الرباط - وسيم الجندي
انطلق مشروع إنتاج الطاقة باستخدام الشمس في مدينة ورزازات الواقعة بالقرب من الصحراء الكبرى في المغرب، لتوفير ما يقرب من نصف الطاقة الكهربائية في المغرب باستخدام الطاقة المتجددة بحلول عام 2020، ويأتي هذا المشروع في سياق طموحات المغرب في استخدام صحاريها غير المستغلة لتصبح قوة شمسية عالمية.
وعند اكتمال المشروع الذي سيكلف تسعة مليارات دولار، سيكون من أكبر مشاريع مولدات الطاقة الشمسية في العالم، وستنتهي المرحلة الأولى من المشروع الشهر المقبل، من خلال تركيب تكنولوجيا المرايا النادرة وغالية الثمن وغير المنتشرة حول العالم بعد ، وهي قادرة على مواصلة إنتاج الكهرباء حتى بعد غروب الشمس.
وعرفت إمكانيات الطاقة الشمسية في الصحراء لعقود عدة ماضية، وتحديدًا في أعقاب كارثة انفجار المفاعل النووي "تشرنوبل" في عام 1986، ويعتقد أن الصحاري تتلقى في ساعات قليلة ما يكفي من الطاقة لتسد احتياجات البشر لمدة عام كامل، ويكمن التحدي في نقل هذه الطاقة إلى المراكز السكنية.
ووضع المهندسون في المرحة الأولى والتي تسمى "نور" 500 ألف مرآة في حوالي 800 صف تتبع الشمس أينما تتجه في السماء، وعند الانتهاء ستتمكن المحاطات الأربع في ورازازات من تشغيل مساحة كبيرة مثل العاصمة المغربية الرباط، وتوليد 580 ميغاواط من الكهرباء وهو ما يكفي لمليون منزل، وتستطيع المرحلة الأولى توليد 160 ميغاواط من الكهرباء.
وتعتقد وزير البيئة المغربية حكيمة شرم حايتي، أن تأثير الطاقة الشمسية على المنطقة في هذا القرن سيكون مثل تأثير إنتاج النفط في الماضي، وخصوصًا أن المغرب تستورد 94% من احتاجتها من الوقود الأحفوري من الخارج ، مما يمثله هذا من عبء على ميزانية الدولة.
وترتكز كل مرآة والتي يبلغ ارتفاعها 12 مترًا على مجموعة من الأنابيب الخاصة بنقل الحرارة والتي تبلغ 393 سليزيوس وتلتف لتصل إلى المحرك، وهناك تصل الحرارة إلى الماء لتولد البخار الذي يحرك توربينات توليد الطاقة، وتخزن الأنابيب الحرارة لمدة ثلاث ساعات بعد غياب الشمس، وبالتالي السماح بتوليد الكهرباء للمنزل في الليل.
ويؤكد القائمون على المشروع أن مرحلتي نور 2 ونور 3 المقرر افتتاحه في 2017 سيكون قادرًا على تخزين الطاقة لمدة تصل إلى ثماني ساعات، وبالتالي كهرباء لمدة 24 ساعة لسبعة أيام في الأسبوع من الطاقة الشمسية.
وبيّن مدير المشروع راشد البياض، أن التحدي الأكبر يكمن في إنهائه في الوقت المحدد، والتمكن من تغطية مدن الجنوب في المغرب والوصول موريتانيا.
وأشار إلى أن حلم ملك المغرب أن تصل الطاقة الشمسية من المغرب إلى مكة، وسواء تحقق هذا الحلم أم لا، فإن فكرة هذا المشروع وتنفيذه سيؤدي إلى استقرار هذه البلاد وما حولها، فالمحادثات مع تونس مستمرة، وتظل صادرات الطاقة في شمال البحر المتوسط هدفا رئيسيًا على الرغم من انهيار مشروع "ديزرتيك" في عام 2013 ، وهو المشروع الألماني لتزويد أوروبا بحوالي 15% من طاقتها المستهلكة من صحاري شمال أفريقيا بحلول عام 2050.
ويعتقد القائمون على المشروع بأنه من الممكن تصدير الطاقة لأوروبا، بدءا من إسبانيا ثم تمتد بعد بناء شبكة مناسبة، وتركز حكومة المغرب حاليًا على تلبية احتياجاتها من الطاقة من أجل التمتع باستقلال مواردها، وستشمل خطة العمل ذات يوم تحلية المياه، في بلد يعتبر فيه الجفاف مشكلة حقيقة، ويواصل العمال والمهندسون والتقنيون عملهم الدءوب في المشروع الذي ستطلق مرحلته الأولى بعد شهر.
أرسل تعليقك