تناولت دراسة علمية حديثة ما تم تداوله مؤخرًا بشأن الكيلوغرامات الزائدة حول خصرك وأنها تتسبب في ضرر كبير لقلبك، حيث توصلت الدراسة اإلى أن الوزن الزائد في بطنك، وهو ما يشير إليه الأطباء بوصف "السمنة المركزية"، قد يكون أسوأ للقلب بالنسبة للنساء مقارنة بالرجال.
وخضع للدراسة التي نشرت في عدد 6 مارس /آذار الماضي من مجلة "جورنال أوف ذا أميريكان هارت أسوسيشن" نحو 500 ألف شخص "55 في المائة نساء"، ممن تراوحت أعمارهم بين 40 و69 عاما في المملكة المتحدة، وأخذ الأطباء قياسات أجسام المشاركين وقاموا بمتابعتهم لترقب من منهم سيصاب بأزمات قلبية على مدار السنوات السبع التالية.
وخلال تلك الفترة، اتضح أن النساء ذوات الوزن الزائد في منطقة الخصر "يتم قياس محيط الخصر بنسبة الخصر إلى الردف، أو الخصر إلى الطول" كن عرضة بنسبة 10 - 20 في المائة أكثر من غيرهن للإصابة بالنوبات القلبية مقارنة بالنساء اللاتي عانين من الوزن الزائد الموزع على كامل الجسم "الذي يقاس بمؤشر كتلة الجسم، أو حساب نسبة الوزن إلى الطول".
"سمنة البطن"
أكدت الدراسة أن النساء ذوات النسب الزائدة للخصر إلى الردف هن أكثر عرضة للنوبات القلبية مقارنة بالرجال ذوي النسب المماثلة؛ وأظهرت التحاليل أنه مقارنة بمؤشر كتلة الجسم الكلي، فإن ذوات نسب الخصر إلى الردف الكبيرة عرضة للإصابة بالأزمات القلبية بنسبة 18 في المائة مقارنة بنسبة 6 في المائة عند للرجال.
وأوضحت الدكتورة باربرا كان الأستاذة بكلية الطب بجامعة هارفارد، في السياق ذاته، أن الرسالة التي يجب أن نخرج بها من هذه الدراسة لا تتعلق بالفروق بين الرجال والنساء بقدر ما تتعلق بخطورة السمنة المركزية "سمنة البطن".
محيط الخصر
وأضافت الدراسة أنه كلما زاد محيط الخصر زاد الخطر؛ بصرف النظر عما إذا كانت النساء أكثر عرضة لمشكلات القلب الناتجة عن زيادة وزن البطن من الرجال، فمن الواضح أن السمنة المركزية سبب جوهري للمشكلات الصحية الخطرة، حسب الدكتورة بربرا كان التي أضافت أن الباحثين توصلوا إلى أن زيادة الوزن حول منطقة الوسط تعني زيادة ما يعرف بالدهون الحشوية visceral fat، وهي نوع من الدهون التي تغطي أعضاء الجسم الداخلية.
وأظهرت الدراسات كذلك علاقة وثيقة بين نسبة غير سليمة بين زيادة الخصر إلى الردف وبين أمراض البول السكري، ومشكلات القلب والأوعية الدموية.
وأظهرت دارسة في السياق ذاته، نشرت في مجلة "أنالز أوف إنترنال مديسن" بتاريخ 15 ديسمبر / كانون الأول 2015 أن الأشخاص ذوي الوزن العادي والأرداف الكبيرة أكثر عرضة للموت بالأزمات القلبية أو لأي سبب آخر مقارنة بالأشخاص ممن لا يعانون من السمنة المركزية، بصرف النظر عما إذا كان وزنهم عاديا أو زائدا أو من البدينين.
إجراءات وقائية
ولذلك، إن لاحظتي زيادة في منطقة الخصر، فربما قد حان الوقت لأن تتخذي إجراء وذلك بمراعاة التالي:
- تغيير العادات اليومية
بالنسبة للنساء باعتبارهن أكثر عرضة للخطر الناتج عن هذا النوع من السمنة مع التقدم في السن نتيجة للتغيير الهرموني (لأن الدهون تحرق سعرات حرارية أقل مقارنة بالعضلات) وتراجع الكتلة العضلية، يجب عليهن التأكد من الوزن على فترات متقاربة. وفي حال ملاحظة زيادة في السمنة المركزية، يجب تغيير العادات اليومية وعدم الاقتصار على حمية غذائية مؤقتة. والمقصود أن يتبع المريض نمطا حياتيا مختلفا يشمل القيام بأنشطة بدنية واتباع حمية غذائية دائمة.
يزيد وزن السيدات مع التقدم في العمر وبعد سن اليأس. ويحدث هذا للعديد من الأسباب، منها التغييرات الهرمونية وتراجع الكتلة العضلية (لأن الدهون تحرق سعرات حرارية أقل من العضلات) وتغيير نمط الحياة في بعض الحالات.
ولذلك فإن مراقبة وزنك ومحيط خصرك وإجراء بعض التغييرات على أسلوب حياتك اليومي من الممكن أن يساعد في منع زيادة الوزن خلال المرحلة الانتقالية. وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة كان: "عادة لا أتحدث مع مرضاي عن اتباع نظام غذائي، بل عن تغيير نمط الحياة على المدى البعيد على أن يتضمن أنشطة بدنية وتغييرات غذائية مستدامة". فالوزن الذي يهبط بالتدريج يدوم طويلا. وعلى العكس، فإن تناقص الوزن السريع يمكن أن يجعل عملية الأيض (التمثيل الغذائي) بطيئة، مما يمهد المجال لاستعادة الوزن مرة أخرى.
- تمرينات رياضية
ليس من باب المفاجأة أن زيادة التمرينات يجب أن تكون هدفا إن كنت تريدين المحافظة على محيط خصرك. وفي هذا السياق، قالت الدكتورة كان: "أنا أشجع التمرينات المنتظمة". إن لم يكن لديك متسع من الوقت لذلك، أدي التمرينات أينما كنت. مثلا يمكنك السير لنصف ساعة خارج المكتب خلال فترة ما بعد الظهيرة أو قبل قيادة السيارة للعودة إلى المنزل. "لا يجب أن تكون تلك التمارين قوية بالضرورة، ولا تحتاج إلى الذهاب إلى صالة الألعاب أو إلى تغيير ملابسك"، بحسب الدكتورة كان. فالنشاط في حد ذاته كفيل بأن يساعدك على تحسين عملية التمثيل الغذائي. فحتى الاستيقاظ مبكرا والتحرك في المكان بصفة دورية خلال ساعات العمل له فائدة كبيرة.
ربما لا تساعد الأنشطة البدنية المنتظمة على خسارة الوزن، لكنها قد تساعدك على المحافظة على الوزن الصحي وعلى تحسين نسبة السكر في الدم بالنسبة للمصابين بداء البول السكري. فوجود كتلة عضلية أكبر من الممكن أن تساعد على حرق المزيد من الدهون، ولذلك فإن ممارسة التمارين القوية مرتين أسبوعياً على الأقل مع التركيز على المجموعات العضلية الرئيسية قد يساعدك على المحافظة على الوزن.
- هل أنت عرضة لزيادة الوزن؟
لسوء الحظ، فإن تفادي زيادة الوزن حول منطقة الخصر ربما يكون أسهل بالنسبة لبعض السيدات مقارنة بالبعض الآخر، وذلك لأن بعض الناس عرضة لزيادة الوزن في منطقة البطن أكثر من غيرهم.
ربما يصل العلم يوما ما إلى اكتشاف طرق جديدة لتحاشى ذلك النوع الخطر من الدهون، ومن ثم تقليل مخاطر الإصابة بداء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقد يصل العلم يوما ما إلى طريقة لتقليل دهون المعدة، وإلى أن يحدث ذلك عليك بتغيير نمط الحياة اليومية وإجراء التمارين الرياضية وملاحظة محيط حزام البطن لمراقبة تطور حالتك.
أرسل تعليقك