أتاح الإضراب التاريخي الذي تشهده هوليوود تركيز الأضواء في ملتقى «كوميك - كون» في مدينة سان دييغو الأميركية على السينما الهندية، من خلال فيلم خيال علمي طموح يمزج بين الأساطير الهندوسية و«حرب النجوم».
فقد حقق فيلم Kalki 2898 AD (كالكي 2898 إيه دي) المقرر عرضه عام 2024 سابقة، الخميس، عندما أصبح أول فيلم هندي يُعرض في القاعة H الشهيرة لمهرجان كاليفورنيا، المخصص للثقافة الشعبية، الذي مرّ به عدد كبير من أفلام أبطال «مارفل» الخارقين.
وتوافرت كل العناصر اللازمة ليلفت الفيلم الانتباه، إذ إن اثنين من نجوم السينما الهندية المشاركين الفيلم هما براباس وكمال حسن كانا حاضرَين في سان دييغو، وانضم إليهما بواسطة الفيديو أسطورة بوليوود النجم أميتاب باتشان، فيما تميز العرض بوجود جنود في بزات مستقبلية الطابع، وراقصات بالساري الأبيض، وعازفي إيقاع راحوا يدقون على الطبول العملاقة لإحداث مناخ مواكِب.
وقال مخرج الفيلم، ناغ أشوين، أمام جمهور متحمس جداً معظمه من جنوب الهند: «هنا لديكم أبطال خارقون تحبونهم كثيراً. ولكن إذا كان سوبرمان يستطيع الطيران في الفضاء، فلدينا هانومان الذي يمكنه أن يأكل الشمس».
وأعرب المخرج في تصريح لوكالة «فرانس برس» عن أمله في أن يكون للفيلم الذي عُرض الشريط الترويجي له الخميس تأثير مماثل لما يتمتع به «الرجل العنكبوت» أو «الرجل الحديدي»، ولكن مع قصة أكثر عالمية وأقل تركيزاً على الولايات المتحدة.
ولاحظ مازحاً أن «نيويورك هي دائماً المدينة التي تتعرض للهجوم» في أفلام هوليوود. وأضاف: «هدفنا جذب الناس من كل أنحاء العالم إلى الهند. بهذا المعنى، إنه فيلم عالمي».
ولم تُكشف تفاصيل قصة الفيلم، لكن براباس أوضح أن شخصيته مستوحاة من ملحمة «ماهابهاراتا» المكتوبة بالسنسكريتية في الهند القديمة، وهي من الأساطير الهندوسية.
وكشف المقطع الترويجي للفيلم عن عالم مستقبلي تمزقه الحرب، تضطهد القوى الغامضة فيه الناس، ويبدو أن براباس يجسد المقاومة.
ولم يخفِ ناغ أشوين أنه استوحى فيلمه من «حرب النجوم»، وقال مازحاً إن جنوده الملثمين هم «النسخة الهندية من (ستورم تروبرز)»، وهم جنود الإمبراطورية في «سلسلة أفلام (حرب النجوم)».
وأطل «كالكي 2898 إيه دي» من ملتقى «كوميك - كون» بعد عام على النجاح العالمي لفيلم «آر آر آر» الذي فاز بجائزة أوسكار لأفضل أغنية. والفيلمان من إنتاج «توليوود» التي تنتج الأفلام بلغة التيلغو المعتمدة في جنوب الهند.
ويتقدم «كالكي 2898 إيه دي» الذي بلغت موازنته 75 مليون دولار على «آر آر آر» كأغلى فيلم في تاريخ السينما الهندية.
وقال ناغ أشوين: «وُلدت فكرة إنتاج هذا الفيلم قبل حملة الأوسكار لـ(آر آر آر)، لكن النجاح العالمي الذي حققه (آر آر آر) جعل مهمة (كالكي) أكثر سهولة».
ويضم فريق «كالكي 2898 إيه دي» أيضاً نجوماً من صناعة السينما الهندية الكبرى الأخرى «بوليوود» في بومباي، على غرار أميتاب باتشان وديبيكا بادوكوني.
وقال المخرج: «العالم الذي نحاول بناءه هو على هذا النطاق. ولكي يكون قابلاً للتصديق، ثمة حاجة إلى شخصيات بهذا الحجم».
أما ديبيكا بادوكوني، فتنتمي إلى نقابة ممثلي هوليوود «ساغ - أفترا» ويعرفها جمهور الغرب بدورها إلى جانب فين ديزل في «إكس إكس إكس... ريتورن أو كزاندر كيدج» ولم تكن حاضرة في «كوميك - كون» بسبب إضراب ممثلي هوليوود، الذي بدأ في 14 يوليو (تموز).
وقال كمال حسن لوكالة «فرانس برس»: «أعتقد أن معركتهم عادلة، وأتمنى لهم حظاً سعيداً».
رغم تنوع السينما الهندية ونجاحها العالمي، لا تزال مرتبطة في نظر جمهور الغرب بأفلام بوليوود الغنائية.
ومع أن «كالكي 2898 إيه دي» لا يحتوي على كثير من الوصلات الموسيقية والغنائية، شدد ناغ أشوين على أنه لا محرّمات.
وقال: «أخبرني أحدهم على ما أذكر بأنه من المستحسن حذف أغنية أو الحدّ من مدة الفيلم في حال الرغبة في طرحه خارج الهند». وأضاف: «لكنني أعتقد أن الأمر يتوقف فعلاً على الفيلم». وعلّق كمال حسن: «لم يكن أحد ليقول ذلك لفريد أستير أو جين كيلي».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك