أزمة الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تنعكس على أسواق المال
آخر تحديث GMT23:08:02
 العرب اليوم -

رفعت شعار "المخاطرة الكبرى" استعدادًا لنشوف الحرب

أزمة الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تنعكس على أسواق المال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أزمة الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تنعكس على أسواق المال

الدولار الأميركي
واشنطن - العرب اليوم

شهدت الأسواق المالية خلال الساعات القليلة الماضية تحولًا بالغًا، إذ انتقلت بوصلتها من فئة "المخاطر التقليدية"، سواء تلك الاقتصادية أو الجيوسياسية، للتحول إلى خانة "المخاطرة الكبرى" مع التصعيد غير المسبوق الذي تشهده الساحة الدولية بين أميركا وكوريا الشمالية، وهو ما ظهر جليا في تحول "الفرنك السويسري" إلى نجم الأسواق والهدف الرئيسي لجميع طالبي "اللجوء المالي الآمن" بين ليلة وضحاها.

ومن المعروف أن الأسواق المالية العالمية تعد في غاية الحساسية لمثل تلك التغيرات الحساسة على الصعيد العالمي، وارتفع الملاذ الآمن "تقليديا" الفرنك السويسري أمام الدولار واليورو أمس الأربعاء، ليسجل أعلى ارتفاع يومي له مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وذلك للمرة الأولى عقب واقعة الصدمة التي قام بها البنك الوطني السويسري (المركزي السويسري) للأسواق عبر تخفيض الربط بين العملة المحلية واليورو في يناير (كانون الثاني) 2015.

ويعد الفرنك أكثر "الحصون" الآمنة للمستثمرين في أوقات الضغوط السياسية والاقتصادية، ومع ذلك كانت التحركات الأوسع نطاقا في السوق محدودة في أعقاب تصعيد ترامب "غير المسبوق" ضد كوريا الشمالية، متوعدًا بيونغ يانغ بـ"النار والغضب"، وهو الوعيد الذي أثر على أداء عائدات الخزانة الأميركية للسندات العشرية لتفقد ما يقرب من 0.01 % (تتناسب العائدات عكسيًّا مع ارتفاع أسعار السندات) الأربعاء.

وارتفع الفرنك بنحو 1.4 % إلى 0.9611 فرنك لليورو في التعاملات المبكرة صباح الأربعاء، أما مقابل الدولار فقد ارتفع 0.6% ليصل إلى 0.9688 فرنك، ليعكس موجة الخسائر التي امتدت لأسبوعين على التوالي، ومن المرجح أن يؤدي ارتفاع الفرنك مقابل الدولار إلى التخلص من المضاربات المالية خلال الأيام القليلة المقبلة، وبالفعل سجلت صناديق التحوط بعض التحلل من المراهنات المالية التي تعتمد فيها الصناديق على الفرنك كونه عملة اقتراض للاستثمار في بلدان أخرى مثل أصول اليورو وغيرها.

ولا يوجد سوابق كثيرة (لحسن الحظ) لكيفية التعامل المالي مع احتمالات خطر الدمار النووي، وقد تكون الحادثة الأقرب شبهًا للوضع الحالي في الأسواق هي "أزمة الصواريخ الكوبية" في عهد الرئيس الأسبق جون كينيدي عام 1962، فعصر الثلاثاء توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب كوريا الشمالية "بالنار والغضب" ردًّا على برنامجيها النووي والباليستي، في حين رفعت كوريا الشمالية تهديداتها بعد ساعات وقالت إنها تدرس خططًا لتسديد ضربات صاروخية قرب منشآت عسكرية أميركية في جزيرة غوام بالمحيط الهادي، وعقب تلك المناوشات التي تحمل أبعادًا "نووية"، تراجعت أسهم وول ستريت في تعاملات مساء أول من أمس الثلاثاء ووضعت نهاية لتسعة أيام من إغلاق مؤشر داو جونز على ارتفاعات قياسية.
وفي أوروبا، ان
خفضت الأسهم وأغلقت بورصة لندن بخسارة 0.8 % فيما خسرت بورصتا فرانكفورت وباريس 1.3 و1.8 % على التوالي. وقوبلت الأخبار بالقلق في آسيا، حيث خسرت بورصة طوكيو 1.3 % وهونغ كونغ 0.4 % فيما سجلت بورصة سيول تراجعا بنسبة 1.1 %، وتجنب المستثمرون الأسهم المحفوفة بالمخاطر ولجأوا إلى الملاذات الآمنة، مثل الذهب والين الياباني وأسواق السندات، وفي تعاملات الصرف الأجنبي، سجل الدولار تراجعًا هو الأكبر في شهرين، وانخفض مؤشر الدولار أمام العملات الرئيسية بنحو 0.01 % إلى 93.60 نقطة. وبلغ سعر صرفه 109.66 ين، فيما سجل اليورو انخفاضًا هو الأكبر له خلال ثلاثة أسابيع مقابل الين الياباني.

وواصلت الأسهم الأميركية تراجعها عند الفتح أمس مع إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة. وانخفض مؤشر "داو جونز" الصناعي 63.37 نقطة أو 0.29 % إلى 22021.97 نقطة، وتراجع المؤشر "ستاندرد آند بورز" 500 بمقدار 9.74 نقطة أو 0.39 % إلى 2465.18 نقطة. ونزل المؤشر "ناسداك" المجمع 49.53 نقطة أو 0.78 % إلى 6320.93 نقطة. وعلى الرغم من أن "داو جونز" تمكَّن إلى حد كبير من تجنب الانكماش الحاد الذي شهده نظراؤه الأوروبيون، فإنه كان (حتى عصر أمس بتوقيت نيويورك) لا يزال منخفضًا بنحو 60 نقطة، ولا يزال المؤشر فوق مستوى 22000 نقطة، وسيكون من المثير للاهتمام معرفة مدى تخطى المؤشر لخيبات الأمل السياسية المستمرة للرئيس ترامب، وفعليًّا سوف يمثل اتجاه المؤشر في ختام جلسة الأربعاء تغيرًا قياسيًّا في أي من الاتجاهين التصاعدي أو النزولي.

من جهة أخرى، ارتفعت أسعار الذهب بحلول الساعة 1215 بتوقيت غرينتش، حيث زاد في المعاملات الفورية 0.8 % إلى 1270.49 دولارًا للأوقية (الأونصة). وارتفع في العقود الأميركية الآجلة تسليم ديسمبر (كانون الأول) 1.1 % إلى 1276.50 دولارًا للأوقية، فيما كان الذهب تراجع الثلاثاء إلى أدنى مستوى في أسبوعين بعد بيانات أقوى من المتوقع عن الوظائف الأميركية أثرت سلبًا على المعدن النفيس وتحول الدولار للصعود، في حين يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم الأميركية في وقت لاحق هذا الأسبوع بحثا عن مزيد من الدلائل على وتيرة رفع أسعار الفائدة... لكن يبدو أن كل العوامل التقليدية لتحركات العملات والمعادن والأسواق أصبحت في قبضة التوتر، وصارت هناك عوامل أخرى "غير معلومة الأبعاد" تتشكل في الأفق.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تنعكس على أسواق المال أزمة الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تنعكس على أسواق المال



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه
 العرب اليوم - العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab