علاجات ثورية للاضطرابات النفسية بالواقع الافتراضي
آخر تحديث GMT11:23:34
 العرب اليوم -

علاجات ثورية للاضطرابات النفسية بالواقع الافتراضي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - علاجات ثورية للاضطرابات النفسية بالواقع الافتراضي

الاضطرابات النفسية
القاهرة - العرب اليوم

يظهر استخدام تقنية الواقع الافتراضي في علاج العديد من المشاكل النفسية، نجاحا لافتا، ولاسيما بمواجهة اضطراب ما بعد الصدمة، والقلق، والرهاب، وهي أمراض آخذة في الازدياد بعد شهور من تفشي جائحة كوفيد-19، وما رافقها من الهواجس، في ظل إغلاقات وعزلة وتباعد اجتماعي. وتتيح التقنية للمرضى مواجهة مخاوفهم وذكرياتهم القاسية المرتبطة بمنشأ معاناتهم، لتثبت لهم أنهم يستطيعون البقاء على قيد الحياة من خلال زيارة تجاربهم القديمة بمحاكاة افتراضية. وقد درس الأكاديميون إمكانات تقنية الواقع الافتراضي في علاج اضطرابات القلق منذ التسعينيات، واكتسبت الممارسة زخما متزايدا بعد أن تطورت التكنولوجيا وأصبحت الأجهزة ميسورة التكلفة.

وكان جهاز الواقع الافتراضي، الذي استخدم لعلاج الناجين من اعتداءات 11 سبتمبر، يكلف حوالي 25 ألف دولار، بينما يبلغ متوسط ثمنه اليوم أقل من 300 دولار. وأشارت دراسة أجرتها المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في أبريل، إلى زيادات كبيرة في ظهور أعراض اضطرابات القلق.وأبلغ العاملون في مجال الرعاية الصحية عن ارتفاع معدلات اضطراب ما بعد الصدمة أثناء الجائحة. وبحسب دراسة أجريت في فبراير على 1000 عامل في الخطوط الأمامية، فإن ما يقرب من ربعهم أظهر علامات محتملة للاضطراب. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن الدكتورة نومي ليفي كاريك، وهي مشرفة خدمات الطب النفسي للمرضى الخارجيين في مستشفى "بريغهام والنساء" في بوسطن، أن الجائحة "تسببت في صدمة للعديد من الأشخاص بطرق عديدة". وأضافت الطبيبة أن الحزن، والعزلة، والاضطراب الاقتصادي، وغياب الأمن الغذائي والسكني، و"الإجهاد السام" للإغلاق، وتصاعد العنف المنزلي أثناء الجائحة، يمكن أن تكون كلها ضغوطا مؤلمة.

تجربة جندي مصاب باضطراب ما بعد الصدمة

أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" تجربة الجندي في مشاة البحرية الأميركية، كريس ميركل، الذي أصيب بعد خدمته الطويلة في كل من العراق وأفغانستان، بأعراض شديدة لاضطراب ما بعد الصدمة، فكان يشعر بالتوتر دائما، ويغضب بسهولة، ويتجنب التفكير أو الحديث عن الوقت الذي قضاه في الخدمة. وبعد شهور، وعندما تفاقمت الأعراض وشعر ميركل باليأس من الحصول على حل لمشاكله النفسية، قرر تجربة العلاج بمحاكاة ذكرياته المؤلمة من خلال تقنية الواقع الافتراضي، في مستشفى المحاربين القدامى في لونغ بيتش، بكاليفورنيا. وقال ميركل إن التفاصيل خلال تجارب المحاكاة كانت دقيقة للغاية، من حيث الشاحنة العسكرية، ووزن البندقية في يديه، ومنظر الرمال خلال الليل، وإطلاق النار عليه.

وخلال التجربة، وعندما أصبح بمواجهة ذكريات كان يتجنبها لأكثر من 10 أعوام، كانت عضلاته متوترة، وتسارع نبض قلبه، وشعر بالرعب، وقال إن "جسدي كان يتفاعل، لأن عقلي كان يقول: إن هذا يحدث لنا." وبعد الانتهاء من جلسة العلاج الأولى بتقنية الواقع الافتراضي، شعر أن مواجهة الماضي أثبتت له أنه يستطيع مواصلة حياته، وأن الجلسة "كانت أكبر قفزة" في رحلته العلاجية المستمرة منذ سنوات. وبعد حوالي سبع جولات من المحاكاة بتقنية الواقع الافتراضي، بدأ ميركل يستعيد أجزاء من ذاكرته، التي تجنبها دماغه كاستجابة شائعة لاضطراب ما بعد الصدمة. وقال ميركل إنه شعر وكأنه في رواية خيالية وأن "الشر يخرج من جسده"، والعلاج يعمل، وأصبح أقل خوفا من ذكرياته ومن نفسه، وشعر أخيرا بالتحسن.

تخفيف الإرهاق والتوتر

ويستخدم العديد من الأطباء والمؤسسات تقنية الواقع الافتراضي لعلاج اضطرابات أخرى. فأثناء جائحة كوفيد-19، اختبرها باحثون من جامعة "جونز هوبكنز"، لتقليل الإجهاد والإرهاق لدى عاملين في المجال الطبي. وفي إحدى التجارب، التي شارك فيها 50 من العاملين الطبيين في قسم مخصص لعلاج مرضى كوفيد-19، واختبروا خلالها تأملات لحقول وشلالات متحركة، أبلغ جميع المشاركين، باستثناء واحد، عن انخفاض مستويات التوتر لديهم. يذكر أن منتجات العلاج بالواقع الافتراضي الموجهة للمستهلكين، لا تزال نادرة في الوقت الحالي، ولا يغطي التأمين الطبي سوى القليل منها، وغالبا ما تشترط الشركات التي تبيعها، استخدامها بوجود مختصين.

قد يهمك ايضا:

نظارة الواقع الافتراضي المنتظرة من آبل قد تظهر العام المقبل

أستاذ الطب النفسي يؤكد أن مروجي شائعات وفاة النجوم يعانون من قصور في الشخصية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علاجات ثورية للاضطرابات النفسية بالواقع الافتراضي علاجات ثورية للاضطرابات النفسية بالواقع الافتراضي



GMT 06:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عوامل الخطر الرئيسية لسرطان الفم

GMT 02:51 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

48 وفاة و8 آلاف إصابة بالكوليرا في محافظة يمنية منذ مطلع 2024

GMT 03:41 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة جديدة تكشف أن أكثر من 800 مليون مريض سكري حول العالم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab