أهم آثارها سور يحيط بمجموعة المعابد القديمة وزقورات الأعظم، ومعنى الزقورات الجبال المقدسة وهي على شكل أهرام ترتفع في هيئة مدرجات تتناقص وحيط بها منحدرات توصل إلى قمتها حيث يوجد قدس الأقداس.
 
*الحياة السياسية في مدينة اور

يعتقد أن النهضة السومرية قد بدأت في حوالي عام 2120 قبل الميلاد عندما بادر أوتوهيكال Utu-Hegalاوتو خيجال ملك الوركاء لإعلان أول عصيان واسع النطاق على الحكام القبليين(الجوتين)، وقد سانده في هذا العمل الحكام السومريون في بعض المدن ومن بينهم اورنمو(حاكم اور) Ur- Nammu الذي تمرد عليه وهزمه بعد الجوتين بعد أن حقق انتصاراته الأولى، ثم اتم اورنمو تحرير سومر وأسس السلالة الثالثة في اور(اسرة اور الثالثة) مدشناً بذلك ما يسمى أحياناً بالعصر السومري الحديث.

أزدهرت أور في فترة حكم أسرة أور الثالثة (2111 - 2003) قبل الميلاد، حيث تعاقبت على عرش أسرة اور الثالثة خمسة ملوك كان اولهم مؤسس أورنمو (2111 – 2094 ق. م)، الذي أستطاع توحيد المدن السومرية جميعا تحت حكمه وسلطانه، بعد أن أستطاع الانتصار على ملك مدينة أوروك ومن بعدها مدينة لجش ومن بعدها المدن السومرية الأخرى وبعض مدن الأكادية الواقعة إلى الشمال من مدينة نيبور حتى ان وصلت سلطته بلاد بابل إلى الجزيرة العليا، فلقب الملك اورنمو في وقتها " ملك سومر واكد "، بدأ نشاطاً معمارياً واسعاً قام به في مملكته الموحدة في المدن السومرية واكادية متعددة.

*المعابد

تميز عصر النهضة السومرية بظهور تغير ملحوظ في تصميم ومخططات المعابد العادية، فالداخل المنحني للمعبد والذي لاحظناه في العصور السابقة تخلى البناؤون عنه لمصلحة التناسق في البناء. ان التصميم الجديد عاش مع قليل مع التعديلات طوال الفترة الباقية من تاريخ المملكة البابلية. يتجلى هذا التصميم بابسط صورة في تل اسمر "اشنونا" (ESHNUNA) حيث كرس أحد الأمراء معبدا ل (شو- سن) – (SHU- SIN) ملك اور المؤله.

كانت المداخل ذات أبراج والردهات المسقوفة والمزارات الداخلية وأماكن العبادة أصبحت مرتبة في اتجاهين متضادين من الساحة المركزية لتكون مشهد فريد ينتهي بالتمثال الديني. ولقد كان ممكنا مضاعفة عدد أماكن العبادة إلا أن الملامح المعمارية التي تطورت الأبنية اللحقة من حولها ظلت ثايتة منذ ذلك العصر.اما التمثال الديني والذي تركزت حوله طقوس العبادة في العصر السومري فيمكن البحث عن مفاتيحه في المنحوتات النافرة التي تصور الالهة.

*الدين

كان الدين السومري هو أول دين ذي أنظمة مثولوجية ولاهوتية وطقسية واضحة ومحددة ومتناسقة، وشكلت العقائد الدينية السومرية الوجه النظري للدين السومري، إذ تشكل الطقوس والشعائر السومرية الوجه العلمي للعقيدة الدينية، وقد تطورت العقائد الدينية السومرية تطوراً بالغاً منذ الالف الرابع قبل الميلاد وحتى وصلت إلى شكلها المتماسك الدقيق مع نهاية الالف الثالثة قبل الميلاد، واكسبها هذا التطور مرونة كبيرة لاستيعاب التغيرات السياسية والاجتماعية والحضارية التي حصلت خلال ما يقارب الفي سنة المليئة بالأحداث. (الماجدي 1998 : 25 – 29).
*الفنون

لوحة الحرب والسلم السومرية

تعتبر الفنون جزءاً من الواقع الاجتماعي الذي يعكسه المجتمع من خلال الميثولوجيا والأفكار الدينية التي تنشأ في المجتمع لتفسير ظواهر طبيعية وظروف بيئية ودينة واجتماعية. تنوعت المواضيع الفنية التي عثر عليها في اور في المقابر الملكية وفي المعابد وفي القصور.

*تماثيل الاسس

يعود أول هذه التماثيل وأقدمها إلى عصر فجر السلالات الثاني 2600 – 2500 قبل الميلاد وتعد بلاد سومر موطنها الأصلي الأول، وقد بينت التنقيبات التي جرت في العراق ان تماثيل الاسس السومرية الأولى قد وضعت في اسس المعابد وذلك تحت الزوايا الأربعة للمعبد وتحت المداخل ودكة المحراب.

*المصطبة

تقع جميع الأبنية الرئيسية التي أسسها ملوك اسرة اور الثالثة داخل المجمع الديني في ذلك العصر، بنى الملك اورنمو زقورته على مصطبة عالية محاطة بسور مزدوج يحتوي على غرف داخلية، ثم أضاف إلى البناء باحة أخرى ذات بوابة عظيمة على نفس مستوى المجمع الديني الذي كرسه لكبير الالهة اور نانارNannar، يتكون المدخل الرئيسي إلى مصطبة الزيقورة في عصر أورنمو من بوابة غير واضحة المعالم موجودة في الزاوية الشرقية، وكان الرواق الخارجي يطل على الجنوب وفيه تمثال للالهة نانار، استعمل الملوك هذا الرواق كمجلس للقضاء، ثم قام الحكام بفصله عن المصطبة وتحويله إلى محكمة ألحقت بها من حولها مجموعة من الغرف.

أما الأبنية عصر السلالة الثالثة فقد بقي منها بناءان محافظا على شكلها الأصلي، كان أحدهما البناء الموجود في الزاوية الجنوبية الشرقية من المنطقة القديمة الذي يعتبر مقر إقامة الملك اورنمو وخلفائه، وكان البناء الثاني (الضريح) قد اشتمل على قبر كل من الملك اورنمو وقبور خلفائه المباشرين، وكانت تحت مستوى الأرض مباشرة مع غرف الدفن بدهاليزها وادراجها التي تؤدي إلى هذه القبور، وفوق هذه البقايا نشاهد مكان للصلاة خاصاً بشعائر الدفن وكان على قدر كبير من دقة التصميم والبناء.

*الضريح

كانت هذه المقبرة كغيرها من قبور السلالات القديمة ثرية بكنوز ضخمة لا تحصى. لم يبقى من أبنية هذه المقبرة إلى الهيكل والدهليز بحالة سليمة جزئياً، ولم يجد وولي سوى أجزاء من صفائح ذهبية تؤكد وجود كنوز مسروقة.

حيث لم يتم تحديد موقع لاي قبر من قبور الملوك اللاحقين في بلاد الرافدين. اما الغرف ذات الدهليز فكانت تتميز بوجود مجموعة من الدرجات تؤدي إليها وكانت مسقوفة بقناطر ذات أصناف مصنوعة من القرميد المشوي. لقد اجرى وولي دراسة عميقة وشاملة لموقع مقبرة اور وللآثار الباقية فيها، وأستطاع تسجيل التفاصيل عن وجود بناء فوقي مؤقت يرتبط فقط بطقوس الدفن واستبدل فيما بعد بمعبد دائم لنفس الغرض.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة أور السومرية تستعد لإدراجها على لائحة التراث العالمي مدينة أور السومرية تستعد لإدراجها على لائحة التراث العالمي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab