حركة طالبان تسيطر على قلعة زال شمال أفغانستان بعد انسحاب الحكومة
آخر تحديث GMT08:02:29
 العرب اليوم -

حركة طالبان تسيطر على قلعة زال شمال أفغانستان بعد انسحاب الحكومة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حركة طالبان تسيطر على قلعة زال شمال أفغانستان بعد انسحاب الحكومة

عناصر من حركة طالبان
كابول - مهدي موسوي

أعلن قائد شرطة بلدة قلعة زال التابعة لولاية قندوز شمال شرق أفغانستان، الجنرال عبد الحميد حميدي، أن قوات الشرطة والجيش الوطني انسحبت إلى أطراف البلدة بعد أيام من اشتباكات عنيفة جرت بين مقاتلي جماعة طالبان وقوات الحكومة، معتبرًا الانسحاب عملًا عسكريًا عاديًا، وأضاف أن القوات الحكومية تستعد لشنّ هجوم لاستعادة مركز المدينة من سيطرة "طالبان".

وقال شهود عيان، إن مسلحي حركة طالبان سيطروا بالفعل على مديرية قلعة زال في مدينة قندوز في شمال أفغانستان، مما يشير إلى تصاعد الصراع مجددًا، بعدما أعلن المسلحون الأسبوع الماضي بدء "هجوم الربيع" الذي يشنونه كل عام، وكشف محفوظ أكبري، وهو المتحدث باسم الشرطة في شرق أفغانستان، أن قوات الأمن انسحبت، الجمعة، من مقاطعة قلعة زال غرب مدينة قندوز في الإقليم الذي يحمل الاسم نفسه، لتفادي وقوع خسائر في صفوف المدنيين والعسكريين بعد أكثر من 24 ساعة من القتال العنيف.

وكشف المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، في بيان، بأن المسلحين استولوا على المقر الرئيسي للشرطة ومجمع حاكم إقليم قندوز وجميع النقاط الأمنية، وذكر أن عددًا من رجال الشرطة والجيش قتلوا وأصيبوا أيضًا في عملية السيطرة على البلدة، كما أشار إلى وقوع ذخائر كبيرة من الأسلحة في يد مقاتلي الحركة.

 ونجح مسلحو "طالبان" خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية في الاستيلاء مرتين على وسط مدينة قندوز لفترات وجيزة، ويسلّط أحدث قتال الضوء على التحذيرات من أن القوات الأفغانية قد تواجه عامًا آخر من القتال الشرس.

وتعتبر محافظة قندوز من الأقاليم الأفغانية المهمة والاستراتيجية، حيث تقع في شمال شرقي البلاد، وهي نقطة وصل لأهم الأقاليم الواقعة في الشمال الشرقي لأفغانستان مثل مدينة مزار الشريف الحيوية وإقليم جوزجان وبدخشان وتخار، حيث تلعب قندوز نقطة وصل العاصمة كابل مع هذه الأقاليم، وأغلب سكان ولاية قندوز هم الباشتون، ويوجد فيها الطاجيك والتركمان، إضافة إلى عرقية الأوزبيك، وتلعب القرى الباشتونية ومناطق نفوذهم حاضنة شعبية لمقاتلي "طالبان" الذين ينجحون في الاختفاء والاندماج فيها، بسبب الانتماء العرقي، مما يصعب على القوات الأمنية التفكيك بين مسلحي "طالبان" والسكان العاديين، وكانت العمليات العسكرية السابقة التي شنها الجيش الوطني الأفغاني لتطهير الإقليم من وجود "طالبان" واجهت صعوبة وانتقاد ساسة الباشتون والأهالي الذين أشاروا إلى وجود عمليات الثأر والانتقام من السكان العاديين، وهو ما أدى إلى عرقلة العملية العسكرية وبالنتيجة تزايد نفوذ "طالبان"، ولمحافظة قندوز حكاية أخرى أيضًا، حيث تعتبر المدينة مهمة بالنسبة للجماعات المسلحة، لأن لها حدودًا مع دول آسيا الوسطى تحديدًا مع دولة أوزبكستان من خلال معبر "إمام صاحب".

وتفيد التقارير الأميركية بأن مسلحي "طالبان" حصلوا على أسلحة روسية، ويتلقون الدعم المستمر من روسيا، وهذه التقارير أكدها مسؤولون أفغان الذين أشاروا إلى أن المخابرات الروسية تدعم "طالبان" في الشمال في مواجهة خطر تنظيم "داعش" الذي يتمدد هو الآخر إلى مناطق الشمال، من هنا تكمن أهمية إقليم قندوز الذي تسعى "طالبان" إلى السيطرة عليه.

وأثارت سيطرة "طالبان" على بلدة قلعة زال في ولاية قندوز حفيظة البرلمانيين في جلستهم أمس السبت، حيث أعربوا عن قلقهم من تزايد القتال وفتح جبهات جديدة لـ"طالبان" في شمال البلاد، ومن جهته، قال عبد الرؤوف إبراهيمي، رئيس البرلمان، إنه قلق من تحركات المسلحين في ولاية قندوز، ودعا المسؤولين الأمنيين إلى سرعة التحرك لاحتواء الموقف قبل أن تسقط المدينة كاملة بيد "طالبان" حينها ستحدث مجزرة، على حد قوله.

وخلال اليومين الماضيين، أوقفت شرطة كابل العاصمة عشرات الحافلات، وهي تنقل أناسًا مجهولين إلى مناطق شمال البلاد، وذلك في أطراف العاصمة كابل، وطالبت بإبراز هوياتهم قبل السماح لهم بالسفر إلى مناطق الشمال، وتتخوف الحكومة المركزية من أن هؤلاء الشبان الذين يسافرون من مناطق الجنوب خصوصًا من قندهار وهلمند وباقي المناطق، بحجة البحث عن العمل في حقول المواد المخدرة في الشمال سينضمون إلى صفوف "طالبان"، كما أعلنت شرطة مدينة مزار الشريف بعدم السماح لأي فرد كان بدخول المدينة إلا بعد إبراز هويته الوطنية، وذلك بعد تصاعد عمليات العنف في المدينة.

وسيطرت "طالبان" قبل أسبوعين تقريبًا على بلدة زيباك التابعة إلى محافظة بدخشان الواقعة في شمال شرق أفغانستان أيضًا، بعد أن سقط مركز المدينة بيد مقاتلي "طالبان" عقب ساعات من الاشتباك العنيف بين مسلحي الجماعة وقوات الشرطة، حيث انسحبت قوات الشرطة وعناصر الأمن إلى منطقة مجاورة، وكشف شهود عيان بأن "طالبان" أحكمت سيطرتها على كامل المدينة، وأنها تقوم بإحكام سيطرتها على جميع منافذ المدينة الاستراتيجية التي تربط المحافظة بباكستان عبر شمال شرق البلاد، وهذا يعني أن "طالبان" حصلت على أهم المنافذ البرية للتحرك من وإلي باكستان، خصوصًا سهولة الانتقال إلى مناطق قبلية في الجانب الباكستاني التي تعتبر حديقة خلفية لها.

وأعلنت حركة طالبان أول من أمس الخميس وتزامنًا مع "يوم المجاهدين" بداية هجومها الربيعي السنوي، ما ينذر بحلقة جديدة في النزاع المستمر في هذا البلد بعد أسبوع على هجوم دام استهدف قاعدة عسكرية للجيش الأفغاني في مدينة الشريف شمال شرق البلاد قتل فيه مئات من الجنود الأفغان، وأطلقت "طالبان" على العملية اسم "عملية منصوري"، تيمنًا باسم زعيمها السابق الملا أختر منصور الذي قتل في غارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار في مايو /أيار 2016، وقد تولى قيادة الحركة بعد الإعلان في يوليو /تموز 2015 عن وفاة سلفه الزعيم التاريخي لـ"طالبان" الملا عمر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حركة طالبان تسيطر على قلعة زال شمال أفغانستان بعد انسحاب الحكومة حركة طالبان تسيطر على قلعة زال شمال أفغانستان بعد انسحاب الحكومة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab