باريس ـ مارينا منصف
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مسلمي بلاده إلى أداء دور، إلى جانب الدولة، في مكافحة الإرهاب والتطرف، متحدثاً عن تحدٍ "أخلاقي وحضاري".
وقال في كلمة ألقاها خلال إفطار سنوي لـ"المجلس الفرنسي للديانة المسلمة"، إن "مكافحة التطرف هي تحدٍ أمني في مواجهة الإرهاب المتفشي"، تجهد الدولة لمواجهته. واستدرك أن التحدي أيضاً أخلاقي وحضاري، لافتاً إلى أن دور المجلس في هذا الصدد ضخم، وكذلك مسؤوليته، إذ يقتضي عملاً دينياً دؤوباً لـ "فضح انتحال قيمكم، كلما اقتضى الأمر".
ونبّه ماكرون إلى أن الإرهاب يسعى إلى إعطاء صورة يظهر من خلالها الإسلام ديناً يحضّ على القتل والترهيب والتعصب، من أجل تشويه صورته.
وشدد في هذا الإطار على ضرورة تعزيز الروابط بين المجلس والشباب المسلم الذين ندرك جميعاً أنهم يتحفظون عن الانخراط في مؤسساتكم. وتطرّق إلى المشكلة المزمنة المتعلّقة بإعداد الأئمّة، قائلاً: مكافحتنا الحازمة لإرهاب تنظيم "داعش" والأيديولوجيا المتسلطة التي تدعمه، "تقودنا إلى مكافحة الذين يسعون إلى تحويل مقاركم الدينية أماكن لنشر الكراهية والدعوة إلى العنف".
وأشاد ماكرون بالدور الذي أداه المجلس "على صعيد صون الوحدة الوطنية"، معتبراً أن ذلك أتاح في لحظات عصيبة "تغليب صوت العقل في شكل جماعي". ورأى أن الهجمات الإرهابية هدفها إحداث شرخ عميق بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى في فرنسا. ودعا المجلس إلى التصدّي لممارسات تحضّ المسلمين على الانغلاق والتمييز، محذراً من أن بناء الهوية الاجتماعية والسياسية على أساس الانتماء الديني، يعني إقراراً بعدم تطابق هذا الانتماء مع الجمهورية". وأشار الى أنه "لا تمكن مطالبة فرنسيات وفرنسيين بالخروج عن قوانين الجمهورية باسم انتمائهم الديني". وحضّ المجلس على تعزيز شموليته، فيعكس تعددية الإسلام في فرنسا ويساعد على ممارسة هادئة لهذا الدين. وخاطب الحضور قائلاً: "إزاء المسؤوليات الكبرى التي تترقبنا، ستجدونني دوماً إلى جانبكم".
وسيستقبل وزير الداخلية والأوقاف جيرار كولومب، الذي حضر الإفطار إلى جانب ماكرون، أعضاء المجلس لمناقشة ملفات تعنيهم، وفي مقدّمها تمويل تشييد المساجد وإعداد الأئمّة.
أرسل تعليقك