لندن ـ كاتيا حداد
كشفت وزيرة التنمية الدولية البريطانية الأربعاء أن القتل والفظائع الأخرى التي تحدث في جنوب السودان تصل إلى حد الإبادة الجماعية داعية القادة الأفارقة إلى التحرك، وعقب زيارتها لأحدث دولة أفريقية قالت بريتي باتيل إلى الصحافيين في أوغندا المجاورة إن "هناك مذابح تقع، وقرى تحرق، هناك سياسة للأرض المحروقة، إنها قبلية، قبلية تمامًا وعلى هذا الأساس فإنها إبادة جماعية".
وقالت باتيل، التي زارت مخيمات شمال غرب أوغندا تؤوي لاجئين من جنوب السودان، إن حكومة كير "منعت وصول المساعدات وتستخدم الغذاء سلاحًا من أسلحة الحرب"، وأضافت الوزيرة أنها أبلغت كير في اجتماع معه مؤخرًا أنها تتوقع منه أن يعمل لمنع عرقلة المساعدات وكذلك لإنهاء الصراع، وتابعت أنه إذا رفض كير فإن "المجتمع الدولي سيتحمل العواقب."
وانتقدت باتيل الزعماء الأفارقة لعدم الضغط على حكومة جنوب السودان لإنهاء الفظائع والصراع واتهمتهم بالتطلع إلى الآخرين لحل صراع في فنائهم الخلفي، "رؤساء الدول الأفريقية.. بحاجة لأن يفعلوا المزيد ويجب ألا يعتمدوا فحسب على الآخرين في المجتمع الدولي"، ويقول المدنيون الذين فروا من العنف إلى دول مجاورة إن القوات الحكومية، وأغلب أفرادها من قبيلة الدنكا التي ينحدر منها الرئيس سيلفا كير، تقوم بعمليات قتل وغيرها من الجرائم ضد قبيلة النوير التي ينتمي إليها نائب الرئيس السابق ريك مشار وقبائل أخرى أصغر يشتبه بدعمها للمتمردين، وتقدر الأمم المتحدة أن العنف شرد نحو 3 ملايين من مواطني جنوب السودان في أكبر نزوح عبر الحدود في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
وفرَّ أكثر من نصف ذلك العدد إلى دول مجاورة لا سيما أوغندا، كما أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في بعض أجزاء البلاد في فبراير/شباط الماضي، ويعصف بجنوب السودان عنف واسع النطاق منذ يوليو/تموز الماضي عندما اندلع قتال في العاصمة جوبا ثم امتد إلى مناطق أخرى، إثر تفجر القتال بين قوات موالية لكير ونائبه السابق ريك مشار وهما ينتميان لمجموعتين عرقيتين متنافستين.
وتفجر القتال بينما كانت الدولة المنتجة للنفط لا تزال تئن تحت وطأة أولى حروبها الأهلية التي اندلعت في 2013 بعدما عزل كير نائبه مشار من منصبه، وانتهى الصراع باتفاق سلام عام 2015 وعاد مشار إلى منصبه كنائب للرئيس في وقت مبكر من العام الماضي، لكن التوتر بين الرجلين ظل كامنًا وقاد في آخر الأمر إلى أحدث أعمال العنف.
أرسل تعليقك