قناة روسيا اليوم تُعيد إلى التلفزيون تأثيره على الشعوب
آخر تحديث GMT15:44:28
 العرب اليوم -

برغم وجود طفرة في وسائل التواصل الاجتماعي

قناة "روسيا اليوم" تُعيد إلى التلفزيون تأثيره على الشعوب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قناة "روسيا اليوم" تُعيد إلى التلفزيون تأثيره على الشعوب

قناة "روسيا اليوم"
موسكو - العرب اليوم

بين 28 مليون يورو موازنة قناة "روسيا اليوم"، سنة 2005 و280 مليون يورو عام 2017، صفر ثمين جداً ينتزع الاعتراف بأن الشبكة التلفزيونية الروسية العالمية الناطقة بأكثر من لغة، لم ترضخ لما يقال عن انتهاء عصر التلفزيون التقليدي، ما يجعلها نجمة العام التلفزيوني بامتياز... وإن أُلصقت بها صفة "الأخبار الكاذبة".

عام أعاد إلى التلفزيون دوراً ظن كُثُر أنه ولّى إلى غير رجعة، مع هجوم الشبكة العنكبوتية وطفرة وسائل التواصل الاجتماعي، فمنذ زمن، لم يعد يخطر في بال أحد أن باستطاعة التلفزيون، أن يعود إلى لعبته القديمة كآلة دعائية للتلاعب بالسياسات الدولية، لكن "روسيا اليوم" فعلتها وأعادت إلى الواجهة صراعات ظننا، لوهلة أنها آلت إلى النسيان، فكانت اتهامات الخصوم لها بالتدخل في الشؤون الداخلية، في أكثر من دولة عملاقة لقلب المعادلات السياسية، من هنا لا يعود غريباً أن يضخ الكرملين، الشبكة بكل هذه الأموال في وقت خُفضت غالبية النفقات الحكومية الأخرى.

ويقيناً إنه بين مقال «بلومبرغ بيزنسوويك» الذي سلط الضوء مطلع العام على الآلة الإعلامية الروسية التي تسير «في اتجاه مضاعفة نفوذها العالمي في الغرب للتأثير في السياسات الدولية»، وإطلاق قناة «روسيا اليوم- فرنسا» قبل أيام قليلة من وداع السنة، شهدت الـ2017 كثيراً من المعارك على جبهة العلاقات الروسية- الغربية، فكانت «روسيا اليوم» مسرحاً للصراعات التي احتدمت بعد اتهام موسكو بالتأثير في مسار الديموقراطية الأميركية عبر التضليل وضخّ البروباغندا والأخبار الكاذبة خلال الانتـــخابات الرئاسية التي فاز فيها دونالد ترامب. ولم يكن غريباً أن تعتبر وكالات استخبارات أميركية أن القناة التي تبث برامجها من الولايات المتحدة بمثابة «الآلة الدعائية الحكومية لروسيا»، وأنها ساهمت في حملة الكرملين للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية العام الماضي لمصلحة ترامب.

وكما في الولايات المتحدة، كذلك في فرنسا، وُجهت اتهامات للشبكة التلفزيونية الروسية بأنها لم تكن في منأى عن الانتخابات الرئاسية، بل أن الرئيس إيمانويل ماكرون نفسه اتهمها صراحة بنشر معلومات مضللة عنه خلال الانتخابات، واستقبل قرار إطلاق القناة أخيراً في بلاده بكثير من الحذر.

ولم تكتف اليد الروسية الإعلامية بهذا الحد، بل هناك اتهامات بامتدادها إلى الانتخابات الألمانية، في محاولات للتأثير في الخيارات السياسية للمهاجرين الروس الذين وفدوا من الاتحاد السوفياتي سابقاً ليستقروا في ألمانيا بعد إثارة مخاوفهم حول توافد المهاجرين إلى أوروبا.

«بروباغندا جديرة بالحقبة السوفياتية»، كتبت «بلومبرغ» في معرض الحديث عن اليد الروسية التي تمتد على الانتخابات الغربية من خلال وسائط عدة، أبرزها الشاشة الصغيرة، ما استدعى تحرك السلطات الأميركية التي فرضت على «روسيا اليوم» أن تسجل رخصتها كوكيل أجنبي غير عابئة بما يمكن أن يقال عن مخالفة مبادئ الديموقراطية وحرية التعبير، خصوصاً حين تحدد «الأخبار الكاذبة» مصير أكبر قوة عظمى في العالم.

«الأخبار الكاذبة» شكّلت أيضاً محور المعركة بين ترامب وشبكة «سي أن أن» التلفزيونية، إلى درجة أن حرب التغريدات عادت واشتعلت بين الرئيس الأميركي وشبكة الأخبار الأميركية على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، بعد نشر ترامب قبل شهر تقريباً تغريدة هاجم فيها «سي أن أن»، قائلاً إنها «تعدّ مصدراً مهماً للأخبار الكاذبة وتعطي صورة سيئة عن الولايات المتحدة للعالم»، فكان جواب «سي أن أن»: «عملنا ليس تقديم الولايات المتحدة للعالم، إنه عملك، مهمتنا هي تقديم الأخبار». وهنا بالذات بيت القصيد، فلا عجب أن ينعكس الجنون الذي يعيشه العالم على المنصات الإعلامية، وتحديداً على شاشة التلفزيون، فتنتعش «البروباغندا» على حساب «الخبر». ولنا في بلادنا أمثلة لا تعد ولا تحصى، خصوصاً في زمن «داعش» وأخواته حيث وقع الخطاب الإعلامي في قبضة لغة خشبية، أرجعتنا في الذاكرة إلى حقبة سابقة، لا تعير وزناً إلا للأجندات السياسية الضيقة. وبالتالي، لم تعد نشرات الأخبار مادة للأخبار بل باتت مادة لكل أنواع السموم والتلفيق والأخبار الكاذبة. ولا عجب أن تتداول الشاشات أخباراً متناقضة، كل شاشة بحسب أهوائها وأيديولوجيتها وميولها السياسية. فما نشرته، مثلاً، هذه الشاشة من أفلام مصورة لـ «أسرى من مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي بعدما وقعوا في يد قوات سورية الديموقراطية بعد تحرير الرقة»، ليس على شاشة مناوئة إلا «مسرحية فاشلة عن بطولات وهمية للأكراد». وعلى هذا المنوال، وأكثر، برزت الاصطفافات السياسية، بحيث لا يعود هناك غرابة في أن يلجأ المشاهد إلى القناة التي تثير غرائزه، نابذاً كل ما عداها. أما الحديث عن مشاهد محايد فشبيه بالحديث عن جمهورية أفلاطون.

تُرى، هل من خوف بعد على مستقبل التلفزيون؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قناة روسيا اليوم تُعيد إلى التلفزيون تأثيره على الشعوب قناة روسيا اليوم تُعيد إلى التلفزيون تأثيره على الشعوب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab