بغداد – نجلاء الطائي
انطلقت فعاليات "المنتدى الدولي لحماية تراث الحضارات القديمة" في العاصمة الصينية بكين. وكان وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي قد ألقى كلمة افتتاح المنتدى والتي قال فيها: "يأتي المنتدى كخطوة مهمة وفي الوقت المناسب، لأن التراث الثقافي والحضاري في الكثير من المناطق في العالم يتعرّض للتدمير والسرقة والإتجار غير المشروع في الأسواق وصالات المزاد العلني، وسط سكوتٍ غير مبرر من قبل المجتمع الدولي وعدم إتخاذ التدابير لهذا النزيف الذي يتعرض له الإرث الإنساني في دول الحضارات القديمة والعريقة، لاسيما في المناطق التي تعاني من مشاكل الحروب والتسويق للفكر المتطرّف وتكفير الإنسان ومآثره التأريخية والحضارية".
وأضاف رواندزي، إن الفكر المتطرف التكفيري، الذي هو من صُنع الإنسان نفسه ويسعى في جزء من استراتيجيّته لتدمير آثار الحضارات القديمة، يفوق كل الأسباب الأخرى التي هي من صنع الإنسان من قبيل الحروب، التدمير غير المتعمّد الناتج عن الجهل أو تحقيق المنافع الضيقة أو عدم الاهتمام والرعاية الكافية لهذه المواقع.
وأكد وزير الثقافة على إعادة ترتيب الأولويات بحيث تأتي محاربة الفكر المتطرف في المرتبة الأولى، لأن القضايا والنقاط الأخرى من الممكن إيجاد حلول لها إذا ما توفرت الأرضية المناسبة والإرادة القوية من خلال زيادة التثقيف والتوعية وإبراز دور المتاحف والمحافظة على المدن والمناطق والمواقع الأثرية وغرس المعاني والأبعاد الوطنية والإنسانية لوجود هذا الإرث الحضاري. وقال: "لقد إكتوينا نحن في العراق بنار التعرض لحضارة وادي الرافدين وتدمير إرثها وبقاياها أو سرقتها والإتجار بها".
وألقى وكيل الوزارة لشؤون الآثار قيس حسين رشيد كلمة تناول فيها التحديات والمشاكل التي يواجهها العراق ودول المنطقة في تهريب وتدمير الآثار، طارحا المعالجات الممكنة، داعيا العالم إلى الوقوف مع العراق من اجل تشريع وتعديل القوانين التي من شأنها المحافظة على التراث وإيقاف عمليات التدمير والمتاجرة بالآثار.
وعلى هامش المنتدى، التقى الوفد العراقي وزير الثقافة الصيني ومدير متحف القصر الإمبراطوري بحضور القائم بالإعمال العراقي في بكين خلدون عبد الحميد الجامع، وأبدى الوزير الصيني استعداد بلاده لدعم العراق في كافة المجالات الثقافية، وأهمها مساعدته في استعادة آثاره المهربة والمسروقة، وتدريب وتأهيل كوادره للمساهمة في حفظ وصيانة وتأهيل التراث العراقي خاصة بعد تحرير الموصل.
أرسل تعليقك