تشتهر شواطئ نينغالو ريف بأسماك مانتا راي الكبيرة والتي تسبح بجانب الغطاسين الذي يؤمون المكان، ويصلون إلى عمق 33 قدمًا في السباحة كي يتمتعوا في منظر هذا المخلوق الجميل، صاحب التصرف الغريب، والذي بالرغم من شعوره في وجود من يراقبه إلا أنه يفضل السباحة حوله مرات عدة في مشاهد فضولية ليتعرف عليهم أكثر.
وتعتبر لحظات مشاهدة أسماك مانتا استثنائية فهي تعطي إحساس قوي بذكائها، فهي من الأسماك التي تمتلك دماغًا كبيرًا بالمقارنة مع الأسماك الأخرى، ويبلغ طولها 30 قدمًا، ووزنها 9 أطنان وتنتمي إلى أنواع القروش، وهي من أكبر أنواع الأسماك، ولديها دماغ في حجم كره الجولف، واعتادت أسماك هذه المنطقة على وجود السياح قبالة خليج المرجان، يبدو أنها تسعى إلى التفاعل مع البشر.
ويقضي السياح عادة 45 دقيقة في الغطس والعوم والسباحة إلى جانب هذه الأسماء وفي الحديقة المرجانية التي تعيش فيها، وتعتبر تجربة الغوص بجانب مانتا من الرحلات التي لا تنسى في المكان والتي تنسق لها شركة شور ثينغ، للغطس للسباحة في كورال باي مسافة 52 قدمًا، مع معدات الغطس تحت الماء ورحلات على طول نينغالو المرجانية في عروض تتنوع من 5 ليال أو 5 ليال أو 9 ليال على متن قارب يمتلك 4 كابيانت مزدوجة ويتسع لحد أقصاه 10 ضيوف، وغالبًا ما تستأجره الأسر أو مجموعات من الأصدقاء.
وتمتلك الشركة مصرفي سابق يسمى لوك وايلي والذي هرب من المدن الكبيرة ليسكن على الحافة الغربية البعيدة لاستراليا، لينشئ شركة رحلات سفاري بحرية فهو يؤمن أنه في اللحظة التي يغطس الإنسان فيها في الماء يكون قد دخل إلى عالم أخر من البرية الجميلة.
وتتيح الرحلات التي تنظمها شركته فرصة لاستكشاف البرية المائية والسباحة بانتظام مع السلاحف والغوص في الحدائق المرجانية التي تبدو من عالم أخر متنوع الألوان، والتي تنتشر فيها أسماك أخرى مثل كلوونفيش وراكون والسمكة الفراشة والسمكة ريبونتال الزرقاء والابطارة وسمكة الأسد وغيرها الكثير.
وتتفاعل الأنواع المختلفة من الأسماك في مشهد درامي من الجمال البصري فيما يسمى في محطة القرش النظيفة بجانب الشعاب المرجانية المعروفة باسم فجوة أشو والتي يستمتع الزائرون في الغوص فيها 20 دقيقة فوق موكب من القرش الشعابي والتي تأتي الى الشعاب المرجانية بسبب تهيج الطفيليات لتنظفها لها أسراب أسماك اللبروس من أسنانها وخياشيمها، في مشهد يبدو مثل السيارة التي تذهب إلى المغسلة.
وتعد حديقة نينغالو للشعاب المرجانية والتي تمتد على مسافة 186 ميلًا من الأفضل في العالم بسبب تيار المحيط البارد المقبل من الجنوب والدافئ المقبل من الشمال والشعاب المرجانية القادرة على دعم مزيج فريد من الأسماك الاستوائية وشبه الاستوائية.
ويؤكد رايلي " لقد وقعت في حب المكان ما إن وصلت إليه، إنه فريد من نوعه فالشعاب المرجانية قبالة الشاطئ ومن السهل على المبتدئين وذوي الخبرة الغوص فيه."
وانضمت حديقة نينغالو البحرية لقائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2011، ومنذ ذلك الوقت ازدادت السياحة فيها، ومع ذلك فالأرقام ليست عالية بسبب بعد المكان في غرب استراليا، وهذا يعني أنه لم يفسد بسبب السياحة الجماعية، مع وجود هامش من المجتمع الحديث الذي يثير الناس في المنطقة.
ويصل اليها رحلتني يوميا من مطار ليرمنث في مدينة بيرث ويأخذ بعدها الواصلون سيارة من المطار الى سال ساليس على بعد ساعة، وهو عبارة عن مخيم خيام فاخرة على الشاطئ الشمالي من نينجالو، والتي تعتبر المحطة الأولى في الغالب للجميع، ثم ثلاث ساعات أخرى بالسيارة الى الجنوب من ميناء خليج كورال، وتقع بلدة اسكماوث الصغيرة التي يبلغ عدد سكنها 2200 ألف نسمة بالقرب من الخليج، ويعيش في المنطقة الخالية الباقية حيوانات الكنغر.
وتستلقي حديقة كامب رانج الوطنية في الطرف الشمالي من نينغالو ريف، وهي نظام بيئي يحتوي على شبكة واسعة من الكهوف المختلفة، وعلى مقربة من مخيم سال ساليس حيث الكثبان الرملية والشواطئ البيضاء البكر والمياه الزرقاء والشعاب المرجانية الملونة والحياة البحرية الجميلة.
ويزور المكان في بعض المواسم الحيوانات الضخمة، فالسياح بين موسم نيسان/ابريل وتموز/يوليو سيصادفون أسماك القرش والحيتان، وبين اب/أغسطس وتشرين الأول/أكتوبر تزور الحيتان الحدباء المنطقة أيضًا، وتعتبر أنشطة السباحة مع هذه الحيوانات تحت مراقبة كبيرة مع عدد قليل من المختصين المرخص لهم، والذي يأخذون السياح في مجموعات تتكون من 20 شخصًا على متن قوارب بمساعدة راصدي الحوت القرش لمشاهدة الحيتان وأسماك القرش وهي منفردة بعيدة عن أسرابها.
ويشارك معظم الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة في عالمها البحري، فالنساء الشابات اللواتي يعملن في فندق نوفوتيل نينغالو في اكسماوث أتين لأول مرة لغوص واكتشاف الشعاب المرجانية، والنادلات في مطعم ويلرز يرتدين زي حوريات البحر، وحتى أن زوجة مالك المطعم تمتلك قارب على حوت القرش أيضًا.
ويقدم مطعم ويلرز أفضل أطعمة المأكولات البحرية في البلاد بإدارة الشيف بول مينيار الذي تدرب في نيو اورليانز ورئيس الطهاة في مطعم مايك في فندق لافاييت سابقا، وجلب معه مهاراته الجنوبية في اعداد المأكولات البحرية الطازجة، وتمتاز الرحلة في مخيم سال ساليس في الجميلة أيضًا فهو يقدم مشهد مفتوح كبير مما يجعل الرحلة رائعة على نحو غير عادي، والعدد من سكان اكسماوث وخليج كورال من الأجانب ويعلق العاملون في المكان أن الاسترالي الوحيد في مطعم ويلرز هو غاسل الصحون، وقد أتو جميعًا إلى هنا بسبب المشهد البحري غير العادي والحياة البرية والمحيطات لمنطقة نورث ويست كامب.
وتكلف الرحلة إلى نينغالو مع شور ثينغ 1700 دولار استرالي لرحلة 3 أيام و4 أيام فيما رحلة الـ9 أو الـ10 أيام فتكلف 2225 جنيه استرليني شاملة أسعار وجبات الطعام، ومعدات الخوص، والإقامة في مخيم سال ساليس تكلف 370 جنيه استرليني للشخص الواحد في الليلة، ويستوعب المخيم من 9 إلى 16 خيمة، والرحلات البحرية على متن القارب تكلف 200 جنيه استرليني.
أرسل تعليقك