واشنطن ـ رولا عيسى
ظهر الى العلن أمس الجمعة اقتراح في البيت الأبيض بسحب القوات الأميركية من أفغانستان، ونقل الحرب ضد "طالبان" إلى شركات مرتزقة. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب ومستشاره في البيت الأبيض، اقترح سحب القوات الأميركية من أفغانستان، والتعاقد مع شركات "للقيام بالأعمال المرتبطة بالأمن في أفغانستان، بدلا من الجنود الأميركيين". وقالت الصحيفة إن ستيف بانون، الذي كان رئيس تحرير صحيفة "برايتبارت" اليمينية، وصار مستشارا لترمب في البيت الأبيض، يؤيد هذا الاقتراح.
ونقلت صحيفة "مليتاري تايمز"، التي تغطى أخبار البنتاغون، على لسان مسؤول عسكري في أفغانستان قوله إن إيريك برينس، مدير شركة "بلاكووتر" التي كانت تعاقدت مع القوات الأميركية في العراق، قبل أن يتخلص البنتاغون منها بعد أخبار فساد مالي، وتجاوزات كانت سبب قتل عدد من العراقيين، تحدث عن "قوات جوية خاصة" لقتال طالبان في أفغانستان.
فيما قالت وكالة الصحافة الفرنسية أمس إن وزير الدفاع الأميركي "يظل ينتظر تقديم البيت الأبيض استراتيجية متجانسة، ليس فقط لأفغانستان، بل للمنطقة كلها"، في الوقت نفسه الذي تعصف فيه خلافات البيت الأبيض، ليس فقط عن "روسيا غيت" (العلاقة ين روسيا وترمب ومستشاريه)، ولكن، أيضا، عن الحرب في أفغانستان.
ويوم الاثنين الماضي، أقال الجنرال المتقاعد هربرت ماكماستر، مستشار الرئيس ترمب للأمن الوطني، عيزرا كوهين، مسؤول الاستخبارات في مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض. وفي شهر يونيو/حزيران الماضي، استقال ديريك هارفي، مستشار الشرق الأوسط. وقال تلفزيون "إن بي سي" إن استقالة قائد القوات الأميركية في أفغانستان، صارت "متوقعة في أي لحظة"، بعد أن انتقده الرئيس ترمب، في اجتماع طويل ومثير في البنتاغون يوم الأربعاء الماضي، حول سير الحرب هناك. وأشارت القناة إلى قتل جنديين أميركيين هناك يوم الأربعاء عندما هجم انتحاري على فرقة عسكرية أميركية.
وأشارت القناة التلفزيونية، اعتمادا على مصادر من داخل الاجتماع، إلى أن ترمب كان غاضبا من استمرار الحرب التي بدأت منذ 16 عاما، وصارت أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة. وغادر بعض المسؤولين الاجتماع "مذهولين" من شكاوى الرئيس بأن الجنرالات مسؤولون عن عدم الانتصار في الحرب. وحسب تلفزيون "إن بي سي"، صار ترمب "متوترا جدا" مع جنرالاته ومستشاريه في البيت الأبيض لأنهم لم يقدموا له خطة يريدها عن الحرب في أفغانستان. حسب هذه المصادر، اشتكى ترمب أثناء الاجتماع من حلفاء واشنطن في الناتو،
وقال إنهم يساهمون أقل من مساهمة الولايات المتحدة في توزيع الموارد ومساهمات التنمية في أفغانستان. وانتقد بشدة مستشاريه العسكريين، وكرر أن الولايات المتحدة تخسر الحرب؛ بل أعلن خيبة أمله في وزير الدفاع ماتيس شخصيا، وأضاف أنه، رغم اعتماد ميزانية عسكرية إضافية للقوات الأميركية في أفغانستان قبل أشهر قليلة؛ "تستمر القوات الأميركية في فقدان مواقعها في أفغانستان، مع زيادة سيطرة طالبان على البلاد". وحسب المصادر أيضا أن ماتيس رد على ذلك بالقول إن سبب هذه الخسائر هو "غياب استراتيجية محددة وواضحة عن أفغانستان في واشنطن".
أرسل تعليقك