بكين تدرس احتمالية فرض رسوم جمركية عقابية على منتجات بتروكيماوية
آخر تحديث GMT11:00:57
 العرب اليوم -

تأثر سلاسل الإمداد بشدة جراء المعركة التجارية مع الولايات المتحدة

بكين تدرس احتمالية فرض رسوم جمركية عقابية على منتجات بتروكيماوية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بكين تدرس احتمالية فرض رسوم جمركية عقابية على منتجات بتروكيماوية

صندوق النقد الدولي
واشنطن - العرب اليوم

تبدو الشركات الكبرى في الولايات المتحدة والصين وسلاسل الإمدادات في بؤرة الأزمة والمخاطر، وذلك بعد ساعات من فرض رسوم جمركية متبادلة بينهما، وبينما كانت واشنطن قد وجهت تحذيرا لبكين من أي ردود على الإجراءات الأميركية، تبدو الأخيرة في اتجاهها إلى التصعيد في حال عدم توقف الحلقة الانتقامية. وتداولت مواقع إخبارية حول العالم أنباء حول دراسة بكين لاحتمالية فرض رسوم جمركية عقابية على منتجات بتروكيماوية، فيما قد يكون أحد أكثر الأسلحة إيلاما للولايات المتحدة.

ولكن وعلى الجانب الآخر، فإن الولايات المتحدة يمكن أن تتضرر بالفعل جراء قرار الرسوم العقابية الذي فرضته ضد الصين في محاولة لإصلاح الميزان التجاري المائل بشدة تجاه بكين. وأشارت الوكالة إلى أن سلاسل الإمداد ستتأثر بشدة جراء المعركة التجارية، حيث إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب استهدفت في قرارها الأخير واردات صينية بقيمة 50 مليار دولار، برسوم إضافية تبلغ 25 في المائة، من بينها أجزاء تدخل في صناعة الطائرات، واللوحات الإلكترونية المطبوعة، واللمبات الثنائية، والألياف البصرية، وكلها تدخل في صلب الصناعات الأميركية، ما يهدد بشكل كبير الصناعات الأميركية نفسها.

ويرى الخبراء أن استهداف المواد الصناعية المستوردة سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية النهائية، مما سيشكل خطورة على تنافسيتها، وقد يؤدي إلى طعنة عكسية في صدر الصناعة الأميركية، بدلا من غرضها الأساسي كعقوبة ضد الصين ومنتجاتها. وبحسب بلومبيرغ، فإنه لا يزال من المبكر معرفة المصنعين الأميركيين الذين سيقومون بتمرير تكلفة الإنتاج الزائدة إلى المستهلكين الأميركيين، ومن منهم سيلجأ لمحاولة البحث عن إمدادات أرخص ثمنا خارج الصين.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الحكومة الصينية سبق وأن وجهت تحذيرا صريحا للرؤساء التنفيذيين لأضخم الشركات متعددة الجنسيات، أثناء اجتماع جرى في آخر مارس/آذار الماضي مع نائب الرئيس الصيني وانغ كيشان، حيث تلقوا حينها رسالة حادة حول النزاع التجاري المضطرب بين أميركا والصين، مفادها: "إذا تصاعدت التوترات، فاستعدوا".

وأضافت الصحيفة أن الذين حضروا اجتماع مارس/آذار الماضي في بكين قالوا إن نائب الرئيس الصيني أبلغ قادة الأعمال أنهم ينبغي عليهم محاولة الضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حتى لا يقدم على اتخاذ قرار بهجوم تجاري ضد الصين، وهو ما فعلته الولايات المتحدة، يوم الجمعة الماضي، بفرض رسوم جمركية إضافية على أكثر من ألف سلعة معظمها تكنولوجية.

ونقلت الصحيفة عن شخص حضر الاجتماع وتحدث مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "الرسالة كانت واضحة للغاية بأن الكثير من الشركات ستصبح ضحايا الحرب التجارية بين أميركا والصين". وأوضحت أن ذلك هو ما تستعد له الشركات الأميركية متعددة الجنسيات بعد إعلان إدارة ترامب تطبيق رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على سلع صينية تقدر بـ50 مليار دولار سنويا، قبل أن ترد بكين بأنها ستنتقم من واشنطن "على قدم المساواة".

ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم أن المعركة بين أقوى اقتصادين في العالم ستخلف أثرا على الأعمال التجارية والمستهلكين في كلا البلدين، فإن الضرر الأكبر ستتلقاه الشركات متعددة الجنسيات التي لديها أعمال كبيرة في الصين. كما أوضحت أن سلسلة التوريد العالمية المتطورة جعلت الكثير من الشركات الأجنبية هذه الأيام تقوم بجمع منتجاتها في الصين بعد شراء القطع والأجزاء من دول أخرى، ثم تبيع تلك السلع في الولايات المتحدة والأسواق العالمية، ما يجعلها عرضة لخطر أي عقوبات أميركية جديدة وكذلك أي ضغط أو انتقام من الصين.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أنه بينما تقيّم الشركات متعددة الجنسيات الآثار المحتملة لتصاعد التوترات التجارية، فإن مُصنّعي الإلكترونيات الاستهلاكية باتوا يفرزون مورّديهم ويدرسون خططا لتحويل بعض إنتاجهم من الصين إلى الولايات المتحدة.

ومن آبل إلى بوينغ، فإن الشركات الأميركية الكبرى حاليا تبدو في حالة ارتباك كبير لحساب تراكمات القرار الأميركي على صناعاتهم. وأكدت "بوينغ" أنها لا تزال تقيم الأثر المحتمل للرسوم، خاصة أن حصة الصين من إجمالي إيراداتها العام الماضي تقدر بنحو 12.8 في المائة. مشيرة إلى أنها ستستمر بالتواصل مع قادة البلدين من أجل إيجاد حلول، فيما دعت "كارغيل" العملاقة للمنتجات الزراعية إلى حوار بين واشنطن وبكين لتجنب حرب تجارية شاملة، لها تداعيات خطيرة على النمو العالمي.

وكان صندوق النقد الدولي حذر من أن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس ترامب تهدد بتقويض النظام العالمي للتجارة وإثارة ردود انتقامية من دول أخرى وإلحاق الضرر بالاقتصاد الأميركي. وفي مراجعة للسياسة الاقتصادية للولايات المتحدة، قال الصندوق أيضاً إنه في حين أن نمو الاقتصاد الأميركي من المتوقع أن يكون قوياً هذا العام والعام المقبل، فإن الإجراءات التي اتخذت مؤخراً في مجالي الضرائب والإنفاق قد تتسبب في مخاطر أكبر بدءاً من عام 2020.

وأثار ترامب حنق حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة بانتهاجه سياسات تجارية حمائية، بما في ذلك فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك. وقال الصندوق إن "هذه الإجراءات من المرجح أن تدفع العالم للابتعاد بشكل أكبر عن نظام مفتوح ونزيه للتجارة ويستند إلى القواعد، مع تأثيرات معاكسة لكل من الاقتصاد الأميركي والشركاء التجاريين". مشيرا إلى أن "دورة من الردود الانتقامية في التجارة من المرجح أن تثبط الاستثمار على الصعيدين الوطني والدولي وتقطع سلاسل الإمدادات العالمية والإقليمية، وتقوض نظاماً يدعم النمو وخلق الوظائف في الولايات المتحدة". وأنه ينبغي للولايات المتحدة وشركائها التجاريين أن يعملوا لخفض الحواجز التجارية، وتسوية الخلافات في التجارة والاستثمار من دون اللجوء إلى الرسوم الجمركية وغيرها من الحواجز.

ومن ناحية أخرى أبقى صندوق النقد على توقعاته التي أصدرها في أبريل/نيسان الماضي بأن الاقتصاد الأميركي سينمو بنسبة 2.9 و2.7 في المائة في 2018 و2019 على التوالي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بكين تدرس احتمالية فرض رسوم جمركية عقابية على منتجات بتروكيماوية بكين تدرس احتمالية فرض رسوم جمركية عقابية على منتجات بتروكيماوية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab