الخفافيش أمل البشرية في مكافحة الشيخوخة والأمراض بشكل أفضل
آخر تحديث GMT07:23:25
 العرب اليوم -

الخفافيش أمل البشرية في مكافحة الشيخوخة والأمراض بشكل أفضل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الخفافيش أمل البشرية في مكافحة الشيخوخة والأمراض بشكل أفضل

الشيخوخة
دبلن ـ العرب اليوم

تعرف الخفافيش كيف تتجنّب شر آثار الشيخوخة، كما أنها تحتضن فيروسات من قبيل إيبولا أو كورونا من دون أن تصاب بالمرض، حسب ما توصل العلماء. وكلّ سنة تأخذ إيما تيلينغ الباحثة المتخصصة في علم الوراثة في جامعة يونيفرستي كولدج في دبلن (يو سي دي) وفريقها عيّنات من دماء خفافيش، في كنائس أو مدارس في غرب فرنسا، وخزعات من أجنحتها، على أمل أن تفيد بأبحاثها البشر عن أسرار العمر المديد لهذه الثدييات الطائرة.

وتقول العالمة بحماسة: «تتيح لنا هذه التجارب وضع تصوّرات تساعدنا على العيش لمدة أطول بصحة جيّدة ومكافحة الأمراض بشكل أفضل». ويعدّ طول عمر الخفاشيات لافتًا بالنسبة إلى ثدييات صغيرة بهذا الحجم. ففي الطبيعة، «غالبًا ما يمكن التنبؤ بالأجل المتوقع لحيوان ما بالاستناد إلى حجمه. فالأنواع الصغيرة تنمو بسرعة وتنفق باكرًا، مثل الفئران، في حين أن تلك الكبيرة تنمو ببطء وتعيش لمدة أطول، مثل الحيتان المقوسة الرؤوس»، وفق تيلينغ. غير أن «الوطاويط فريدة من نوعها، فهي من الثدييات الأصغر حجما لكن في وسعها العيش لفترات مذهلة»، بحسب الباحثة.

فالخفاش الفأري الكبير الذي لا يتخطّى حجمه ثمانية سنتيمترات قد يعيش عشر سنوات أو حتّى 20 سنة. وفي العام 2005، أمسك باحثون في سيبيريا بخفاش فأري من نوع براندت كان قد تمّ وسمه قبل 41 سنة، أي أنه عاش لمدّة أطول بعشر مرات مما هو متوقّع لحجمه.
وتقرّ إيما تيلينغ «يبدو أن الخفافيش تعتمد آليات تبطئ من وتيرة الشيخوخة» لدرجة أن من شبه المستحيل معرفة سن الحيوان عندما يصبح بالغًا.

وبغية قطع الشك باليقين، يستند فريق دبلن إلى برنامج منظمة «بروتانيي فيفانت» غير الحكومية التي تزوّد خفافيش فأرية كبيرة صغيرة السنّ بمراسيل مستجيبة.  وتتيح هذه الشرائح معرفة سنّ كل حيوان يعاد الإمساك به على مر السنوات بغية العمل لاحقًا على تحليل «المؤشرات البيولوجية» المختلفة للشيخوخة في عيّنات الدمّ المأخوذة من هذه الثدييات. ومن هذه المؤشرات، التيلوميرات وهي أجزاء صغيرة من الحمض النووي على طرف الكروموسوم تتقلّص مع تكاثر الخليّة. لكن الحال ليست كذلك بالنسبة إلى الخفافيش الفأرية الكبيرة.

وتقول إيما تيلينغ إن «تيلوميرات هذه الخفافيش لا تتقلّص مع التقدّم في السنّ، ما يعني أن في وسعها حماية الحمض النووي الخاص بها. ومع الوقت، تعزّز أيضا قدراتها على ترميم حمضها النووي». ومن محاور البحث الأخرى المثيرة للاهتمام أن هذه الثدييات تحمل فيروسات عدّة من دون أن تصاب بالمرض «وهي قادرة على تكييف استجابتها المناعية». وكشف وباء «كوفيد-19» أن هبّة التهابية مفرطة تؤدي دورًا رئيسيًا في بروز الحالات الخطرة من«كوفيد-19» عند البشر مردّها إلى «فورة من السيتوكين» يشهدها المرضى بعد أيام من ظهور الأعراض الأولية.

أما الوطاويط، فهي تعرف كيف «توازن بين الاستجابة المضادة للفيروسات وتلك الكابحة للالتهابات. وإذا ما نُقل إنسان يتمتّع بنظام الوطواط الأيضي إلى المستشفى، فلن تتطلّب حالته بتاتا جهازا للتنفّس»، بحسب الباحثة. وتسعى إيما تيلينغ التي تشرف على مشروع تحديد مجين 1400 نوع من الخفافيش، بالتعاون مع باحثين آخرين في العالم، إلى تطوير أدوات تتيح للبشر الانتفاع من مزايا الخفاشيات.

ولا تقضي الفكرة بـ«التلاعب بجينات البشر أو التوصّل إلى إنسان وطواط بل في إيجاد سبل تتيح لنا التحكّم بتفاعل جيناتنا للحصول على النتائج عينها»، بحسب ما تقول الباحثة التي تأمل التوصّل إلى تطبيقات طبية في غضون عشر سنوات أو أقلّ. وليست المسألة أيضا بلوغ الخلود، «فكلّ شيء ينفق في نهاية المطاف»، على قول تيلينغ. وهي تشدّد على أن «ما يميّز الخفافيش ليس الشباب الأزلي بل قدرتها على العيش لفترة أطول بصحة جيدة»، بلا سرطانات أو أمراض مرتبطة بالشيخوخة.

قد يهمك ايضا 

اكتشاف فيروس شبيه بكورونا لدى الخفافيش في بريطانيا

الصين تعثر على مجموعة جديدة من فيروسات كورونا فى هذا الحيوان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخفافيش أمل البشرية في مكافحة الشيخوخة والأمراض بشكل أفضل الخفافيش أمل البشرية في مكافحة الشيخوخة والأمراض بشكل أفضل



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab