تضمُّ قائمة منظمة "يونسكو" للمواقع المهددة، 55 موقعًا يتخوف الخبراء من أن تودي بها الحروب والكوارث الطبيعية. ويتيح إدراج موقع ما على قائمة المواقع المهددة بحشد دعم دولي لانقاذه والحفاظ عليه.
وكانت لجنة التراث العالمي ادرجت في دورتها الاربعين التي عقدت في تموز/يوليو الماضي في تركيا، مواقع جديدة في عدد من البلدان مثل مالي واوزبكستان على قائمة المواقع المهددة، واضيفت الى القائمة خمسة مواقع في ليبيا تضرَّرت او يخشى ان تتضرر بفعل النزاع المسلح في هذا البلد.
وأطلقت دولة الامارات العربية وفرنسا في إطار شراكة دولية، مؤتمرًا مخصصًا لحماية التراث الثقافي في العالم المهدد من النزاعات المسلحة، يعقد الجمعة والسبت في أبوظبي. وأكد البلدان أن الهدف هو تشكيل تحالف بين دول ومؤسسات عامة ومجموعات خاصة ومنظمات كبرى غير حكومية وخبراء للتحرك في حالات مثل سوريا والعراق حيث أقدم تنظيم الدولة الاسلامية على تدمير معالم أثرية مهمة خصوصا في تدمر ونمرود.
وسيختتم أعمال المؤتمر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومديرة "يونسكو" ايرينا بوكوفا بحضور ممثلين لنحو اربعين بلدًا سعوا مسبقا إلى وضع "ادوات جديدة" لحماية التراث المهدد، بحسب المنظمين. وأضاف هؤلاء أن المؤتمر "يأتي ردا على التهديدات المتنامية لبعض أهم الموارد الثقافية في العالم من النزاعات المسلحة الى الاعمال الارهابية الى التهريب".
وستطرح على طاولات مستديرة ثلاثة مواضيع خلال المؤتمر الذي وصف بانه "الوجه الثقافي للتصدي للإرهاب على الصعيدين العسكري والسياسي"، هي الحماية أو "الوقاية من سقوط تراث ثقافي بايد مدمرة"، بحسب تعبير هولاند، والتدخل السريع للتصدي أيضا لعمليات الاتجار والتهريب غير المشروعة، وإعادة ترميم المعالم الاثرية التي تعرضت للتخريب او التدمير بعد النزاعات.
وللمؤتمر الذي سيعقد على هامش انتهاء أعمال تشييد متحف اللوفر في أبوظبي، هدفان كبيران أولهما يتعلق بإنشاء صندوق دولي لحماية التراث المهدد وخصص له مبلغ مئة مليون دولار، بحسب باريس. وتوقع جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي في باريس الذي شارك في تنظيم المؤتمر، اتخاذ "قرارات ايجابية وملموسة".
وسيسمح الصندوق بتمويل عمليات نقل وحماية وترميم معالم تراثية خصوصا من خلال استخدام تقنية ثلاثية الابعاد وكذلك تدريب اخصائيين لهذه الغاية. وسيشكل الصندوق على شكل "وحدة قانونية مستقلة"، بحسب وثيقة تمهيدية تشير إلى "مؤسسة قانونية سويسرية" قد يتم انشاؤها في جنيف اعتبارا من 2017. وسيحظى الصندوق بحوافز ضريبية وسيستوحى من قواعد الصندوق العالمي لمكافحة مرض الايدز والسل والملاريا، وهي مؤسسة لا تتوخى الربح مقرها في جنيف أيضا.
اما الهدف الثاني فهو انشاء "شبكة دولية من الملاجئ" لتلبية طلبات الدول الراغبة في حماية تراثها المهدد. وبحسب منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (يونيسكو)، فان 55 من 1052 موقعا تراثيا في العالم موضوعة اليوم على لائحة المواقع المهددة.
وقال هولاند في نيويورك في أيلول "كما أن هناك حق لجوء" للأفراد "علينا أيضا أن نجد حق لجوء للآثار". وفي الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، أعلن هولاند ان المركز المقبل لحفظ الاثار في متحف اللوفر الذي سيفتح ابوابه في 2019 في ليافان (شمال فرنسا) سيحفظ الاثار المهددة.
ومتحف اللوفر في أبوظبي الذي سيزوره هولاند السبت قبل افتتاحه رسميًا في 2017، "قد يصبح أيضا مركزا لحفظ الاثار المهددة"، كما افاد المصدر الفرنسي. وأقرَّ محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الذي أشرف على التحضيرات للمؤتمر، بأن موضوع حماية التراث "غالبا ما يبدو ثانويا امام القضايا الانسانية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة عن نزاع غير متوقع". وقال "من واجبنا أن نتحد ونحمي هذا التراث ونحافظ عليه".
وقال المنظمون إن الرئيسين المالي إبراهيم بوبكر كيتا والأفغاني أشرف عبدالغني سيشاركان في المؤتمر الذي يختتم لأعماله السبت بتبني "اعلان أبوظبي". وفي كل من مالي وأفغانستان، أقدم "متطرفون" على تخريب معالم تراثية. وقال لانغ "نرغب في أن يصدر قرار عن مجلس الأمن الدولي حول خلاصات مؤتمر أبوظبي" لتحديد معايير عامة للحماية في ضوء القانون الدولي.
*حماية دولية
تطرح الحروب والكوارث الطبيعية ولاسيما الزلازل تهديدا كبيرا على مواقع كثيرة في العالم، والى ذلك تضاف عوامل اخرى ايضا مثل التلوث والبناء العشوائي والنمو السياحي المنفلت من التخطيط اللازم. وبحسب تعريف منظمة "يونسكو"، فإن الموقع المصنف على انه "في خطر مؤكد" يكون عرضة لتهديد وشيك محدد، اما الموقع "المهدد" فهو الذي قد يكون عرضة لما يضر بقيمته.
ويتيح ادراج موقع ما على هذه القائمة للجنة المختصة ان تباشر على الفور ما يلزم من مراقبة ومساعدة في اطار صندوق التراث العالمي. وهي تنذر المجتمع الدولي بحالة الموقع على أمل حشد الاهتمام العالمي له.
*امثلة عن مواقع مهددة
في افغانستان: مئذنة جام في افغانستان التي ادرجت في القائمة عام 2002، ووادي باميان المدرج فيها عام 2003، اما في سوريا فهي المدن القديمة في حلب (2013)، وبصرى الشام (2013)، ودمشق (2013)، وقلعة الحصن وقلعة صلاح الدين (2013)، وتدمر (2013)، والمدن القديمة في الشمال (2013) يليها العراق فتشكو مدينة آشور (2003)، واثار مملكة الحضر (2015)، واثار مدينة سامراء التاريخية، والقدس: القدس القديمة وأسوارها (1982)، وفي اليمن: مدينة شبام الاثرية في حضرموت وسورها (2015)، صنعاء القديمة (2015)، ومدينة زبيد الاثرية (2000)، ومالي: قبر أسكيا (2012)، وتمبكتو (2012)، وجني (2016) واخيرا في النيجر: المحميات الطبيعية في آير وتينيري (1992).
أرسل تعليقك