الخرطوم ـ جمال إمام
أكّدت الحكومة السودانية اكتمال استعداداتها لاستضافة اللقاء المباشر الثاني بين رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، ونائبه السابق زعيم حركة التمرد الرئيسية ريك مشار، في الخرطوم، الإثنين لمناقشة حلّ القضايا العالقة، بشأن تقاسُم السلطة والترتيبات الأمنية، وأعلنت عن حضور الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني هذا اللقاء.
وقال وزير الخارجية السوداني الديرديري محمد أحمد للصحافيين، الأحد، إن اجتماع الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رئيس الحركة الشعبية في المعارضة ريك مشار، ينطلق الإثنين في الخرطوم، تنفيذا لتفويض الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (الإيقاد) الخميس الماضي، وأضاف أن الرئيس عمر البشير تقدم بمبادرة لعقد اللقاء بين كير ومشار، وأن المبادرة وجدت ترحيبا ومساندة من قادة هيئة "الإيقاد" خلال القمة الأخيرة في أديس أبابا.
وأوضح الوزير السوداني أن شركاء "الإيقاد" من دول الترويكا (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج) أكدوا دعمهم ومساندتهم لعقد اللقاء في الخرطوم، وأنه سيحضر ممثلون عن هذه الدول، وقال إن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني سيحضر اجتماع كير ومشار الإثنين، معربا عن تفاؤله بنجاح القمة بين الفرقاء الجنوب سودانيين، التي قال إنها ستستمر لمدة أسبوعين، بدءا باجتماع الزعيمين في القصر الرئاسي وبيت الضيافة، وإن الجولة الثانية ستنطلق على مستوى وفود التفاوض، وسوف تنعقد في الأكاديمية الاستراتيجية الأمنية، وأضاف أنّ الرئيس سلفا كير سيعود من وقت إلى آخر بين الخرطوم وجوبا، باعتبار أنّ لديه مهام تصريف أعمال بلاده.
ونفى الديرديري ممارسة حكومته ضغوطا وتأثيرا على الطرفين، وقال: "نحن لا نحدد مسار الأمور أو مستقبل جنوب السودان، بل نقدم تصوراتنا وندعو الناس للالتفاف حولها"، مؤكدا حضور المجتمع المدني الجنوب سوداني للمشاركة وإجراء لقاءات مع الزعيمين والأطراف الأخرى، وإشاعة روح السلام، مشددا على عدم وجود ضمانات لإنجاح القمة بين الرئيس سلفا كير وزعيم التمرد ريك مشار، وقال: "لا ضمان في السياسة، ولكننا نتطلع إلى أن يتحقق في هذه الجولة اختراق بشأن القضايا العالقة، لأن هذه الجولة تختلف عن السابقة، لا سيما أن الإقليم بأكمله يقف وراءها، والتوصل إلى تسوية ووحدة الإقليم مطلوب، وليس هناك تنافس بين عواصم دول المنطقة حول تحقيق السلام في جنوب السودان".
وقال وزير الخارجية السوداني إن زعيم المعارضة المسلحة ريك مشار ليس معتقلا في جنوب أفريقيا، وإن وجوده هناك كان بطلب من دول "الإيقاد".
وتنتقل الاجتماعات المباشرة بين رئيس جنوب السودان سلفا كير وزعيم المتمردين إلى نيروبي في يوليو/ تموز المقبل، ومن ثم يعقد اجتماع نهائي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للتوقيع على اتفاق السلام، وفق المقترحات التي قدمتها هيئة "الإيقاد" قبل أكثر من أسبوع لجميع الأطراف.
وعقد كير ومشار أول محادثات مباشرة بينهما منذ نحو العامين الأربعاء الماضي، في أديس أبابا، بوساطة رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد، لكن مشار فاجأ الصحافيين قبيل الاجتماع بتأكيده أن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لتحقيق سلام دائم في البلاد، وأنه سيكون من الضروري التطرق إلى جذور الأسباب التي أدت لاندلاع الحرب الأهلية.
إلى ذلك، وصل وفد من حكومة جوبا، برئاسة وزير الطاقة إزيكيل لول جاتكوث، إلى الخرطوم الأحد، لإجراء محادثات فنية عالية المستوى بين حكومتي البلدين، تتعلق بتشغيل حقول جنوب السودان، وإعادة إنتاجه وتصديره عبر خطوط الأنابيب السودانية.
وكشف وزير النفط والغاز السوداني أزهري عبدالقادر، عن أجندة المحادثات التي تعنى بإعادة الإنتاج النفطي من حقول "الوحدة وسارجاث"، وزيادة الإنتاج من الحقول المنتجة حاليا في فلوج، وجميع هذه الحقول في جنوب السودان التي تستخدم الموانئ السودانية للتصدير عبر الأنابيب، وقال إن الطرفين سيتناولان التفاصيل الفنية المتعلقة ببدء الإنتاج مجددا، وجدولتها في خطة عمل سريعة، وتوقع بأن تغادر الفرق الفنية إلى حقول النفط في أقرب فرصة ممكنة بعد توثيق، على أن يتم الاتفاق ويتحول إلى خطة عمل بمواقيت زمنية محددة.
وقال وزير الطاقة في جنوب السودان إزيكيل لول جاتكوث، إن محادثاته مع نظيره السوداني تأتي تنفيذا لتوجهات رئيسي البلدين لاستئناف الإنتاج النفطي في أقرب وقت ممكن، وأضاف أن إعادة إنتاج النفط في الحقول المعطلة بسبب الحرب ستعود بالفائدة على الدولتين، وتابع: "نحن شعب واحد في بلدين"، مؤكدا أهمية التعاون لتحقيق المصالح المشتركة في إنتاج النفط في الحقول الموجودة في بلاده، وتصديره عبر ميناء بورتسودان، وقال إن الوضع الأمني في مناطق النفط مستقرة، وبيئة العمل أصبحت مهيأة للعمل.
أرسل تعليقك