حملة التحريض على اللاجئين الأفارقة تشهد تصعيدًا خطيرًا في الجزائر
آخر تحديث GMT02:39:51
 العرب اليوم -

حملة التحريض على اللاجئين الأفارقة تشهد تصعيدًا خطيرًا في الجزائر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حملة التحريض على اللاجئين الأفارقة تشهد تصعيدًا خطيرًا في الجزائر

اللاجئين الأفارقة
الجزائر ـ عمار قردود

شهدت حملة التحريض واسعة النطاق على اللاجئين الأفارقة التي  شنها بعض الجزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تصعيدًا خطيرًا و غير مسبوق و ذلك بالاعتداء على مهاجرين أفارقة غير شرعيين في ولايتين  جزائريتين حتى الآن،  حيث  تعرض مهاجرون سريون أفارقة للاعتداء في مدينة تمنراست اقصى الجنوب الجزائري، وفي  عين البيضاء  بولاية  أم البواقي-شرق الجزائر- .

فقد أقدم، أمس الأربعاء، أشخاص مجهولون في مدينة عين البيضاء شرق ولاية أم البواقي على حرق محلات تجارية مهجورة تأوي لاجئين أفارقة، حيث تم الاستيلاء على بعض الأثاث والملابس فيما تم حرق البقية التي يعتمد عليها المهاجرين السريين الأفارقة في معيشتهم. ومنفذو هذا الاعتداء غير الإنساني اغتنموا فرصة توجه اللاجئين الأفارقة إلى مختلف شوارع المدينة للتسول، فقاموا بمداهمة المحلات واستولوا على ما وجدوه من أموال جمعها الأفارقة من التسول والعمل في ورشات البناء، ثم قاموا بإضرام النار في الأثاث والملابس، وحين عاد الأفارقة وجدوا كل شيء قد سرق أو احترق لتتدخل مصالح الدفاع المدني لإطفاء ألسنة النيران، فيما فتحت مصالح الأمن الجزائرية تحقيقًا في الحادثة، بينما ساعدهم بعض المواطنين على تنظيف المحلات ومنحوهم ملابس وأفرشة وأكل.

 وبحسب مصادر متطابقة لـ"العرب اليوم" فإن هذه الاعتداءات وراءها أشخاص مجهولون يريدون ترحيل هؤلاء اللاجئين الأفارقة حتى يستعملوا المحلات التجارية التي استولى عليها هؤلاء اللاجئون من غير مبرر. كما تعرَّض  مهاجرون سريون أفارقة في حي "قطع الواد"  في ولاية تمنراست  ،صباح أمس الأربعاء، للاعتداء من قبل مجهولين لاذوا بالفرار، أغلب الشواهد بالإضافة إلى  مصادر أمنية جزائرية أكدت أن الحادث إجرامي،  ربما له علاقة بدعوات لترحيل المهاجرين السريين الأفارقة من الجزائر.

هذا و قد أطلق ناشطون جزائريون على موقعي  التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" حملة غير مسبوقة ضد ظاهرة توافد اللاجئين الأفارقة خاصة الماليين والنيجيريين إلى الجزائر وما أفرزه من مظاهر عدة  في  المدن الجزائرية، حيث اعتلى هاشتاغ #لا_للأفارقة_في_الجزاير قائمة الترند على موقع "التويتر" بعدد يتجاوز الثلاثة آلاف تغريدة تتنوع مضامينها  بين التأييد للحملة ورفضها، فيما أنشئت الكثير من الصفحات التي تحمل نفس الشعار على موقع "الفيسبوك" تنادي السلطات الجزائرية بتهجير اللاجئين الأفارقة من الجزائر .و قام رواد الحملة بتداول العديد من الصور التي توضح الوضع الكارثي الذي وصلت إليه تجمعات اللاجئين الأفارقة في غياب  تنظيم  حكومي يخفف من وقع الأزمة.
ويتوافد الآلاف من المهاجرين الأفارقة إلى الجزائر منذ سنة 2014، حيث  تشير تقارير إلى أن عددهم يقارب 30 ألف مهاجر، قادمون من النيجر ومالي وحتى نيجيريا، محطتهم الأولى تكون ولاية تمنراست ثم سرعان ما ينتشرون بسرعة البرق في كامل أنحاء الجزائر،بينما كشفت إحصاءات الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أن عدد اللاجئين المقيمين في الجزائر يتراوح بين 144 ألف إلى 228 ألف لاجئ، ويبلغ عدد المهاجرين الأفارقة بين 16 ألف و279  ألف إفريقي.

وكشف وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي أخيرا, أن ارتفاع عدد المهاجرين في الجزائر يشهد تزايد مستمر وأصبح هذا الأمر يشكل مصدر قليل كبير للحكومة الجزائرية, وقال المسؤول الجزائري إن عمليات ترحيلهم لازالت متواصلة بالتنسيق مع بلدانهم الأصلية. وكشف من جانب آخر عن إعداد بطاقة وطنية لإحصاء أعداده ووضعيتهم بدقة.
و قال السفير لزهر سوالم, مدير حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية والشؤون الثقافية والعلمية والتقنية الدولية بوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية خلال تدخله في أشغال يوم دراسي بشأن "اللاجئين بين الاتفاقات الدولية  والإقليمية والواقع", المنظم بمناسبة إحياء اليوم العالمي للاجئين ويوم اللاجئ  الإفريقي حول وضع الرعايا السوريين  بالجزائر والبالغ عددهم "نحو أربعين ألفًا", مذكرًا بأن الجزائر "تعتبرهم ضيوفًا  وليسوا لاجئين, وهو نفس الأمر بالنسبة للأفارقة الذين تتعامل معهم على هذا  الأساس من خلال توفير الرعاية الصحية لهم و ضمان حق التمدرس لأبنائهم".

كما أوضح في سياق ذي صلة بأن الجزائر "تمتلك ملفا محينا حول عددهم, عكس  الكثير من البلدان التي لا تمتلك إحصاءات بشأن عدد اللاجئين الموجودين على  أراضيها" ويستند موقف الجزائر من هذه المسألة --مثلما أشار إليه ذات المسؤول-- إلى  "تاريخها الذي شهد معاناة شعبها من ويلات سياسات التهجير التي مارسها  الاستعمار الفرنسي، حيث كانت قد أحصت ثلاثة ملايين لاجئ في مختلف الأقطار, مما  جعل منها ملاذا للمضطهدين", مذكرا باحتضانها للعديد من المناضلين الذين وجدوا  بالجزائر الحماية والدعم, فضلاً عن مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين عاشوا  لسنوات على أراضيها. هذا و يشارك وزير الشؤون الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل  "في قمة التضامن مع  اللاجئين" المرتقبة يومي الخميس و الجمعة في كامبالا (أوغندا)، حسب بيان  لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية صدر أمس الأربعاء. وأوضح ذات المصدر أن هذه القمة التي يشرف على تنظيمها معا الرئيس الأوغندي  يوري موسيفيني و الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس "ستعكف على بحث  المسائل المتعلقة بتطبيق الالتزامات المتضمنة في إعلان نيويورك حول اللاجئين والمهاجرين المصادق عليه من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2016". 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حملة التحريض على اللاجئين الأفارقة تشهد تصعيدًا خطيرًا في الجزائر حملة التحريض على اللاجئين الأفارقة تشهد تصعيدًا خطيرًا في الجزائر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab