تونس - حياة الغانمي
نشر الشيخ راشد الغنوشي مساء الأحد 30 يوليو/تموز 2017 المقتطف التالي من حواره مع مجلة ليدرز يوم 17 مايو/أيار2016: بعنوان "الحاصل في تونس في أعقاب الثورة يماثل ما يقع بعد زلزال.
لأن الثورة كانت بمثابة زلزال؛ والزلازل تطيح بتضاريس، هناك أحزاب ما قبل الثورة ذهبت تقريبا، وتخرج تضاريس جديدة. والتضاريس الجديدة تبقى أيضا في حالة سيلان وفي حالة حركة تبحث عن مستقراتها.
لذلك لا عجب أن تتشكل أحزاب كبيرة في أيام معدودة؛ حزب كبير يملأ الساحة ثم تراه بعد قليل ينفرط، جزء منه يذهب في هذا الاتجاه والآخر في اتجاه آخر.
بحيث الأرضية لا تزال متحركة. في هذه الأرضية، تبدو النهضة هي القطعة أصلا في هذا المشهد وفي هذه التضاريس الجديدة لتونس، وهي الأكثر تماسكا؛ والكيانات الأخرى تحدد نفسها في علاقة مع النهضة.
واحد يعرف نفسه على أنّه مستعد للتعايش مع النهضة، والآخر يعرف نفسه على أنّها الشيطان الرجيم وأنها العدو.
ولكنهم كلهم يحددون هويتهم في علاقة مع النهضة وليس في استقلال عنها. مما يدل على أنّ النهضة هي الكيان الرئيسي في هذا المشهد الجديد بعد الثورة؛ لأنه كيان لم تأت به الثورة؛ بل كان موجودا قبلها وناضل من أجلها.
والمصالحة المطلوبة هي مصالحة مع الجميع، مصالحة لا تقصي أحدا، بقطع النظر عن منطلق هويته الفكرية.
المطلوب هو التأسيس لمبدأ المواطنة الذي لا يقصي أحدا إلا من أقصى نفسه؛ وفي كل ديمقراطية هنالك وسط يتداول على السلطة وهنالك هوامش؛ هناك أقصى يمين وأقصى يسار، أي هوامش، لأنها لا تندمج في الوسط وبالتالي تظل قائمة ولكنها لا تقدر أن تحكم لأنها غير قادرة على إيجاد توليفات وتوفيقات"
أرسل تعليقك