صحافي صيني يُمنع من الذهاب إلى الولايات المتحدة
آخر تحديث GMT08:55:05
 العرب اليوم -

بغيَة تسليمه جائزة عن عمله

صحافي صيني يُمنع من الذهاب إلى الولايات المتحدة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - صحافي صيني يُمنع من الذهاب إلى الولايات المتحدة

الصحافي الرائد في الصين يانغ جيشنغ
بكين - مازن الاسدي


تعذَر على الصحافي الرائد في الصين يانغ جيشنغ من مغادرة البلاد والتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تسلم جائزة عن عمله في أميركا، بعدما تم منعه من السفر. وكان المراسل المتقاعد من الخدمة في وكالة الأنباء الرسمية في بكين شينخوا نال جائزة لويس إم ليونز المرموقة من جامعة هارفارد في كانون الأول/ديسمبر، وذلك عن تقاريره الشجاعة والطموحة لواحدة من أعنف الكوارث في القرن الـ 20 من صنيعة الإنسان حيث المجاعة التي راح ضحيتها عشرات الملايين من مواطنيه.

 وحصل يانغ على الجائزة التي كان يأمل في تسلمها خلال الحفل المزمع إقامته في ماساشوستس الشهر المقبل تقديرا لإسهاماته وتأليفه لكتاب عام 2008 بعنوان Tombstone المؤلف من 1,200 صفحة، والذي يوثق مأساة لا يزال القادة الشيوعيين يحاولون إخفائها وهي المجاعة التي مرت بها الصين في الفترة من عام 1958 وحتى عام 1961 وقدر فيها المؤلف مصرع ما لا يقل عن 36 مليون شخص بما فيهم والده.

 وذكرت جامعة هارفارد بإعلانها العام الماضي عن القرار بتكريم المؤلف يانغ أنها كانت تأمل الاعتراف بالصحافيين الذين يملكون الإخلاص والشجاعة الكافية ويناضلون من أجل توثيق الحقبة المظلمة والمعاناة التي تواجهها البشرية. وبالرغم من ذلك، فقد علمت صحيفة الغارديان بأن وكالة شينخوا Xinhua الرسمية للأنباء في الصين والتي عمل لديها يانغ جيشنغ قد حرمت المؤلف البالغ من العمر 75 عاماً من السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية لاستلام جائزته.

وفي مطلع التسعينيات وتأثرًا بمذبحة تيانانمين التي جرت أحداثها عام 1989، فقد بدأ الصحافي سرًا في توثيق فترة المجاعة التي مرت بها الصين كوسيلة للتذكير بهؤلاء الذين راحوا ضحيتها. وبدأ يانغ يجوب البلاد ويعقد بشكلٍ سري مجموعة واسعة من المقابلات المباشرة وتوثيق الأدلة حول الكارثة التي وصفت بأنها المحرقة الخفية في الصين، وخلال حديثه مع صحيفة "الغارديان" عام 2012، أوضح أنه كان لديه رغبة قوية لمعرفة الحقائق. مشيرًا إلى أنه تعرض للخداع ولم يكن يريد الوقوع ضحية للخداع مرةً أخري. وبالفعل تم نشر تحقيق يانغ في هونغ كونغ عام 2008، ولاقى استحسان كبير ممن اطلعوا عليه في كافة أنحاء العالم. ونال المؤلف بعدها سلسلة من الجوائز الدولية عن عمله، كما أتيحت له الفرصة في السابق للسفر إلى الخارج واستلام هذه الجوائز.

 وزار يانغ السويد في تشرين الثاني / نوفمبر من العام الماضي لاستلام جائزة ستيج لارسون في الاعتراف بالشجاعة الصحفية التي أظهرها خلال البحث وروايته للحقيقة حول المجاعة الكبرى. ويعد حظر السفر الصادر بحق يانغ هو أحدث إشارة للمناخ السياسي السام المتزايد في الصين، بعدما أظهر الأكاديميين والصحافيين والمؤلفين فضلا عن المحامين والنشطاء شكوتهم من تزايد الضغط الواقع الذي يمارس عليهم من قبل السلطات منذ قدوم الرئيس شي جين بينغ إلى السلطة في أواخر عام 2012. حيث أكد الخبراء بأن أحد أسباب ابتعاد العديد من الصحفيين الصينيين الموهوبين من الشباب عن المهنة يأتي بسبب إحباطهم من تشديد الرقابة.

 واشتكى المؤرخون من الصعوبة المتزايدة في الوصول إلى المحفوظات لدى الحكومة والتي تحتوي على مواد تتعلق بالفترات شديدة الحساسية مثل المجاعة الكبرى. وأعرب فرانك ديكوتر وهو مؤلف مجاعة ماو الكبرى، عن أسفه قائلًا: "بأن قرار منع يانغ من السفر إلى الولايات المتحدة يؤكد على الوضع السياسي المتدهور". ورفض يانغ عقب التواصل معه تليفونيـا الإثنين، يانغ الذي يقيم في الصين مناقشة الموقف. فيما لم تستجب وكالة شينخوا سريعا في الرد على الطلب بالتعليق المرسل إليها عبر الفاكس.

يُذكر أن يانغ جيشنغ قد ولد في مقاطعة هوبي، وسط البلاد في عام 1940، أي قبل تسعة أعوام، من استيلاء رئيس الشيوعيين ماو على مقاليد الحكم في البلاد. وعندما كان لايزال شابا، فقد كان عضوًا ملتزمًا في الحزب الشيوعي. وعقب تخرجه من جامعة تسينغهوا للنخبة في بكين عام 1966، فسرعان ما ضمن وظيفته في وكالة شينخوا التي عمل بها حتى تقاعده عام 2001. ومع قيامه بالسفر وتقديمه لتقارير حول الرحلات التي عقدها في كافة أرجاء الصين، فقد أدرك يانغ حجم المأساة الإنسانية التي ساهم فيها "ماو" لتتغير بعدها نظرته إلى الحزب الشيوعي والثورة الصناعية الكبرى التي يقوم بها الرئيس الحاكم. كما أشار بأصابع الاتهام في وقت لاحق إلى ماو خلال احدى المقابلات.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحافي صيني يُمنع من الذهاب إلى الولايات المتحدة صحافي صيني يُمنع من الذهاب إلى الولايات المتحدة



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:27 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني
 العرب اليوم - ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني

GMT 07:45 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يطلق صواريخ من لبنان ويصيب 19 شخصًا في وسط إسرائيل
 العرب اليوم - حزب الله يطلق صواريخ من لبنان ويصيب 19 شخصًا في وسط إسرائيل

GMT 20:38 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبدالوهاب تكشف عن شروطها لتعود إلى التمثيل
 العرب اليوم - شيرين عبدالوهاب تكشف عن شروطها لتعود إلى التمثيل

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab