عمان _ العرب اليوم
أكد الدكتور رمزي طبلت، أخصائي أمراض القلب والأوعية الدموية، أن أمراض القلب والأوعية الدموية مسؤولة عن ما يقارب 35% من حالات الوفاة الإجمالية في الأردن، حيث تشير دراسات وأبحاث إلى وجود شُح في المعلومات لدى الأردنيين فيما يتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى الافتقار للتوعية بضرورة تبنّي نمط حياة صحي ، مبينًا أن عدم وجود تصوّر دقيق للمخاطر قد يتسبب في قصور في السلوك الوقائي لدى الأفراد، مع إغفالهم الحاجة للبحث عن أساليب مبكرة لإنقاذ الحياة عند ظهور أعراض الإصابة بأمراض القلب، في حين يمكن للمعرفة بمخاطر أمراض القلب التأثير بشكل كبير على القرارات المتخذة من البالغين بشأن الاعتناء بصحتهم.
وأوضح أن الوقاية بالنسبة لحكومات المنطقة كانت هدفًا بعيد المدى، يتمثل في التصدي للخطر المتنامي لأمراض القلب والأوعية الدموية، فحملات التوعية والمواد التعليمية وبرامج التغذية هي طرف رئيسي في المعادلة، ومع ذلك من الضروري فهم العناصر الكامنة التي من شأنها المساعدة في الوقاية من الإصابة بأحد هذه الأمراض. واشار طبلت إلى الأسبرين بإعتبار أنه يساعد على خفض خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، فهو يعزز فرص نجاة الأفراد في مثل هذه الحالات، وفي حال أصيب الإنسان بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، يصف له الطبيب غالباً جرعة يومية من الأسبرين، قائلاً: "بالإضافة إلى أنه مساعد فعال في منع عملية تخثر الدم، فعندما ينزف الإنسان تقوم خلايا التخثر في الدم، والتي تسمى الصفيحات الدموية، بالتجمع فوق بعضها على جدار الجرح، حيث تساعد الصفائح على تشكيل غطاء يغلق الأوعية الدموية حتى يمنع النزيف. وفي حال كانت الأوعية الدموية ضيقة نتيجة لتصلب الشرايين، أي تجمّع الترسبات الدهنية في الشرايين، يمكن للترسبات الدهنية أن تجعل الشرايين تنفجر، ثم يتخثر الدم بسرعة ليسد الشريان. هذا الأمر يمنع تدفق الدم إلى القلب ويتسبب في النوبة القلبية، وهنا يكون للأسبرين دور في خفض تكتل الصفائح الدموية، وبالتالي المساعدة على تجنّب الإصابة بنوبة قلبية ثانية، وعلى الرغم من سهولة شرائه دون وصفة دوائية، إلا أنه لا يتوجب على الجميع تعاطي الأسبرين للوقاية من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية".
وأضاف: "قد يؤدي نقص التوعية بمخاطر السكتة الدماغية في الأردن إلى تأخر وصول المصاب بالسكتة الدماغية إلى المنشآت المتخصصة، وبالتالي عدم حصول المريض على العلاج في الوقت المناسب، وللوصول إلى برنامج تثقيفي صحي فعّال، من الضروري تحديد الفئات السكانية المستهدفة التي لا تمتلك وعيًا كافيًا بالسكتة الدماغية، إذ يمكن بلوغ النسبة المطلوبة من الوعي عن السكتة الدماغية لدى السكان الأردنيين، عبر التشجيع على البرامج التثقيفية في المجتمع، وإشراك وسائل الإعلام والمدارس والجامعات والحكومات". وعلى مستوى المنطقة، قال: "ما زلنا نشهد أرقامًا تنذر بالخطر لحالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، على الرغم من مبادرات وحملات التوعية المتنوعة والمتعددة، وهذا الأمر يمثل قلقًا صحيًا عامًا، فمثل هذه الأمراض تشكّل تهديدًا أكبر نظرًا لوجود عدد كبير من الأفراد المصابين بالمرض وغير المشخصين بعد، والطريقة الوحيدة التي يتم من خلالها السيطرة على أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية هي تضافر الجهود والتعاون الوثيق بين كل الجهات في قطاع الرعاية المستمرة"، منوهًا بضرورة استشارة الأطباء قبل تناول الأسبرين أو أي دواء آخر.
أرسل تعليقك