هيئة الآثار تقرر اعتبار شارع الرشيد أهم المواقع التاريخية في بغداد
آخر تحديث GMT13:39:58
 العرب اليوم -

أمانة المدينة تطالب اليونسكو بضمه إلى لائحة التراث العالمي

هيئة الآثار تقرر اعتبار شارع الرشيد أهم المواقع التاريخية في بغداد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - هيئة الآثار تقرر اعتبار شارع الرشيد أهم المواقع التاريخية في بغداد

شارع الرشيد في بغداد
بغداد – نجلاء الطائي

مضى مائة عام على تأسيس أحد أعرق وأقدم شوارع العاصمة بغداد ، هو شارع الرشيد الذي يمتد من ساحة الميدان بمنطقة الباب المعظم وصولا الى شارع ابي نؤاس من اسفل جسر الجمهوري، في وقت قررت وزارة الثقافة والسياحة والاثار، عد شارع الرشيد من أهم المواقع التراثية في بغداد، تمهيدا لادراجه ضمن المواقع التراثية في لائحة التراث العالمي بالتنسيق بين امانة بغداد ومنظمتي (اليونسيف) و(اليونسكو).

ويرى بغداديون أن الشارع الذي يعد أحد صروح العاصمة قد تداعى بسبب الاهمال وغياب التاهيل والصيانة اضافة إلى غياب الرقابة الحقيقية على أرض الواقع التي نتج عنها تغيير ملامح ومعالم الشارع الفولكلورية وتحوله الى شارع تجاري يعج بالفوضى بعد ان جرد من مقاهيه وصالاته وسينماته والمؤسسات والصالونات والمجالس الأدبية والفنية التي كان يشتهر بها.

وقالت مديرة العلاقات والإعلام في الهيئة العامة للاثار في الوزارة، تنهيد المياحي "أن الوزارة وبموجب قانون الاثار والتراث رقم 55 لسنة 2002، عدت شارع الرشيد من أهم المواقع التراثية في بغداد، كونه يتميز بعراقته وشهرته بين شوارع العاصمة.  ويذكر ان شارع الرشيد الذي تجاوز عمره الـ 100 عام، كان قد افتتحه الوالي العثماني خليل باشا العام 1916 .

وبينت المياحي أن الملاكات الأثرية والهندسية في دائرة التراث، اعدت البيانات والتوثيق المطلوب الخاص بالشارع ، باعتباره نسيجا عمرانيا تراثيا متكاملا بداية من ساحة الميدان في الباب المعظم الى ساحة التحرير في الباب الشرقي، بما في ذلك المحلات المطلة على الشارع وهي: 114و112و110و108و106و104. 

من جانبه اكد مقرر اللجنة التحضيرية للاحتفالية المركزية بيوم بغداد ومئوية شارع الرشيد، الباحث التراثي عادل العرداويان امانة بغداد فاتحت منظمة (اليونسكو) لادراج شارع الرشيد على لائحة التراث العالمي على غرار الاهوار التي ادرجت في وقت سابق من العام الماضي. 

واضاف ان الامانة تسعى لاثارة انتباه المجتمع الدولي ممثلا بمنظمتي (اليونسكو) و(اليونسيف) والمؤسسات الثقافية التي تهتم بتاريخ واهمية المدن والشوارع، من خلال اقامة احتفاليات تهدف الى تعريفهم بتاريخ الازقة القديمة، علاوة على اطلاع الاجيال على مكانة واهمية الشارع، تمهيدا للمباشرة بمشروع رائد لتأهيله وصيانة مبانيه، لإعادته الى سيرته الاولى مع مراعاة الحفاظ على نسيجه التاريخي والحضري. 

وحمل مواطنون امانة بغداد مسؤولية اهمال الشارع وعدم تنفيذ اي من الخطط العمرانية التي اعلن عنها بعد 2003. وقالوا إن "الاهمال واضح للعيان وليس بحاجة الى فراسة لاكتشاف ذلك اذ بمجرد المرور بالشارع يمكن ملاحظة تغير ملامحه وغلق جميع السينمات والمقاهي والمكتبات والصالونات الادبية والثقافية فيه اضافة الى غلق الاسواق المركزية وتحول المحال في الشارع الى محال تجارية تسوق زيوت المحركات ومكائن المحركات الثقيلة وادوات السلامة العامة والمطافئ والاشارات المرورية وصولا الى التجهيزات الرياضية".

واضافوا أن الجانب الاخر من الإهمال يتمثل بالشارع نفسه من حيث الكساء وكثرة الحفر والمطبات وقدم التبليط فيه فضلا عن عدم طلاء الكتل الخرسانية، التي تستند اليها مبان الشارع تلك الكتل الدائرية التي تشكل علامة من علاماته حيث فقدت بريقها ولونها ، وكذلك حال رصيف جانبي الشارع المهملين ".

وتابعوا أن "مبان الشارع الفولكلورية المشيدة على الطراز القديم التي يفترض الاعتزاز بها بكونها ارثاً حضارياً يمثل تاريخ حقبة زمنية معينة قد تهالكت واصبحت ايلة للسقوط كما هجر رواد الشارع ملاذاتهم بعد ان تغيرت ملامحها ولم يعد هناك سوى بضع مقاه يحاول القائمون عليها الصمود اطول مدة ممكنة لكن يبدو ان التحديات وقلة الرواد، وبالتالي صعوبة تدبير تكاليف الايجار والمعيشة ستضطرهم الى الاستسلام ما لم تبادر الجهات المعنية بمساعدتهم لاعادة ما يمكن اعادته من هوية الشارع التي استبدلها الزمن".

وأكد مجلس محافظة بغداد تراجع الواقع التخطيطي العمراني للعاصمة وتفاقم التجاوزات من دون رقابة. وقال عضو المجلس محمد الربيعي إن "العاصمة تشهد تراجعا مستمرا في جميع مقومات التطور ولاسيما في التخطيط العمراني فضلا عن تفاقم التجاوزات في البناء والانشاء في ظل غياب الرقابة".

وأوضح أن "شارع الرشيد كان قد حظي بلجنة تسمى لجنة الذوق العام لكن هذه اللجنة لم تكمل مشوارها وتم ايقاف العمل بها لامور متعلقة بالاموال فضلا عن عدم وجود ستراتيجية لتشييد المباني الحديثة". وأضاف ان "على الأمانة ان تعمل على جلب مستثمرين ومختصين في الهندسة الحديثة للعمل على تشييد وتطوير الشارع وغيره من المعالم التاريخية للعاصمة".

ويعود تاريخ افتتاح الشارع  إلى 23  تموز/يوليو 1916  وهو يوم اعلان الدستور وكان على مرحلتين الاولى من الباب المعظم حتى منطقة سيد سلطان على وسمي جادة خليل باشا ثم المرحله الثانيه التكميليه وتصل الى ابو نواس وكان عباره عن سوق مسقف لغاية جامع سيد سلطان علي ومرصوف بالطابوق وقد بلطه الانكليز بالاسفلت وسيروا فيه السيارات لاول مره واطلقوا عليه اسم الشارع الجديد وفي عام 1921 وبعد تنصيب فيصل الاول ملكا على العراق بدلت تسمية الشارع الى الرشيد نسبة الى خليفة بني العباس هارون الرشيد.

وتذكر التقارير أن "الشارع هو اول شارع تم تعبيده في العراق وبدأ كمركز تجاري وثقافي وترفيهي وكانت امانة العاصمة قبل اكثر من نصف قرن تغسله بخراطيم المياه والمنظفات مساء كل يوم بعد ان يخلو من السيارات والسابلة. ويمتاز الشارع برواق مخصص للمشاة يحميهم من المطر واشعة الشمس هذا الرواق الذي تحول الى بسطيات وباعة متجولين واصبح مباحا لتجاوزات اصحاب المحال جراء تراكم الفساد وسوء المتابعة والتدبير والاهمال الحكومي".

وتضيف التقارير أن "في أربعينيات القرن الماضي ومابعده ظهرت تصاميم جديدة لمعماريين عراقيين من الرواد أعطوا ملامح حداثة معاصرة لهذا الشارع منهم جعفر علاوي ورفعت الجادرجي ومحمد مكية واخرين".

وإنَّ أساس تصميم الشارع ذي طابقين معمد برواق الذي صار قانوناً له، وكل مبنى جديد يصمم باستمرارية الشارع. أما المباني المختلفة فتشيد بالرجوع إلى الخلف وهذا ما نراه في مبنى (مصرف الرافدين والبنك المركزي) ،حيث اتسمت هذه الأبنية المتعددة الطوابق بملامح وارتفاعات جديدة ثم أعقبتها تجارب أخرى في الاتجاه الآخر للشارع مثل تجربة رفعت الجادرجي في مبنى مركز اتصالات الرشيد الذي يعدّ من الأبنية المتميزة التي أعـيد أعماره بعد 2003.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هيئة الآثار تقرر اعتبار شارع الرشيد أهم المواقع التاريخية في بغداد هيئة الآثار تقرر اعتبار شارع الرشيد أهم المواقع التاريخية في بغداد



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab