الصين تُعلن زيادة الإنفاق على جامعاتها لمنافسة نظيراتها الأميركية
آخر تحديث GMT15:44:28
 العرب اليوم -

في مسعاها إلى انتزاع الصدارة من الولايات المتحدة

الصين تُعلن زيادة الإنفاق على جامعاتها لمنافسة نظيراتها الأميركية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الصين تُعلن زيادة الإنفاق على جامعاتها لمنافسة نظيراتها الأميركية

الجامعات الصينية
طوكيو - العرب اليوم

في مسعاها إلى انتزاع الصدارة من الولايات المتحدة في حقول اقتصادية وصناعية وتكنولوجية، حاولت الصين وعلى مدى العقدين الماضيين زيادة الإنفاق على جامعاتها لمنافسة نظيراتها الأميركية، وعمد الصينيون أيضاً إلى إغداق التمويل على البحوث، والانخراط في سباق مع الأميركيين لرفع مستوى بحوثهم وتحويلها مرجعاً للبحوث الدولية.

وفي هذا المجال تصدرت الولايات المتحدة العالم بواقع ٦٠١٩٩٠ وثيقة بحث لعام ٢٠١٦، بحسب مركز سكيماغو، تلتها الصين بواقع ٤٧١٤٧٢ بحثاً. وللمقارنة، حلّت السعودية الأولى عربياً وفي المركز ٣٢ عالمياً بإصدارها ١٩٩١٨ بحثاً في العام ذاته، تلتها إسرائيل في المركز ٣٣ و١٩٦٢٩ بحثاً.

المزيد من الدلالات على تفوق أميركا أكاديمياً، بما لا يقاس على دول العالم، تأتي من جائزة نوبل السنوية المرموقة، والتي يتصدر فيها الأميركيون بفوزهم بـ ٣٦٨ جائزة منذ انطلاق المسابقة عام ١٩٠١، يليهم البريطانيون والألمان والفرنسيون والسويديون والسويسريون، وقد حصد هؤلاء الأوروبيون سوياً ٣٥٧ جائزة نوبل.

التفوق الأكاديمي الأميركي حوّل الولايات المتحدة قبلة طلاب العالم، الذين راحت أرقام توافدهم على الجامعات الأميركية تتصاعد على مدى نصف القرن الماضي، من ٢٥٤٦٤ عام ١٩٤٨، إلى مليون و٧٩ ألفاً العام الماضي، بحسب مركز بحوث «آي آي إي». ويشير هذا المركز إلى أن الطلاب الأجانب يمولون ٦٧ في المئة من تكاليف دراستهم وإقامتهم، ما يعود على الولايات المتحدة بقرابة ٤٠ بليون دولار سنوياً، وهو مبلغ يوازي الناتج المحلي السنوي للأردن.

قصة النجاح الباهر لقطاع الجامعات الأميركية استمرت منذ عقود وحتى وصول الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم مطلع العام الماضي، إذ ساهم الخطاب المتشدد الذي تبناه الرئيس الأميركي ضد غير الأميركيين المقيمين في الولايات المتحدة، وهو خطاب وصل حد التحريض أحياناً، إلى انخفاض في عدد الأجانب المتقدمين للدراسة في جامعات الولايات المتحدة.

وساهم تطرف ترامب أيضاً في الإحجام عن منح تأشيرات إقامة للدراسة أو العمل في الولايات المتحدة في انخفاض عدد المتقدمين للدراسة، ممّن يأملون في أن يلمعوا في حقول دراستهم، ما يفتح أمامهم باب الوظائف الأميركية، وتالياً الهجرة إلى الولايات المتحدة والإقامة فيها والحصول على جنسيتها.

هكذا، دقّت مراكز البحوث المتخصصة بشؤون الثقافة والجامعات ناقوس الخطر، بعدما أظهرت أرقام مركز بحوث «آي آي إي» انخفاضاً في إقبال الطلاب الأجانب على الجامعات الأميركية بواقع ٧ في المئة، مع بدء العام الدراسي الخريف الماضي. وأشار المركز إلى أن ٤٥ في المئة من ٥٠٠ جامعة شملها الإحصاء، أفادت بأنها شهدت تراجعاً في عدد الطلاب الأجانب المنتسبين إليها.

ويعزو الخبراء التدني في عدد الطلاب الأجانب في أميركا إلى عوامل كثيرة، منها إحجام واشنطن عن منح تأشيرات لبعض الدول ذات الغالبية السكانية المسلمة، فضلاً عن تخوف الطلاب المسلمين من حول العالم من ردود فعل محتملة بين الأميركيين، بسبب الخطاب المشحون الذي يبثه الرئيس الأميركي، ويشير مركز بحوث «آي آي إي» إلى انخفاض في عدد الطلاب الآتين من الشرق الأوسط بواقع ٨,٤ في المئة، ليبلغ ٩٢,٤٧٠ طالباً.

وليس متوقعاً أن يعود أرقام الطلاب الشرق أوسطيين إلى الارتفاع، خصوصاً بعد إصدار «مجلس الأمن القومي» الأميركي وثيقة أشارت إلى نية الإدارة الأميركية زيادة التدقيق في خلفيات الطلاب المتقدمين للانتساب إلى الجامعات في الولايات المتحدة، خصوصاً الطلاب الذين ينوون دراسة أي من الاختصاصات المرتبطة في الحقول المعروفة بـ «ستيم»، وهو تلخيص لحقول العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وتعتبر الحكومة الأميركية هذه الحقول مرتبطة بالأمن القومي للولايات المتحدة، وأن الطلاب الذين يتخصصون بها يمكنهم نقل تقنيات أميركية حساسة إلى دول قد يكون بعضها منافساً لأميركا، ما يتطلب وضع بعض هؤلاء الطلاب تحت المراقبة الحكومية الأمنية.

اختلاط الأمن القومي بالمجال الأكاديمي، أنتج خطاباً سياسياً أميركياً تحريضياً ضد الطلاب الأجانب المنتسبين أو ممن ينوون الانتساب، إلى الجامعات في الولايات المتحدة، وهذا يمكن أن يؤثر بدوره على التنوع في الجسم الطلابي الأميركي، كما يحرم الجامعات الأميركية المرموقة نسبة لا بأس بها من المداخيل التي ترد البلاد من الخارج.

فهل تستمر إدارة الرئيس ترامب بخطابها الذي أدى إلى إحجام عالمي عن الجامعات الأميركية؟ أم تؤدي ضغوط الجامعات الأميركية على الحكومة إلى تراجع الإدارة الأميركية بعض الشيء، وتسهيل توافد الطلاب الأجانب إلى البلاد وإقامتهم وإمكان توظيفهم؟

ويجمع الخبراء على أن في بقاء الطلاب الأجانب المتفوقين في أميركا، تعزيز للإمكانات البشرية المتوافرة في الولايات المتحدة عموماً، على المديين المتوسط والطويل، وهو في مصلحة أميركا والأميركيين، وهو أمر لا يبدو أن الرئيس الأميركي الحالي يعيره الكثير من الاهتمام.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين تُعلن زيادة الإنفاق على جامعاتها لمنافسة نظيراتها الأميركية الصين تُعلن زيادة الإنفاق على جامعاتها لمنافسة نظيراتها الأميركية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab