الأرض على أبواب أزمة وشيكة في المياه العذبة نتيجة الاحترار العالمي
آخر تحديث GMT15:39:26
 العرب اليوم -

في ظلّ الانفجار السكاني والإفراط في الريّ وغيرها من العوامل البشرية

الأرض على أبواب أزمة وشيكة في المياه العذبة نتيجة الاحترار العالمي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الأرض على أبواب أزمة وشيكة في المياه العذبة نتيجة الاحترار العالمي

أزمة نفاد مياه الشرب في كيب تاون
كيب تاون - العرب اليوم

تعيش الأرض أزمة مياه منذ وقت طويل، لكن ارتفاع حرارتها بفعل التغيّر المناخي يهدد بمفاقمتها وتسريع وتيرتها، ليكون العالم على أبواب أزمة وشيكة في المياه العذبة. وفي ظلّ الانفجار السكاني والإفراط في الريّ وغيرها من العوامل البشرية، صارت خزانات المياه العذبة الطبيعية في الأرض مهددة بالجفاف، ثم أضيف إلى ذلك الاحترار المناخي الذي يوشك، إن استمرت وتيرته على حالها، بالتسبب مع العوامل الأخرى بأزمة كبيرة في المياه العذبة على الأرض.

قبل سنوات، كانت مدينة كيب تاون، ثاني أكبر مدن جنوب أفريقيا، بمنأى عن أزمة الجفاف. ففي عام 2014 كانت خزاناتها الستة مليئة بالماء، لكن بعد ثلاث سنوات من الجفاف القاسي بلغت هذه الخزانات أدنى منسوب لها، وبات السكان مدعوين لعدم استخدام أكثر من خمسين لتراً يومياً للشخص الواحد.

وكان خبراء المناخ حذّروا من هذا الأمر، وقالت المسؤولة في مقاطعة الكاب الغربية هيلين زيل: "قد يضربنا الاحترار المناخي عام 2025 (...) لقد حذّرتني خدمات الأرصاد الجوية من أن نماذجهم لم تعد صالحة". في العقود الماضية، أخذت أزمة المياه بالتمدد في العالم. وصار المنتدى الاقتصادي العالمي يدرجها ضمن التهديدات العالمية التي يمكن أن يكون لها أشد الآثار، مثل الكوارث الطبيعية وموجات الهجرة والقرصنة المعلوماتية.

وفي سهل الغانج، حيث يعيش 600 مليون شخص بين الهند وباكستان وبنغلادش، "تُضخّ المياه الجوفية بوتيرة مرعبة"، وفق غراهام كوغلي الباحث في جامعة ترنت الكندية. وأظهرت دراسة حديثة أن نصف المياه هناك ملوّث بالملح والزرنيخ، وغير صالحة للري والشرب.

وتؤمّن الخزانات الجوفية مياه الشرب لما لا يقل عن نصف سكان الأرض، إضافة إلى 40 في المائة من الماء المستخدم في الزراعة. لكن هذه الخزانات لا تمتلئ بسهولة كما يمتلئ أي خزان بعد هطول المطر. ولذا فإن هذه الخزانات الجوفية لا يمكن أن تعدّ مصدراً متجدداً للمياه. ووفقاً لعالم المناخ بيتر غليك، فإن غالبية مناطق العالم قد بلغت "ذروتها المائية". ويوضح ذلك لوكالة "فرانس برس"، قائلاً: "الناس يعيشون في مناطق يستخدمون كل المياه المتجددة فيها، بل أسوأ من ذلك، اذ يفرطون في ضخّ المياه الجوفية".

ومن شأن سوء الاستخدام هذا أن يؤدي لتسرّب المياه المالحة إلى الخزانات الجوفية، وأيضاً إلى انهيارات في التربة تجعل عشرات المدن مثل جاكرتا ومكسيكو وطـــوكيو تغــوص في الأرض قليلاً كل سنة. ويقول آريين هوكسترا من جامعة تفنته الهولندية "يعاني نصف بليون شخص في العالم من نقص المياه على مدار السنة (...) ويضاف إلى كل ذلك الشحّ في المياه الناجم عن الاحترار المناخي".

فقد ارتفعت حرارة الأرض درجة واحدة مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، ويتخوّف الخبراء من أن يبلغ هذا الارتفاع درجة ونصف درجة، أو درجتين خلال القرن الحالي، مع ما يعنيه ذلك من آثار كارثية على المناخ والبيئة والمياه.

ويقول خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، إن كل درجة من الارتفاع تجعل 7 في المائة من سكان الأرض يفقدون 20 في المائة من مواردهم من المياه المتجددة. وعلى العالم أن يواجه مع حلول عام 2030، عجزاً في المياه بنسبة 40 في المائة من الحاجة، في حال لم تتخذ الإجــراءات الضرورية لوقف احترار الأرض. وفي الوقت ذاته، يُتوقّع أن يرتفع الطلب بنسبة 55 في المائة بسبب النمو السكاني خصوصاً في مدن الدول النامية. ويقول غليك "مع تفاقم ظاهرة التغير المناخي، ستتفاقم آثارها على موارد المياه". ويتوقع أن تكون مناطق واسعة من أفريقيا هي الأكثر تأثراً بهذا الأمر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأرض على أبواب أزمة وشيكة في المياه العذبة نتيجة الاحترار العالمي الأرض على أبواب أزمة وشيكة في المياه العذبة نتيجة الاحترار العالمي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab