صناعة السيارات الألمانية تسجل نموًا كبيرًا وتحقق مكاسب مالية عظيمة
آخر تحديث GMT16:25:31
 العرب اليوم -

إثر انتعاش السوق الصينية مجددًا بعد ركود طويل نسبيًا

صناعة السيارات الألمانية تسجل نموًا كبيرًا وتحقق مكاسب مالية عظيمة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - صناعة السيارات الألمانية تسجل نموًا كبيرًا وتحقق مكاسب مالية عظيمة

شركة فولكسفاغن الألمانية
برلين - العرب اليوم

تنفست صناعة السيارات الألمانية الصعداء مؤخرًا، إثر انتعاش السوق الصينية مجددًا بعد ركود طويل نسبيًا، وعادت إلى تحقيق مبيعات جيدة فيها، وفي الوقت ذاته ظهر أفق واعد بخروج شركة "فولكسفاغن" الألمانية من النفق المظلم الذي دخلت إليه في أسواق العالم قبل عام تقريبًا، عقب فضيحة العوادم الناتجة من التلاعب بكمية صرف ثاني أوكسيد الكربون، في ملايين سيارات محركات الديزل التي كشفت عنها السلطات الأميركية.

وبعدما قدّر خبراء ومراقبون في البداية أن يصل حجم العقوبات المالية الأميركية على الشركة إلى ما بين 60 و80 بليون دولار، كان ذلك سيؤدي إلى إفلاس الشركة لا محالة، لكن السلطات الأميركية توصلت مع ممثلي "فولكسفاغن" قبل شهر تقريبًا إلى اتفاق على دفع نحو 15 بليون دولار، يُخصص القسم الأكبر منه لإعادة شراء نحو عشرة ملايين سيارة من مشتريها، ودفع عقوبات مالية بيئية لسلطات 44 ولاية أميركية، واحتاطت الشركة منذ البداية للأمر ووضعت من فائضها المالي مبلغ 16.2 بليون يورو في حساب خاص من أجل هذه الغاية، وتُعتبر الولايات المتحدة البلد الوحيد في العالم الذي يملك قوانين صارمة في مسائل التعويض على المواطنين، وتلويث الهواء والبيئة.

في المقابل لن تترتب على الشركة تبعات مالية مماثلة في دول أخرى، ولا حتى في ألمانيا المعروفة بحرصها على حماية البيئة، باستثناء كلفة تغيير "سوفت وير" الخاص بالعوادم المتلاعب فيها، وكشفت هذه الفضيحة أمرين، الأول يتمثل بتهاون سلطات الرقابة الألمانية والأوروبية في مسائل التدقيق والفحوص التقنية، خصوصاً أن قرارات العمل على خفض ثاني أوكسيد الكربون أمر محسوم وله أولوية قصوى في برلين وبروكسيل، والثاني والأخطر، هو كشف الفحوصات التي أُجريت على الأثر على عوادم مختلف شركات تصنيع السيارات الألمانية والأوروبية والعالمية، أن 33 نوعًا منها يخضع لتلاعب تقني مماثل. ويعني هذا أن "فولكسفاغن" لم تكن الوحيدة التي خدعت السلطات الرسمية وزبائنها معًا في الدول المختلفة.

وإن كانت شركة "فولكسفاغن" قادرة على التنفس براحة مالية أكبر الآن، إلا أن متاعبها الداخلية لم تنتهِ بعد، إذ لا تزال السلطات القضائية الألمانية تحقق لتحديد المسؤولين الكبار فيها عن الخداع والتلاعب في هذه المسألة، لإحالتهم على المحاكمة، ومع ذلك يمكن الشركة تنفس الصعداء لأن مبيعاتها في السوق الصينية التي تُعتبر أكبر سوق سيارات في العالم، عادت إلى الارتفاع كما في السابق، بعد فترة الركود الاقتصادي التي بدت وكأنها ستستمر طويلاً.

يُذكر أن فضيحة العوادم وتبعاتها لم تؤثر سلبًا في مصداقية الشركة الدولية التي كشفت في منتصف الشهر الجاري، أنها باعت خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام مع الماركات الأخرى التي تملكها نحو 5.90 مليون سيارة جديدة في دول العالم، بزيادة 1.3 في المئة على الفترة الزمنية ذاتها من العام الماضي. وكما في كل سنة حلت ماركة "فولكسفاغن" في المرتبة الأولى بين الشركات الأخرى لجهة مبيعاتها في الصين، إذ ارتفع الطلب كذلك على شراء أسهمها في البورصة، وبدورها حققت الشركات الألمانية الأخرى مثل "دايملر بنز" و"بي إم دبليو" و"آودي" مبيعات جيدة هناك.

وعلى صعيد السيارات المسيّرة كهربائيًا، أذعنت الحكومة الألمانية مؤخرًا لمطلب شركات السيارات بتقديم مساهمة مالية تشجيعية لمَن يشتري سيارات بيئية. وكانت برلين حددت رسميًا قبل أعوام رؤية مستقبلية، تتمثل بمشاهدة مليون سيارة كهربائية في شوارع البلاد حتى عام 2020، ورصدت الحكومة بدءً من مطلع تموز (يوليو) الماضي 1.2 بليون يورو لهذا الغرض، على أن تدفع أربعة آلاف يورو لشاري السيارة الكهربائية العاملة على البطارية بنسبة مئة في المئة، وثلاثة آلاف يورو لشاري سيارة هجينة عاملة على محرك وبطارية، على أن تتحمّل الشركة المنتجة نصف المساهمة.

لكن تبين أن ردود فعل الألمان كانت ولا تزال باردة جدًا وغير مشجعة، أذ تقدّم حتى 14 آب (أغسطس) الحالي نحو 1800 مشتري فقط للفئتين، ما يؤكد عدم اقتناع المستهلك الألماني بها بعد، ويرى ألمان كثر أن السيارة الكهربائية لن تصبح جاذبة لهم، إذا لم يتمكن التقنيون من صنع بطارية تمكّنها من قطع 500 كيلومتر قبل تعبئتها مجددًا، وليس فقط من 150 إلى 200 كيلومتر كما هو الأمر الآن.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة السيارات الألمانية تسجل نموًا كبيرًا وتحقق مكاسب مالية عظيمة صناعة السيارات الألمانية تسجل نموًا كبيرًا وتحقق مكاسب مالية عظيمة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab