القدس المحتلة - ناصر الأسعد
بلغ عدد المعتقلين في ملف الفساد المتعلق برئيس الائتلاف الحاكم في إسرائيل النائب ديفيد بيتان، منذ مطلع الأسبوع، نحو 30 شخصية، بينهم سياسيون ورجال أعمال ورجل مافيا، وفي مقدمتهم زوجة بيتان، حجيت، التي حققت الشرطة معها مرتين بشبهة غسل أموال وفرض عليها الاعتقال المنزلي، أما بيتان الذي يتمتع بحصانة برلمانية ولا تستطيع الشرطة اعتقاله قبل أن تنزعها عنه، فقد استدعي للتحقيق للمرة الثانية، أمس، وأمضى في غرفة التحقيق طوال النهار. وحسب مصدر في الشرطة، فإن تقدم التحقيق كشف عن أن قضية الفساد المتورط فيها بيتان أكبر بكثير مما كانت الشرطة تقدر.
واعتقلت الشرطة، أمس، مشبوهين آخرين في هذا الملف، بينهم شخصيات كبيرة في عائلة جاروشي المتهمة بالتورط في أنشطة إجرامية، التي يشتبه أحد أفرادها برشوة بيتان حين كان نائباً لرئيس بلدية ريشون لتسيون، مقابل الحصول على مناقصة، وخلال التحقيق مع زوجة بيتان، سعى المحققون إلى معرفة تفاصيل تحويل الأموال إلى حسابها البنكي الذي عُثر فيه على مليون ونصف المليون شيقل (430 ألف دولار). ونفت زوجة بيتان أن تكون هذه أموال رشوة، وقالت إنها لم تكن تدير الحساب. وأضافت للمحققين: “لو كان بيتان يتلقى رشوة، لما كانت لدينا ديون حتى اليوم. فما الذي تتحدثون عنه؟”.
وحققت الشرطة مع بيتان يوم الأحد الماضي لمدة 14 ساعة. لكن بيتان ينفي الشبهات المنسوبة إليه. وتعتقد الشرطة بأن حسام جاروشي الذي تصفه بأنه “ابن عائلة مافيا” معروفة في اللد، قام بتسديد ديون بيتان مقابل حصوله على مناقصة في البلدية. وحققت الشرطة مع حسام الأحد أيضاً، فنفى وجود علاقة بينه وبين بيتان: “لا تجارية ولا غيرها”، وقال بيتان، أمس، إنه لا يعتزم الاستقالة من الكنيست. وشكا من أن الشرطة تسرب الأنباء على هواها وتمنعه من الدفاع عن نفسه أمام الإعلام وتمنعه حتى من التحدث إلى زوجته. وتوجه بيتان، بعد ظهر أمس، إلى محكمة الصلح في القدس طالباً السماح له بإجراء مقابلات مع الصحف وإزالة القيود المفروضة عليه.
ويتهم بيتان الذي يعتبر الساعد الأيمن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بـ”تلقي الرشوة وتبييض الأموال والاحتيال وخيانة الأمانة” التي تتصل بقضية الفساد في بلدية ريشون لتسيون وكذلك في بلدية تل أبيب عندما أصبح عضواً في البرلمان، وضمن الشبهات التي تواجهه تلقي الرشوة في ثماني قضايا مختلفة. وفي إحدى هذه القضايا تم اعتقال رئيس الأوقاف في الرملة عدنان جاروشي، الذي يعتبر مقرباً من أحد رجال الأعمال اليهود المتورطين مع بيتان. وقال خلال التحقيق معه إنه التقى مع بيتان مرات عدة في إطار عمله الحالي، وكذلك بشأن تسوية أراضي سكان الجواريش. وبحسب محاميه، فإنه ينفي بشكل قاطع أن يكون قد قام بتحويل أموال لأي شخص.
أرسل تعليقك