حذرت منظمة اليونيسيف للطفولة التابعة للأمم المتحدة، الجمعة، من انتقال مرض الكوليرا المتفشي في العراق إلى دول الكويت وسورية والبحرين المجاورة، مشيرة إلى خطورة تحول المرض إلى وباء إقليمي مع قرب استعداد الملايين للمشاركة بمراسم زيارة الأربعين التي سيشهدها العراق نهاية الشهر الجاري.
وصرَّح مدير مكتب اليونيسيف في العراق بيتر هاوكنز، بأنَّ "تفشي المرض في العراق له تأثيرات إقليمية وهذه الخطورة قد تزداد أكثر مع قدوم الزائرين من مختلف البلدان المجاورة إلى العراق"، مشيرًا إلى "تسجيل حالات مؤكدة بمرض الكوليرا الآن في كل من الكويت والبحرين وسورية".
وأضاف هاوكنز أن "منظمة اليونيسيف بدأت بالتنسيق مع رجال الدين في مدينتي النجف وكربلاء للمساعدة في نقل المعلومات حول كيفية وقاية النفس من الكوليرا التي أصبحت مرضًا مستوطنًا في العراق والمنطقة بشكل عام"، موضحا أن "2200 شخص في 15 محافظة عراقية أصيب في وباء الكوليرا يشكل الأطفال نسبة 20% من هذه الأعداد".
وأكدت وزارة الصحة الكويتية خلو البلاد من وباء الكوليرا نافية صحة معلومات تم تداولها عن تفشيه في الكويت بعد انتشاره في العراق.
وأوضحت الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة الدكتورة ماجدة القطان، أنه تم سابقا رصد حالات الكوليرا في الكويت وعددها خمس حالات كانت قادمة من العراق وآخر حالة تم تأكيدها بتاريخ 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مشيرة إلى شفاء جميع تلك الحالات.
وأبرزت القطان أن وزارة الصحة تقوم بكل الإجراءات الاحترازية ووفرت كواشف وإمكانات مخبرية خاصة بتشخيص الحالات المشتبهة للمرض وتم تعميم الإجراءات المطلوبة لأخذ العينات والتشخيص المخبري على جميع الجهات العلاجية المعنية.
وشددت على أهمية علاج الحلات المشتبه فيها بأسرع وقت ممكن من قبل الجهات العلاجية مبينة انه تم تعميم بروتوكولات العلاج الصادرة من منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة.
وذكرت أن الوزارة تتابع على مدار الساعة أحدث المعلومات عن مرض الكوليرا في جمهورية العراق بالتنسيق مع الجهات المعنية ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى وتعمل على تعميمها على الجهات المعنية في البلاد.
ونصحت القطان المسافرين إلى العراق بضرورة تأجيل السفر حرصا على صحتهم في الوقت الراهن خصوصًا الأطفال دون الخامسة والأفراد الذين لديهم أمراض مزمنة أو ضعف في المناعة والنساء الحوامل إلى حين الإعلان الدولي على السيطرة على الكوليرا هناك.
ونوهت إلى أهمية تجنب مصادر المياه والأكل غير المأمونة مع ضرورة إتباع الإرشادات الصحية التي يتم توزيعها على المسافرين للعراق في المنافذ الصحية، ونصحت القادمين من العراق بضرورة مراجعة أقرب مركز صحي عند ظهور أعراض الإسهال خلال سبعة أيام من تاريخ عودتهم حرصا على صحتهم وصحة ذويهم.
وِأشارت إلى ضرورة عدم جلب أي مواد غذائية غير مصرح بها عند القدوم حيث سيتم مصادرتها وذلك بالتنسيق مع الإدارة العامة للجمارك ووزارة الداخلية.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية، الثلاثاء الماضي، تسجيل أكثر من 1400 حالة إصابة بمرض الكوليرا بينها حالتا وفاة، ودعت المواطنين إلى استخدام المياه المعقمة والتأكد من سلامة الخضروات، مؤكدة أن النسبة المسجلة لديها هذا العام أقل مقارنة بنسبة الإصابات بالكوليرا عام 2008.
وأكدت في السادس من تشرين الأول الماضي، ارتفاع عدد المصابين بالكوليرا لأكثر من ألف شخص، مشيرة إلى أنها تأكدت من وجود 60 حالة جديدة خلال الساعات الماضية، وعدت أنها "نجحت" في الحد من مخاطر الوباء من خلال "عدم تسجيل" أي حالة وفاة للمصابين.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية، أعلنت في الـ28 من أيلول/ سبتمبر 2015، إصابة 120 شخصًا بالكوليرا في العراق، مبينة أن وزارة الصحة العراقية اتخذت إجراءات لمنع انتشار الوباء بالتعاون معها، وأن الحالات المسجلة "لا تستدعي" حظر السفر إلى العراق.
أرسل تعليقك