هكذا أصبح الدب البني هو العدو الأول للقرويين في رومانيا
آخر تحديث GMT22:09:45
 العرب اليوم -

مع تبادل وصفات لصنع سموم بمواد كيميائية لقتله

هكذا أصبح الدب البني هو العدو الأول للقرويين في رومانيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - هكذا أصبح الدب البني هو العدو الأول للقرويين في رومانيا

الدب البني
بوخارست - عادل سلامه

بالرغم من الحظر الوطني للصيد، أصبح السلوك نحو الدببة عدوانيا على نحو متزايد، حيث قرر بعض القرويين النائيين التعامل مع هذا الأمر وفقا لما يريدون.
وعلى قمة جبال الكاربات، تعرض حارس غابة يدعى كسابا ديميتر أثناء مغادرته الغابة ليلا في بداية هذا الصيف لهجوم من الدب البني من الخلف، وثبته على الأرض، وغرز أسنانه في أطرافه، ومزق ظهره تمزقات عميقة بمخالبه، غطى ديميتر رأسه بمعطفه ومثل أنه ميت، وكتم أنفاسه وصلب أطرافه بينما أخذ الدب يحفر في لحمه، ومرت خمس دقائق قبل أن يتخلى الحيوان عن جسده ويعود إلى الغابة مرة أخرى ببطء، تاركا الحارس بين الحياة والموت فوق الجبل.

أدلى ديميتر بقصته مرات عديدة للصحافيين، الذين نشروها لتصل إلى الآلاف من القراء في جميع أنحاء الريف في رومانيا، وهذا ليس لأن قصته فريدة من نوعها، فهجمات الدببة شائعة نسبيا في رومانيا، وقبل بضع سنوات كانت بالكاد تُعرض في الأخبار المحلية، ولكن في الأشهر الأخيرة تغير الموقف تجاه الدببة، وارتفعت الشهية لعرض قصص هجمات الدببة كثيرا.
 
فعندما تغادر المدن سريعة النمو في رومانيا، وتتوجه إلى المناطق النائية من ترانسيلفانيا سيصبح واضحا ماذا يعني هذا، ففي المدن الصغيرة التي تعود إلى العصر الشيوعي وتقع في سفح الكاربات، تتجمع الحشود لسماع السياسيين يتحدثون عن عقاب "الدببة المسببة للمشكلات"، ويعدون بالقيام بإجراء سياسي للتعامل مع الحيوانات، وبعيدا عن التلال، حيث عشرات القرى النائية البعيد عن العالم، بدأ الناس في التعامل مع الأمر بأيديهم، مع تبادل وصفات لصنع سموم محلية لقتل الدببة.
 هكذا أصبح الدب البني هو العدو الأول للقرويين في رومانيا

ويحتوي السم المثالي على شيء حلو وذي رائحة نفاذة لجذب انتباه الدب، مختلط مع مواد كيميائية قوية بما فيه الكفاية لقتل حيوان يزن 300 كغم، وببطء شديد لضمان أن ينهار الدب على بعد أميال كثيرة، وقد تحدث العديد من القرويين إلى "غارديان"، ورأوا جميعا أن قتل الدببة ضرورة حتمية، وأن الحكومة قد تخلت عنهم ليدافعوا عن أنفسهم، والدببة تمثل تهديد لا يمكن تجاهله، فيما يسود الاعتقاد أن أكثر من 6000 دب بني يعيشون في رومانيا على طول سلسلة الجبال التي تمتد 500 ميلا، ولأكثر من 25 عاما بعد سقوط الشيوعية في عام 1989، تركت الحكومة إدارة الحيوانات للمئات من جمعيات الصيد الإقليمية، وفي كل عام، تقدم الجمعيات تقريرا بعدد الدببة في منطقتها، فضلا عن عدد الدببة التي تُعد خطيرة على البشر، وبناء على ذلك تُرصد الحصة المخصصة لكل جمعية الصيد، والتي من شأنها أن تتجاهل صيد الدببة المسببة للمشكلات، في مقابل تحويل الجمعيات لشركات صيد خاصة تخدم الصيادين من جميع أنحاء العالم.
 
وفي أكتوبر /تشرين الأول الماضي، اتخذت الحكومة الرومانية قرارا مفاجئا بحظر صيد الدببة وغيرها من آكلات اللحوم الكبيرة، إذ زعمت وزيرة البيئة المعينة حديثا كريستيانا باسكا بالمر أن "الصيد من أجل المال كان غير قانوني بالفعل، ولكنه كان متاح على أية حال"، كما زعمت أن فكرة قيام الحكومة بحماية المواطنين من الدببة مجرد غطاء لصناعة الصيد، ولا يستند إلى شيء سوى علوم زائفة، ولكن انتهى التفاؤل سريعا، ففي الـ12 شهرا التي انقضت منذ الحظر، نمت حركة تدعو إلى إعدام الدببة على نطاق واسع وحصلت على زخم، مما حول المشكلة المطروحة بشأن الدببة من نقاش سياسي إلى ما وصفه زعيم الحركة كسابا بوربولي بأنه "شيء من قبيل الحرب".
 هكذا أصبح الدب البني هو العدو الأول للقرويين في رومانيا

وفي مقاطعة هارغيتا، وهي منطقة يمكنك الشعور فيها بوجود الدببة حقا، كل شخص تقريبا لديه قصة ليقولها عنها، من امرأة تشرح كيف استيقظت في ليلة من ربيع هذا العام لتجد دب بني يزن 200 كغم يتجول حول مرحاضها، إلى مئات المزارعين الذين يتقدمون للحكومة كل عام للحصول على تعويض عن فقدان الماشية والمحاصيل.
 
وقد صعد بوربولي رئيس المقاطعة إلى الشهرة والقوة من خلال إطلاق الوعود حول "استعادة التوازن الطبيعي" بين الدببة والناس، حيث يدعي أن عدد هجمات الدببة على الأشخاص والمحاصيل والماشية في المنطقة قد تضاعف في الأشهر الـ12 التي انقضت منذ حظر الصيد، حيث بلغ عدد الهجمات على الأشخاص والمحاصيل والماشية 263 حادثا حتى الآن هذا العام، وهو يرجع ذلك إلى الارتفاع الكبير في أعداد الدببة الناجمة عن اعتبارها فصائل محمية، و"التدهور الوراثي والسلوكي" لدى الدببة التي تدخل إلى المجال البشري دون عقاب كما يزعم، وقد رفض العلماء في رومانيا وخارجها هذا التحليل على نطاق واسع، ولكن في ريف رومانيا صوت أن بوربولي له التأثير الأعلى.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا أصبح الدب البني هو العدو الأول للقرويين في رومانيا هكذا أصبح الدب البني هو العدو الأول للقرويين في رومانيا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab