تضمُّ قارة أفريقيا 54 بلدًا وأكثر من مليار شخص، وتبلغ مساحتها أكثر من 11 مليون ميل مربع، وتشكل أراضيها خمس مساحة الأراضي على كوكب الأرض،. وازدهرت السياحة في أنحاء القاهرة في الأعوام الأخيرة بعد تراجع فيروس "إيبولا" في غرب القارة.
وترصد أحد مراسلة صحافية تغطيتها التي قامت بها عندما توجهت لزيارة شلالات فيكتوريا،
وأوضحت "شاهدتها من الجانبين، واستمتعت بقضاء الإجازات العائلية هناك على الجانب الآخر لنهر "زامبيزي" المهيب، وكذلك على الجانب الزيمبابوي أثناء وداع هذه المدينة العنيفة.
وأضافت الصحافية "في زيارتي الأولى اتجهت إلى ليفينغستون في زامبيا، في صيف عام 2010 مع زوجي باري بيراك إلى جانب أبنائي سام وماكس وكانا حينها يبلغان من العمر 15 و20 عامًا، وقضينا بضع ليال في منتجع فاخر يسمى Tongabezi على بعد 14 ميلًا فوق الشلالات، بقينا في منزل مرتفع عن سطح الأرض في النهر، ويضم المنزل سقفًا من القش جرى تدعيمه بشجرات ثلاث لحمايته من التراجع في النهر، وأثناء الليل كنا نسمع أصوات أفراس النهر والتماسيح الحية".
وكشفت عن وجود عائلة من قرود "الفرفت" تلهو فوق الأشجار، وعندما وصلوا إلى المنزل جاءت أعداد كبيرة منها في فضول، وأبرزت "طاردني بعضها حتى غرفتي واستطاع عامل الفندق إنقاذي منها".
وتحديثت عن زيارتها بالقول "خرجنا في اليوم التالي في قارب صغير لرؤية أفراس النهر، وحصلنا على وجبة الغداء على جزيرة صغيرة في وسط النهر، واستمتعنا بقراءة الروايات ولعب الورق ومشاهدة المياه وهى تهبط في مشهد مذهل، وفي الخلفية أحاطت بنا أصوات العصافير التي غردت في وتيرة متناغمة".
وأضافت "زرنا شلالات فيكتوريا بمساعدة دليلين من زامبيا، وقادنا الدليل إلى النهر سيرا على الأقدام من خلال بعض الصخور المسطحة والمنحدرات وتمكنا من مشاهدة سقوط المياه المذهل من ارتفاع كبير، وكانت فكرة الانزلاق من الحافة بالنسبة لي فكرة مرعبة".
ومع اقتراب نهاية الرحلة كرئيس مشارك في مكتب جوهانسبرغ قدمت تقريرا عن حلتها الأخيرة إلى زيمبابوي، وكان زوجها سجن في "هراري" لمدى أشهر بعد وصولهم واتهم بارتكاب جريمة صحافية من قبل الحكومة القمعية هناك، وجرى تحذيرهم من احتمال القبض عليه عند عودته مرة أخرى، ولذلك أصبحت الصحافية مضطرة إلى الذهاب إلى زيمبابوى وحدها.
وكشفت "في الرحلة الأخيرة اتخذت دور السائح أكثر من كوني صحافية، وأخذت أتأمل هذا البلد حيث يعاني الملايين من الجوع ومات الآلاف بسبب مرض الكوليرا، ويعاني العديد من النشطاء من التعذيب بواسطة الحاكم المستبد لزيمبابوي، روبرت موجابي، الذي يحكم قبضته على البلاد".
وتحدثت عن جمال البلاد بقولها "عندما وصلت إلى فندق شلالات فيكتوريا وجدت بورتريه لـموجابي الأصغر يحدق في بهو الفندق، ورأيت من غرفة نومي سحابة من الضباب تتصاعد من الشلالات وتسمى بالأفريقي "Mosi-oa-Tunya" وتعني الدخان الرعدي، وفي ظهر اليوم اتجهت إلى الحديقة الوطنية لشلالات فيكترويا واشتريت معطفًا رقيقًا مثل أكياس القمامة للوقاية من المطر وارتديته، وتوقفت عند تمثال كبير للمستكشف الأسكتلندي والتبشيري، ديفيد ليفينغستون، الذي سميت الشلالات على اسم زوجته فيكتوريا".
وتابعت حديثها بالقول "استمتعت في هذا اليوم بصوت هدير الشلالات المذهل وكان صوتا عاليا يزيد كلما مشيت في الممر، وفي زيمبابوي وقفت على مسافة قصيرة من الشلالات التي انهمرت على البذلة العسكرية للحارس، ثم صعدت على صخرة قريبة وفي هذه اللحظة أصبحت غارقة تماما من سقوط الماء ولم أشاهد شيئا وكأنني داخل إعصار قوي، وفي هذه اللحظة شعرت بقوة الطبيعة والتاريخ".
وتحكي صحافية أخرى "أخبرتنى شقيقتي عن البار المفضل لها في مونروفيا، وعندما وصلت إلى المدينة كان هناك العديد من الأماكن الجديدة للخروج، وأصبحت مونروفيا بعد الحرب الأهلية تضم العديد من المطاعم والحانات التي ظهرت بطول شارع Tubman Boulevard، فضلا عن منطقة Red Light حيث يحب سكان غرب أفريقيا تشغيل الموسيقى العالية مجانا في الشارع، بالإضافة إلى مدرجات الفنادق الفاخرة التي يرتادها جمهور المغتربين وبعضهم ينتمي إلى المنظمات غير الحكومية والبعض الآخر من الليبراليين الراقيين".
وذكرت شقيقتي التي تعيش في ليبريا "عليك أن تثقين فيه، سيعجبك كثيرا"، وفي آخر مرة ذهبنا إلى البار كان لديهم زجاجة بيرة واحدة ولكننا بقينا وتقاسمناها سويا، ويذكر أن زوار المكان يدمنون بيرة "Club Beer" حتى أن أحد الأميركيين تمركز هناك أثناء رسم شعار نادي البيرة على ذراعه.
وأوضحت "عندما وصلنا إلى هناك كانت المدينة في ظلام دامس ولا توجد إنارة في الشوارع على الرغم من كوننا في وسط المدينة، وتقع المنطقة إلى جوار ويست بوينت وتضم مجموعة من السفارات الأجنبية فضلا عن منازل منطقة ووترسيد التي تضم أسواق السلع المستعملة والمحلات التجارية، ولم نستطع مشاهدة العلامة الملونة في حائط Tides، وحاولنا تسلل الدرج وتلمسنا طريقنا في الظلام".
وبيّنت الصحافية "كانت غرفتنا في الطابق الثالث وتضم الغرفة شرفة رائعة تطل على المحيط الأطلسى ويمثل صوت ركوب الأمواج خلفية موسيقية رائعة، وطلبت أختي نبيذ (كابرنيه) لكن النادل أخبرها أن الليلة المتاح هو (ميرلوت)، وطلبنا حلوى kelewele وهى عبارة عن موز مقلي مع الزنجبيل والملح، وأجنحة الدجاج مع الفلفل الحار على غرار ليبيريا، واستمتعنا أيضا بشراب Campari وعصير البرتقال، وعندما حانت الساعة العاشرة مساء كانت الشمس قد غابت ووضع النادل بعض الموسيقى، وبدأ الناس في الانجراف إلى الشرفات، حينها نظرت إلى أختي وأخبرتها أنها كانت على حق وأننى أحببت هذا المكان أيضا".
ويتحدث أحد الصحافيين عن رحلته قائلًا "كان لنا أنا وزوجتي خيمة في (سامبورو) في كينيا وذات يوم بعد منتصف الليل أيقظتني زوجتي وهي تقول لي "انهض، هناك شئ ما يأكل أحذيتنا، هل هذا الثعبان العملاق؟"، وبالفعل كنت أستمع إلى صوت قضم عال. نظرت إلى الخارج نظرة خاطفة في الظلام الدامس قبالة نهر قريب، ووجدت فيلا ضخما يأكل أوراق الشجر وبدا جائعا بشدة، جلسنا على السرير وظللنا نراقبه في صمت وهو يسحب الأعشاب بخرطومه، لقد عشت هنا مع عائلتي لمدة عشر سنوات ، وتمنى الكثير من الناس زيارتنا للقيام برحلات السفاري وتجربة التعرف إلى الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض، ولكن لم يرد أصدقائنا التعامل مع تطعيمات السفر بسبب قلقهم من فيروس إيبولا".
وأضاف "كنت أعتقد أن السفر إلى أفريقيا يبدو مخيفا وصعبا، ولكن الآن يمكنني القول إنه سهل للغاية، واصطحبت صديقي غوناثان، من نيويورك الذي وصل في آب / أغسطس مع خطيبته ليندسي، وكانا الاثنان في لهفة لمعرفة شرق أفريقيا لكنهما لم يعرفا من أين يبدأ الرحلة، ولا يوجد مكان واحد يمكنك زيارته في هذه المنطقة للتعرف عليها ولكن يجب عليك عمل جولة شاملة، ولذلك اقترحت قضاء بضعة أيام في مخيم Cottar في محمية (ماساى مارا) والتي تشتهر بالهجرة الصيفية إليها فضلا عن رحلات السفاري في سامبورو.
واقترحت على الاثنان قضاء بعض الأيام على شاطئ الرمال البيضاء، وبالفعل استمتع الإثنان كثيرا وكتب لى جوناثات من مجمة "ماساى مارا".
وعند زيارة شرق أفريقيا عليك الاستمتاع بالساحل في كينيا وخاصة في منتجع المنارة حيث أنهى أصدقائى رحلتهم، وهناك توجد ثقافات مختلفة حيث الزوارق العربية الصغيرة، ولا يزال الطعام هناك يحمل التأثيرات الشرقية بشهية الكارى والمحار والروبيان والأسماك المشوية.
وتعد كينيا من الأماكن الأكثر وضوحا للبدء في زيارة شرق افريقيا، وتمتلك كينيا بنية تحتية متطورة وتخدمها شركات طيران متعددة مثل KLM والإماراتية والخطوط الجوية الفرنسية، كما يمنك زيارة الحيدقة الوطنية فيرونغا في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشرقية، وتحظى الدولة حاليا بواحدة من أطول معاهدات السلام، وتضم الحديقة الغوريلا والأفيال والأسود والشمبانزى جميعا في حديقة واحدة.
وعلى الرغم من وجود أخبار سيئة عن السودان مثل انهيار جنوب السودان المستمر أو الحرب الدينية في جمهورية أفريقيا الوسطى، ولكن هذه المناطق لم تكن مناطق سياحية أبدا، ولا تزال أفريقيا قارة فقيرة، ومن مميزات زيارة شرق أفريقيا أن الدولارات السياحية الخاصة بك ستدعم اقتصاد هذه القارة ، ومن خلال مجيئك إلى هنا كسائح يمكنك مساعدة الكثير من الناس أكثر من أى مكان أخر في العالم.
وتابع "تناولت الطبق الأساسي في شرق أفريقيا ويسمى (أوغالي) على شاطىء بحيرة فيكتوريا، وتناولته أيضا في حي كيبيرا وهو أحد الأحياء الفقيرة في نيروبى، وتقاسمت هذا الطبق مع الرعاة على المقاعد الخشبية في الأدغال ومع اللاجئين ورجال الأعمال والسياسيين في أماكن بسيطة وأماكن أخرى فخمة، ويعتبر الطبق مثل الأرز في آسيا، وعند زيارة شرق أفريقيا دون تناوله فالأمر يشبه كونك في المكسيك دون أن تتناول الرقائق الطويلة التي تشتهر بها الدولة.
ويتكون "أوغالى" من دقيق الذرة المطهي الذي يمكنك استخدامه مثل الخبر لتناول "تشوما نياما" وهي اللحوم المشوية، و"السوكوما يكي" وهي النسخة الكينية من الخضراوات.
وأبرز قوله "لقد تناولت هذا الطبق بشكل منتظم لمدة 5 سنوات أثناء عملي كرئيس مكتب (نيويورك تايمز) في نيروبي، وبعد 9 سنوات من غيابي عن المكان عدت في عطلة لمدة ثلاثة أسابيع واستعدت العديد من الذكريات، كنت أعرف الممثلة Lupita Nyong’o عندما كانت طالبة في كينيا ولم تكن نجمة حينها، ورغم كونها نجمة مشهورة إلا أنها تعترف باشتياقها للأطعمة الأفريقية وخصوصًا هذا الطبق المثير".
وتابع "أعتقد أن معظم الرحالة الغربيين يجهزون (أوغالي) في مطبخهم المنزلي، وإذا تجنبت تناوله وأنت في رحلات السفاري فهذا يعني أنك لم تخرج من فقاعة السائح بعد، ويعني أنك لم تحظى بوجبة محلية أفريقية وهو ما يشير إلى أن تجربتك ناقصة".
وأسست الملكة الفينيقية "ديدو" مدينة قرطاج التجارية القديمة والتي سيطرت على غرب البحر الأبيض المتوسط لقرون قبل وبعد ولادة المسيح، ومن أروع المعالم السياحية في تونس "قصر الملكة ديدو" الذي يطل على خليج قرطاج، والميناء الدائري الذي يضم عشرات من ناقلات النفط والسفن التجارية.
وتعد قرطاج، العاصمة التونسية باعتبارها الضاحية الشمالية لتونس، وهى منظقة سكنية ثرية تضم قصور ومنازل السفراء وسط مجموعة متناثرة من الأطلال الرومانية والفينيقية، ويعد القصر الرئاسي الذي يظل تحت حراسة مشددة نموذجًا يؤكّد روعة العمارة الإسلامية.
وحكم اثنان من الحكام المستبدين تونس من هذا القصر وهما الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي حتى انتفاضة الربيع العربي عام 2011، حيث فرّ بن علي مع عائلته إلى المملكة العربية السعودية، ويواصل الرئيس الحالي السيبسي العمل من القصر لكنه اختار أن يعيش في منزله في ضاحية قريبة.
ويجمع تاريخ المدينة الأسطورية بين الحقيقة والخيال، ولم يبق إلا القليل من أطلال المدينة القديمة بعد أن دُمرت مرتين على طرق الجيوش الغازية مثل جيوش الرومان ثم العرب، وتأسست المدينة في عام 814 قبل الميلاد بواسطة الأميرة الفينيقية "ديدو" بعد هروبها من شقيقها القاتل "بجماليون" الذي قتل زوجها، واستقرت الملكة في شمال أفريقيا مع حاشية من أتباعها واستأجرت قطعة أرض من قبائل البربر، واختارت بقعة أرض في موقع إستراتيجي قبالة صقلية التي تمر بها طرق التجارة من غرب البحر الأبيض المتوسط.
وكانت قصة الأميرة ديدو مصدر إلهام للكثير من الأدباء والموسيقيين، خصوصًا الشاعر الروماني فيرجيل الذي جسد قصة الحب الشهيرة في قصيدته Aeneid حيث تقع ديدو في حب Aeneas لكنها تقتل نفسها عندنا يتركها من أجل الإبحار إلى روما، وفي الواقع قتلت ديدو نفسها على محرقة من النيران باعتباره تقليدا فينيقيا للتضحية البشرية ولتجنب الضغط من الملك وحفظ مدينتها، ويكمن قبرها بالقرب من الميناء.
وأصبحت المدينة واحدة من المدن التجارية الثرية، حيث كان البحارة الفينيقيين الأكثر تقدما وقوة لحماية طرق التجارة يتجهون إلى أنحاء العالم، وسيطرت قرطاج على غرب البحر المتوسط لمدة قرنين من الزمان، وتحدت القوتين العظمتين في ذلك الوقت اليونان وروما، وخاضت قرطاج ثلاثة حروب ضد روما، واستسلمت المدينة في النهاية إلى حصار من قبل الرومان عام 146 قبل الميلاد، وبعدها أصبحت المدينة مهجورة، وأعاد يوليوس قيصر بناء المدينة بعد 100 عام وأصبحت مدينة أفريقية رومانية قوية، ومن أطلال هذا العصر الحمامات الرومانية الواسعة على حافة البحر ومسرح وفيلا على قمة التل، والتي تمثل المواقع الأثرية الأكثر أهمية للزوار.
كما يتحدث صحافي عن تجربته بالقول "عدت إلى جزر (بيجاغوس) قبالة سواحل "غينيا بيساو" هذا الصيف للمرة الأولى منذ نحو خمس سنوات، وكنت وحيدا في الفندق الذي يديره رجل فرنسي في الجزيرة الرئيسية Bubaque، وأثناء وجودي هناك لم أرَ أي أحد على الشاطئ ذات الرمال البيضاء، لم تتغير الأشياء في المكان منذ زيارتي الأخيرة عام 2010، ولا يسمح بوجود أي سيارات هناك سوى شاحنة Gilles، ولا يزال الطريق الترابي عبر الغابات الاستوائية كما هو ترتاده النساء وأطفال المدارس والفتيات والقليل من قائدي الدراجات النارية".
وتابع "من الأماكن الأخرى التي زرتها في غرب أفريقيا، القرى الموريتانية التي تقع في منطقة شبه صحراوية، حيث تنتشر التلال الخضراء في وسط مالى وجميع أنحاء بلدة دوغون، فضلا عن قطعان الإبل ومرتفعات فوتا غالون في غينيا وكذلك غابات أكوا أيبوم، الاستوائية، ولكن بعض هذه الأماكن خطيرة وتتطلب حراسة عسكرية ولا يمكن الوصول إليها بسهولة.
وأبرز قوله "في زيارتي الأخيرة إلى جزر بيجاغوس اصطحبت زوجتي وابني ولكن لا أوصي باصطحاب الأطفال هناك بسبب غياب سيادة القانون كما هو الحال في معظم غرب أفريقيا، ويمكنك توقع حدوث أي شئ، وفي إحدى الجزر تواصلنا مع الشرطة لأن حراس الجزيرة هددوا بعدم السماح لنا بالمرور بالقارب إلا بعد أن ندفع لهم.
وتتميز الحياة في جزر بيجاغوس بالبساطة في المأكل والملبس، ويعد هذا منشطا للتخلص من آثار الحياة المعقدة، وعندما كنت هناك في الصيف ارتديت السراويل والقمصان ولم أفعل أي شيء سوى القراءة والاستماع إلى الطيور والأمواج وأكل السمك، كما يمكنك زيارة جزر أخرى بالقارب عبر القنوات البحرية الغامضة التي تفصل الجزر عن بعضها.
أرسل تعليقك