سول - عادل سلامه
أكد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، أن بلاده شارفت على استكمال قوتها النووية، مشددًا على أن الهدف النهائي من حيازة السلاح الذري هو "تحقيق توازن قوى حقيقي مع الولايات المتحدة، وجعل قادتها لا يجرؤون على التفكير بخيار عسكري ضدنا"، وذلك بعد ساعات فقط على تنديد الأمم المتحدة "الحازم"، بتنفيذ كوريا الشمالية تجربة إطلاق صاروخ باليستي حلّق فوق اليابان.
وطالب مجلس الأمن إثر اجتماع مغلق عقده ليل الجمعة، النظام الكوري الشمالي بـ "التوقف فوراً عن أفعاله الاستفزازية الفاضحة التي لا تهدد المنطقة فقط بل كل دول العالم"، ثم دعت الولايات المتحدة في مذكرة وزعتها إلى تحضير اجتماع للمجلس الخميس المقبل، خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأوردت المذكرة أن "اللقاء يهدف إلى بحث وقف تزويد الدولة الأكثر خطورة في العالم صواريخ وتقنيات نووية"، علماً أن المجلس أصدر في 11 الشهر الجاري حزمة عقوبات جديدة على كوريا الشمالية شملت للمرة الأولى وارداتها النفطية، رداً على تنفيذها تجربة نووية سادسة في 3 من الشهر الجاري.
ويعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إجراء محادثات مع حليفيه الكوري الجنوبي والياباني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. لكن الصين دعت إدارته إلى الامتناع عن توجيه تهديدات إلى كوريا الشمالية. وقال سفيرها في واشنطن، تسوي تيانكاي "أعتقد بأن الولايات المتحدة يجب أن تمتنع عن توجيه تهديدات وتفعل المزيد لإيجاد طرق فاعلة لاستئناف الحوار والمفاوضات".
ونقلت الوكالة الرسمية الكورية عن كيم قوله "إطلاق صاروخ هواسونغ 12 صباح الجمعة كان ناجحاً، وسمح بزيادة قدراتنا العسكرية". ويجب أن نظهر بوضوح كيف تنجز دولتنا هدف استكمال قوتها النووية على رغم عقوباتهم وحصارهم. وفيما خصصت صحيفة "رودونغ سينموم"، التابعة للحزب الحاكم نصف صفحاتها لصور إطلاق الصاروخ، رأى يونغ أوك، المحلل لدى المنتدى الكوري الجنوبي للدفاع والأمن أن برامج الأسلحة الكورية الشمالية تحقّق تقدماً سريعاً، على رغم استبعاد بلوغها مستوى توازن نووي مع الولايات المتحدة.
واعتبر المحلل أن إطلاق الصاروخ الأخير من منصة متحركة على الأرجح، دليل على أن الشمال بات قادراً على نشر صاروخ هواسونغ 12 في إطار معارك، ويتوقع أن تستطيع كوريا الشمالية خلال فترة بين ثلاث وخمس سنوات حيازة صواريخ نووية تشكل قوة رادعة. وأوضح يانغ مو جين من جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول، أن الشمال يوجه رسالة تفيد بأنه لا يخشى عقوبات، وأن تهديداته ليست فارغة.
وفي بيان أصدره مجلس الأمن ليل الجمعة، شدّد على ضرورة أن تظهر كوريا الشمالية التزامها الكامل نزع السلاح النووي عبر أعمال فعلية، وتتخذ خطوات لخفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية. كما جدّد المجلس تأكيد التزامه صيانة الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرقي آسياً عموماً، والتوصل إلى حل سلمي وديبلوماسي وسياسي للأزمة. ورحّب البيان بجهود أعضاء مجلس الأمن ودول أخرى لتسهيل التوصل إلى حل سلمي وشامل عبر الحوار، بينما جدّد السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الدعوة لـ العودة إلى المفاوضات السداسية مع كوريا الشمالية، باعتبارها الطريق الوحيد الذي يدعو إليه كثير من الأطراف، وبينهم سياسيون أميركيون.
وأضاف "ندور منذ مدة في حلقة مفرغة. نصدر قراراً يتبعه استفزاز، ثم قرار آخر يليه استفزاز جديد، وخريطة الطريق التي اقترحتها روسيا والصين هي الحل الوحيد المطروح على الطاولة". ودعا إلى "وقف الاستفزازات المتبادلة والانخراط في مفاوضات ذات معنى، وهو ما يريده سياسيون ومحللون أميركيون كثيرون"، في إشارة مثلاً إلى وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت.
وأما السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر فقال "يجب أن نظهر لكوريا الشمالية الثمن الذي يجب أن تدفعه بسبب انتهاكاتها قرارات مجلس الأمن وإرادة المجتمع الدولي"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن العقوبات تهدف إلى "فتح الطريق أمام حل سياسي للأزمة".
أرسل تعليقك